«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تصدق.. 14 دولة إفريقية ما زالت تدفع ضرائب استعمارية لفرنسا
حاول العديد من الرؤوساء الإفريقيين الانفصال عن فرنسا وسياساتها الاستعمارية وهيمنتها.. ولكنهم تمّ اغتيالهم أو الانقلاب عليهم، ومن بينهم:
نشر في الشعب يوم 26 - 07 - 2015

الهيمنة الموجودة على العالم ليست فقط هيمنةً أمريكية.. صحيحٌ أنّها مركز الهيمنة الرئيسي على العالم وتدور في رحاها جميع القوى الأخرى ضمن ما يعرف بالنظام العالمي الجديد، ولكنّ بقايا الدول الاستعمارية العظمى مثل الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية ما تزال تستعمر دول العالم وتستعبدها إلى اليوم، ومن أبرزها سيكون بالطبع فرنسا.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، هناك 14 دولة أفريقية ملزمة من فرنسا، من خلال اتفاق استعماري، على وضع 85% من احتياطاتها الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي تحت سيطرة الوزير الفرنسي للرقابة المالية. حتى الآن، توجو و13 دولة أخرى ملزمة بدفع ديون فترة الاستعمار الفرنسي لفرنسا. القادة الأفارقة الذين يرفضون يقتلون أو يكونوا ضحايا انقلاب عسكري. وأولئك الذين يطيعون الأوامر يكافؤون ويدعمون من فرنسا، وينعمون بحياة رغدة، بينما يغرق شعبهم في بؤس وفقر مدقع.

إنه لنظام رديء؛ فقد نال الاستنكار من الاتحاد الأوروبي ذاته، لكن فرنسا غير مستعدة للانتقال من ذلك النظام الاستعماري الذي وضع قرابة 500 مليار دولار في خزانة الدولة الفرنسية من مستعمراتها الأفريقية عامًا بعد الآخر.
حاول العديد من الرؤوساء الإفريقيين الانفصال عن فرنسا وسياساتها الاستعمارية وهيمنتها.. ولكنهم تمّ اغتيالهم أو الانقلاب عليهم، ومن بينهم:
سيكوو توري رئيس غينيا عام 1958، قرر التحرر من الاستعمار الفرنسي، واختار استقلال دولته، غضبت النخبة الاستعمارية الفرنسية في باريس، وللتعبير عن غضبهم الشديد قامت الإدارة الفرنسية بتدمير كل شيء في غينيا له علاقة بالاستعمار الفرنسي قد يمثل امتيازات الاستعمار الفرنسي على حد قولهم، بهذه الصفاقة!
غادر ثلاثة آلاف فرنسي غينيا، حاملين كل ما يمكنهم حمله من أملاكهم ومدمرين لكل ما لا يستطيعون حمله، كالمدارس، وحضانات الأطفال، والمباني الإدارية كلها تم تفتيها؛ كذلك السيارات، والكتب، والأدوية، ومعدات مراكز الأبحاث، والجرارات الزراعية تم سحقها وتخريبها؛ أما الخيول، والأبقار في المزارع تم قتلها، والطعام في المخازن تم حرقه أو تسميمه.
كانت فرنسا من هذه الأفعال تريد إرسال رسالة إلى المستعمرات الأخرى: إمّا الاستعمار وإمّا الموت !
خاف جميع الزعماء الإفريقيين مما حصل، ولم يمتلك واحد منهم بعد أحداث غينيا الجرأة لإعادة ما فعله سيكوو توري، الذي كان شعاره:
“نحن نفضل الحرية في فقر عن الترف في ظل العبودية”
– سيلفانوس أوليمبيو، أول رئيس منتخب لجمهورية توجو، دولة صغيرة في غرب أفريقيا، وجد حلًّا وسطًا مع فرنسا، لم يكن يريد لدولته أن تستمر تحت السيادة الفرنسية، وبناء على ذلك رفض التوقيع على اتفاقية استمرارية الاستعمار التي تقدم بها شارل دي جول الرئيس الفرنسي حينذاك، لكنه وافق على دفع دين سنوي لفرنسا ما يعرف بالاستفادات من المستعمر، وصلت ل40% من الناتج القومي عام 1936م، ولكنّه أوقف التعامل بعملة الفرنك الأفريقي، وقام بصكّ عملة جديدة، وفي 13 يناير 1963، ثلاثة أيام بعد البدء في طباعة العملة الجديدة، قام مجموعة من الجنود المدعومين من فرنسا بقتل أول رئيس منتخب. أوليمبيو قُتِل على يد شخص يُدعى “إتيان إياديما” (نياسينبي إياديما فيما بعد) وهو عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي برتبة رقيب، وحصل على مكافأة قدرها 612 دولارًا أمريكيًّا من السفارة الفرنسية في توجو عن مهمته كقاتل مأجور، كان يحلم أوليمبيو ببناء دولة مستقلة ومكتفية ذاتيًّا، لكن الفرنسيين لم تعجبهم الفكرة.
