غدًا.. لجنة الشباب بمجلس الشيوخ تناقش تعديل قانون نقابة المهن الرياضية    متحدث الحكومة: 200 ألف طلب تصالح من 3 يوليو 2024    وزير التعليم: نستهدف التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية عبر شراكات دولية    الأمم المتحدة: عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ ونازح سوري إلى ديارهم    قوات الاحتلال تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق في قطاع غزة وتقتحم مقر الأونروا بالقدس    أزمة محمد صلاح مع سلوت من البداية للنهاية بعد الاستبعاد من مواجهة الإنتر    وسائل إعلام: استبعاد توني بلير من حكم غزة بسبب اعتراضات دول عربية وإسلامية    موجة نزوح جديدة في السودان.. انعدام الأمن يدفع 775 مدنيا للفرار من كردفان خلال 24 ساعة    تقارير: مستقبل تشابي ألونسو على طاولة نقاش إدارة ريال مدريد    أمطار حتى الخميس.. وتحذير عاجل من الأرصاد لهذه المحافظات    فرانكفورت يعلن قائمته لمواجهة برشلونة في دوري أبطال أوروبا    إيمي سمير غانم تكشف سبب هجومها على منتقدي إطلالتها الأخيرة    سفير اليونان يشارك احتفالات عيد سانت كاترين بمدينة جنوب سيناء    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    محافظ الجيزة يتابع انتظام العمل داخل مستشفى الصف المركزي ووحدة طب أسرة الفهميين    "إيقاف يورشيتش وسامي".. رابطة الأندية تعلن عقوبات مباراة بتروجت وبيراميدز في الدوري    إنجاز أممي جديد لمصر.. وأمل مبدي: اختيار مستحق للدكتور أشرف صبحي    عضو مجلس الزمالك يتبرع ب400 ألف دولار لسداد مستحقات اللاعبين الأجانب    رئيس الوزراء يبحث مع محافظ البنك المركزي تدبير الاحتياجات المالية للقطاعات الأساسية    إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية    أمير قطر: مباحثات الرياض فرصة لاستعراض آفاق الشراكة الاستراتيجية    قبلات وأحضان تثير الجدل في 2025.. من راغب علامة إلى منى زكي وفراج    منزل عبد الحليم يفتح أبوابه رقميا.. موقع جديد يتيح للزوار جولة افتراضية داخل إرث العندليب    عاجل- البورصة المصرية تسجل إنجازًا تاريخيًا باختراق EGX30 حاجز 42 ألف نقطة لأول مرة    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    استقرار أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 8 ديسمبر 2025    وزير الصحة يبحث مع الأوروبي للاستثمار إطلاق مصنع لقاحات متعدد المراحل لتوطين الصناعة في مصر    وزير الزراعة يكشف تفاصيل جديدة بشأن افتتاح حديقة الحيوان    عرض كامل العدد لفيلم غرق بمهرجان البحر الأحمر السينمائى    بعد ساعتين فقط.. عودة الخط الساخن ل «الإسعاف» وانتظام الخدمة بالمحافظات    وزير إسكان الانقلاب يعترف بتوجه الحكومة لبيع مبانى "وسط البلد"    السيدة زينب مشاركة بمسابقة بورسعيد لحفظ القرآن: سأموت خادمة لكتاب الله    عقوبات مباراة بتروجت وبيراميدز.. إيقاف يورتشيتش الأبرز    د. معتز عفيفي يكتب: المسئولية القانونية للذكاء الاصطناعي.. بين تمايز المجالات وحدود الإعفاء المهني    حدث في بريطانيا .. إغلاق مدارس لمنع انتشار سلالة متحولة من الإنفلونزا    وزير الصحة يتابع تطورات الاتفاقيات الدولية لإنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل    وكيل تعليم بني سويف تبحث استعدادات امتحانات نصف العام لسنوات النقل والشهادة الإعدادية    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي ال15 للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية    «القومي للمرأة» يعقد ندوة حول حماية المرأة من مخاطر الإنترنت    بسام راضي يشرح موقف مصر من سد النهضة