– في 30 يونيو 1962، موديبا كيتا، أول رئيس منتخب لجمهورية مالي، قرر الانسحاب من عملة الفرنك الأفريقي التي كانت مفروضة على 12 دولة أفريقية مستقلة حديثًا. بالنسبة للرئيس المالي، الذي كان يميل أكثر إلى اقتصاد اشتراكي، كان من الواضح له أن اتفاقية استمرارية الاستعمار مع فرنسا كانت فخًا، وعبئًا على تنمية الدولة.
– في التاسع عشر من نوفمبر 1968، كقرينه أوليمبيو، كيتا سوف يكون ضحية انقلاب عسكري مُنفذ من قبل عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، الملازم موسى تراوري.
– في الأول من يناير 1966، قام جان بيدل بوكاسا، عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، بتنفيذ انقلاب ضد ديفيد داكو، أول رئيس منتخب لجمهورية أفريقيا الوسطى.
– في الثالث من يناير 1966، موريس ياموجو، أول رئيس منتخب لجمهورية فولتا العليا – جمهورية بوركينا فاسو الآن – كان ضحية انقلاب تم تنفيذه من قبل أبي بكر سانجوليه لاميزانا، أيضًا عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي والذي قاتل مع القوات الفرنسية في إندونيسيا والجزائر ضد استقلال هذه الدول.
– في السادس والعشرين من أكتوبر 1972، ماثيو كيريكوو الذي كان يعمل حارسًا أمنيًّا للرئيس هوبرت ماجا، أول رئيس منتخب لجمهورية بنين، نفذ انقلاب ضد الرئيس بعد أن درس في الكليات العسكرية الفرنسية في الفترة من 1968 حتى عام 1970.
في الواقع، خلال الخمسين سنة الأخيرة، بإجمالي 67 انقلابًا تم في 26 دولة في أفريقيا، 16 منهم حدثت في مستعمرات فرنسية سابقة، بما يعنى أن 61% من الانقلابات حدثت في دول أفريقيا الفرانكفونية (التي تتحدث اللغة الفرنسية بسبب استعمارها من قبل فرنسا):
كما تشير الأرقام السابقة، فرنسا فاقدة للأمل إلى حد كبير لكنها ما زالت تبذل ما في وسعها للسيطرة على هذه المستعمرات مهما كانت التكلفة، وبغض النظر عن أي شيء آخر.
“بدون أفريقيا، فرنسا سوق تنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث“ – الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك
سلفه السابق فرانسوا ميتيران بالفعل تنبأ عام 1957 أنه:
“بدون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين“.
وفيما يلي المكونات ال11 الرئيسية لاتفاقية استمرارية الاستعمار منذ الخمسينات:
1- ديون استعمارية لمصلحة الاستعمار الفرنسي: الدول “المستقلة” ملزمة بدفع استحقاقات البنية التحتية التي بنتها فرنسا في هذه الدول خلال استعمارها لها.
2- مصادرة تلقائية للاحتياطات القومية: هذه الدول الأفريقية ملزمة بإيداع احتياطاتها القومية من النقد في البنك المركزي الفرنسي.
فرنسا تحتفظ باحتياطات النقد القومية ل14 دولة أفريقية منذ عام 1961: (بنين، بوركينا فاسو، غينيا – بساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توجو، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، الجابون).
“السياسة المالية التي تحكم هذه المجموعة المتنوعة من الدول غير معقدة، لأنها في الحقيقة مُدارة من قِبل وزارة المالية الفرنسية، بدون الرجوع إلى أي من الإدارة المركزية لأي من الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول أفريقيا الوسطى WAEMU أو مثيله لدول غرب أفريقيا CEMAC. تحت شروط هذه الاتفاقية الذي تم بموجبها إنشاء البنوك المركزية للاتحاد النقدي الأفريقي (البنك المركزي لدول غرب أفريقيا BCEAO ، ومثله لدول وسط أفريقيا BEAC)، يلتزم البنك المركزي لكل من هذه الدول بإيداع على الأقل 65% من احتياطاتها النقدية الأجنبية فيما يعرف ب”حسابات الاستثمار” في خزانة الحكومة الفرنسية، بالإضافة إلى 20% لتغطية الخصومات المالية”.
تفرض البنوك المركزية الاتحاد النقدي الأفريقي BEAC و BCEAO فوائد على الديون والتي تمتد إلى كل الدول الأعضاء وهو مناظر لحوالي 20% من الإيرادات الحكومية للسنة السابقة. رغم أن البنك المركزي لدول وسط أفريقيا BEAC ومثيله BCEAO لدول غرب أفريقيا لهم تسهيلات للسحب على المكشوف من الخزانة المالية الفرنسية، إلا أن عمليات السحب يجب أن تكون جميعها بموافقة الخزانة المالية الفرنسية. ملخص القول أن الخزانة الفرنسية تقوم باستثمار الاحتياطات الأجنبية للدول الأفريقية باسمها في بورصة باريس.
باختصار، أكثر من 80% من الاحتياطات الأجنبية لهذه الدول الأفريقية مودعة في “حسابات الاستثمار” تحت قبضة الخزانة المالية الفرنسية، بنكا الاتحاد الأفريقي BEAC و BCEAO هما أفريقيان اسمًا وفقط، لكن ليس لهما سياسة نقدية خاصة. هذه الدول نفسها لا تعلم – أو يتم إعلامهم- كم يملكون من الاحتياطي النقدي الأجنبي في الخزانة الفرنسية سواء ككل أو فُرادى.
عائدات استثمارات هذه الأموال من المفترض أنها تُضاف إلى أرصدة صناديق الاستثمار، لكن لا يتم تسليم كشوفات للحسابات للبنوك المركزية لهذه الدول أو إخطارهم بحدوث تغييرات لأي شيء. المجموعة المحدودة للمسئولين رفيعي المستوى بالخزانة الفرنسية الذين لديهم معرفة بالمبالغ النقدية داخل “صناديق الاستثمار” – حيث يتم استثمار النقود الأفريقية- إذا كان هناك أرباح لهذه الأموال فهم غير مسموح لهم بالتصريح بأي معلومات في هذا الشأن للبنكين المركزيين لأفريقيا BEAC و BCEAO أو البنوك المركزية لهذه الدول الأفريقية”. كتب د. جارى ك. بوش
حسب تقديرات فإن فرنسا تحت قبضتها حوالى 500 مليار دولارمن الأموال الأفريقية في خزانتها، وسوف تحارب أي شخص يحاول أن يلقي الضوء على هذا الجانب المظلم من الإمبراطورية السابقة.
الدول الأفريقية لا تستطيع الوصول لتلك الأموال! فرنسا تسمح لهم بالوصول فقط ل 15% فقط من الأموال خلال السنة. وإذا كانوا باحتياج للمزيد من الأموال عليهم باقتراضها من ال65% من الخزانة الفرنسية مقابل فوائد.
لجعل الأمور أكثر مأساوية، فرنسا تفرض حد أقصى للمبالغ التي يمكن لهذه الدول اقتراضها من احتياطاتهم المالية. الحد الأقصى هو 20% من إيرادات الحكومة للعام السابق. وإذا رغبت أحد هذه الدول في اقتراض المزيد، فرنسا لها حق الرفض.
الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك صرح مؤخرًا عن أموال الدول الأفريقية في البنوك الفرنسية. في الفيديو التالي يتحدث شيراك عن برنامج الاستغلال الفرنسي. هو يتحدث بالفرنسية، أترجم لكم جزءًا منه: “يجب أن نكون صرحاء، ونعترف بأن جزءًا كبيرًا من الأموال في بنوكنا قادمة تحديدًا من استغلال القارة الأفريقية”.
3- لهم حق الشُفعة في الحصول على أي مواد خام أو موارد طبيعية تم اكتشافها في إحدى هذه الدول: فرنسا لها الأولوية في شراء أي موارد طبيعية مُكتشفة داخل أحد مستعمراتها السابقة. فقط عندما تقول فرنسا “لا أريد ذلك” تستطيع هذه الدول أن تبحث عن مشترٍ آخر.
4- الأولوية لفرنسا والشركات الفرنسية في الحصول على العطاءات والمناقصات العامة: بالنسبة لتخصيص عقود الحكومة، الشركات الفرنسية يجب أن توضع في الاعتبار أولًا، إن لم تستحوذ على عقد ما أحد الشركات الفرنسية يمكنهم فقط في هذه الحالة منحها العقد لغيره. ولا يهم إطلاقًا إن كانت هذه الدول تستطيع الحصول على نفع أكبر إذا منحت العقد لشركة غير فرنسية.
ونتيجة لذلك، في معظم المستعمرات الفرنسية السابقة، معظم الأصول الاقتصادية الرئيسية لهذه الدول في يد المهاجرين المغتربين. في ساحل العاج على سبيل المثال، الشركات الفرنسية تمتلك وتتحكم في معظم مرافق الدولة من مياه لكهرباء وهواتف ومواصلات وموانئ وبنوك. ونفس الشيء في التجارة والمقاولات والزراعة.
5- لهم الحقوق الحصرية لتزويد جيوش هذه الدول بالمعدات العسكرية وتدريب ضباطها: خلال برنامج متطور للمنح الدراسية و”اتفاقيات الدفاع” الملحقة لاتفاقية الاستعمار، الأفارقة يجب أن يُرسلوا كبار ضباطهم من الجيش للتدريب في فرنسا أو التدريب على المعدات الفرنسية.
الوضع الآن في القارة الأفريقية أن فرنسا قامت بتدريب المئات بل الآلاف من الخائنين وقامت بتربيتهم بنفسها. هم قابعون في أماكنهم عندما لا يحتاجونهم، وينشطون عندما يحتاجونهم للقيام بانقلاب أو أي غرض آخر!
6- فرنسا لها الحق في نشر قواتها والتدخل العسكري في أحد هذه الدول للحفاظ على مصالحها: تحت ما يسمى “اتفاقية الدفاع” الملحقة بالاتفاق الاستعماري، فرنسا لها الحق القانوني للتدخل العسكري في هذه الدول الأفريقية، وأيضًا تمركز قواتها بشكل دائم في قواعد عسكرية في هذه الدول وتدار بشكل كامل من الفرنسيين.
القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا
عندما حاول لورينت جباجبو رئيس دولة ساحل العاج إنهاء الاستغلال الفرنسي لدولته قامت فرنسا بتدبير انقلاب ضده. خلال العملية الطويلة للإطاحة به، الدبابات الفرنسية والمروحيات المقاتلة والقوات الخاصة تدخلوا بشكل مباشر في الصراع وقامت بإطلاق النار على المدنيين وقتل العديد منهم.
للمزيد من الإهانة، فرنسا قامت بتقديرات تفيد بأن رجال الأعمال الفرنسيين في ساحل العاج تكبدوا خسائر بملايين الدولارات خلال رحيلهم المتعجل من أبيدجان عام 2006، وقام الجيش الفرنسي وقتها بقتل 65 مدنيًّا أعزل، وجرح قرابة 1200 آخرين.
بعد أن نجح الانقلاب المُدبر من فرنسا، وانتقال السلطة إلى أليسان أوتارا، طلبت فرنسا من حكومة أوتارا أن تدفع تعويضات لرجال الأعمال الفرنسيين جراء خسائرهم خلال الحرب الأهلية.
في الحقيقة دفعت حكومة أوتارا ضعف ما ادعى الفرنسيون أنهم خسروه.
7- الالتزام بجعل اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الفرنسية وأيضًا لغة التعليم
“نعم سيدي، أنت تحتاج أن تتحدث الفرنسية، لغة موليير”.
تم تأسيس منظمة لنشر الثقافة الفرنسية وكذلك اللغة تحت مسمى “المنظمة الدولية للفرانكفونية” مع عدد من الأقمار الصناعية والمنظمات التابعة لها تحت رعاية وزارة الخارجية الفرنسية. في الواقع، إذا كنت تتكلم الفرنسية فقط، فإنك تستطيع الوصول إلى أقل من 4% من الأفكار والمعرفة الإنسانية، وهذا محدود للغاية.
8- الالتزام بالعملة الفرنسية للمستعمرات “الفرنك الأفريقي”: هذه هي البقرة الحلوب لفرنسا، لكن هذا نظام خبيث حتى إنه أثار استنكار الاتحاد الأوروبي نفسه، لكن فرنسا غير مستعدة بعد للانتقال من هذا النظام الاستعماري الذي يضع حوالي 500 مليار دولار في الخزانة الفرنسية.
خلال بدايات ظهور عملة اليورو في أوروبا، اكتشفت دول أوروبية المخطط الفرنسي لاستغلال المستعمرات السابقة. العديد منهم وخاصة دول الشمال كانوا مفزوعين واقترحت على فرنسا التخلص من هذا النظام، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.
9- الالتزام بإرسال تقرير عن الميزانية السنوية والاحتياطي: بدون التقرير، لا يوجد مال.
10- التنازل عن حقهم في الانضمام لأي تحالف عسكري مع أي دولة إلا بعد الحصول على إذن من فرنسا: الدول الأفريقية عادة نادرًا من تقوم بإقامة تحالفات عسكرية إقليمية، معظم الدول لديها تحالفات عسكرية مع مستعمريها السابقين فقط! (مضحك؟ لكنك لا يمكنك الحصول على أكثر من ذلك).
11- الالتزام بالتحالف مع فرنسا في حالة وجود حرب أو كارثة عالمية: ما يزيد عن المليون جندي أفريقي قاتلوا من أجل هزيمة النازية والفاشية خلال الحرب العالمية الثانية. مساهتمهم غالبًا يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، لكن ماذا عندما تعرف أن ألمانيا استغرقت 6 أسابيع فقط لهزيمة فرنسا عام 1940. فرنسا تعلم أن الأفارقة قد يكون لهم فائدة مستقبلًا في القتال من أجل “عظمة فرنسا Grandeur de la France”.
أولًا، فرنسا لديها نَهَم شديد لنهب واستغلال أفريقيا منذ عصر الاستعباد. أيضًا هناك فقر شديد للإبداع والتخيل للنخبة الفرنسية للتفكير خلف حدود الماضي والعادات.
أخيرًا، فرنسا لديها مدرستان مجمدتان بالكامل في الماضي، يسكنهما “مسؤولون كبار haut fonctionnaires” مصابون بالسيكوباتية وجنون العظمة وينشرون الخوف من دمار العالم لو تغيرت فرنسا، ومن ما زالت تأتي مرجعيته الأيدولوجية من أوهام القرن التاسع عشر؟ هما وزير المالية والميزانية الفرنسي ووزير خارجية فرنسا. هذان الوزيران لا يشكلان تهديدًا على أفريقيا فقط، ولكن على الفرنسيين أنفسهم.
الأمر متروك للأفارقة لتحرير أنفسهم دون أخذ الإذن، فأنا لا أستطيع أن أتفهم كيف ل450 جندي فرنسي في ساحل العاج أن يتحكموا في حياة 20 مليون شخص؟!
دائمًا يسأل الناس فور أن يعلمون بأمر الضرائب الاستعمارية: “حتى متى؟”.
للمقارنة التاريخية، فرنسا جعلت هاييتي تدفع ما يساوي اليوم 21 مليار دولار منذ عام 1804 وحتى 1947 (تقريبًا قرن ونصف من الزمان) مقابل الخسائر التي تكبدها تجار العبيد الفرنسيين مقابل إلغاء العبودية في هاييتي وتحرير العبيد فيها.
المستعمرات الأفريقية تدفع الضرائب فقط منذ 50 عامًا، أعتقد أنه يتبقى فقط قرن من الزمان!
التقرير نقلًا عن ساسة بوست مع التصرّف والاختصار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.