أمام المؤتمر الدولي للمياه بروما    إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    نادي قضاة المنيا يستعد لتشييع جثامين القضاة الأربعة ضحايا حادث الطريق الصحراوي    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    السفير الأمريكيّ: إسرائيل لا تربط بين عملياتها في لبنان ومسار المفاوضات    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    زراعة الفيوم تعقد اجتماعا لعرض أنشطة مبادرة "ازرع"    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    قرار جديد من المحكمة بشأن المتهمين في واقعة السباح يوسف    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تصدق.. 14 دولة إفريقية ما زالت تدفع ضرائب استعمارية لفرنسا
حاول العديد من الرؤوساء الإفريقيين الانفصال عن فرنسا وسياساتها الاستعمارية وهيمنتها.. ولكنهم تمّ اغتيالهم أو الانقلاب عليهم، ومن بينهم:
نشر في الشعب يوم 26 - 07 - 2015

الهيمنة الموجودة على العالم ليست فقط هيمنةً أمريكية.. صحيحٌ أنّها مركز الهيمنة الرئيسي على العالم وتدور في رحاها جميع القوى الأخرى ضمن ما يعرف بالنظام العالمي الجديد، ولكنّ بقايا الدول الاستعمارية العظمى مثل الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية ما تزال تستعمر دول العالم وتستعبدها إلى اليوم، ومن أبرزها سيكون بالطبع فرنسا.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، هناك 14 دولة أفريقية ملزمة من فرنسا، من خلال اتفاق استعماري، على وضع 85% من احتياطاتها الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي تحت سيطرة الوزير الفرنسي للرقابة المالية. حتى الآن، توجو و13 دولة أخرى ملزمة بدفع ديون فترة الاستعمار الفرنسي لفرنسا. القادة الأفارقة الذين يرفضون يقتلون أو يكونوا ضحايا انقلاب عسكري. وأولئك الذين يطيعون الأوامر يكافؤون ويدعمون من فرنسا، وينعمون بحياة رغدة، بينما يغرق شعبهم في بؤس وفقر مدقع.

إنه لنظام رديء؛ فقد نال الاستنكار من الاتحاد الأوروبي ذاته، لكن فرنسا غير مستعدة للانتقال من ذلك النظام الاستعماري الذي وضع قرابة 500 مليار دولار في خزانة الدولة الفرنسية من مستعمراتها الأفريقية عامًا بعد الآخر.
حاول العديد من الرؤوساء الإفريقيين الانفصال عن فرنسا وسياساتها الاستعمارية وهيمنتها.. ولكنهم تمّ اغتيالهم أو الانقلاب عليهم، ومن بينهم:
سيكوو توري رئيس غينيا عام 1958، قرر التحرر من الاستعمار الفرنسي، واختار استقلال دولته، غضبت النخبة الاستعمارية الفرنسية في باريس، وللتعبير عن غضبهم الشديد قامت الإدارة الفرنسية بتدمير كل شيء في غينيا له علاقة بالاستعمار الفرنسي قد يمثل امتيازات الاستعمار الفرنسي على حد قولهم، بهذه الصفاقة!
غادر ثلاثة آلاف فرنسي غينيا، حاملين كل ما يمكنهم حمله من أملاكهم ومدمرين لكل ما لا يستطيعون حمله، كالمدارس، وحضانات الأطفال، والمباني الإدارية كلها تم تفتيها؛ كذلك السيارات، والكتب، والأدوية، ومعدات مراكز الأبحاث، والجرارات الزراعية تم سحقها وتخريبها؛ أما الخيول، والأبقار في المزارع تم قتلها، والطعام في المخازن تم حرقه أو تسميمه.
كانت فرنسا من هذه الأفعال تريد إرسال رسالة إلى المستعمرات الأخرى: إمّا الاستعمار وإمّا الموت !
خاف جميع الزعماء الإفريقيين مما حصل، ولم يمتلك واحد منهم بعد أحداث غينيا الجرأة لإعادة ما فعله سيكوو توري، الذي كان شعاره:
“نحن نفضل الحرية في فقر عن الترف في ظل العبودية”
– سيلفانوس أوليمبيو، أول رئيس منتخب لجمهورية توجو، دولة صغيرة في غرب أفريقيا، وجد حلًّا وسطًا مع فرنسا، لم يكن يريد لدولته أن تستمر تحت السيادة الفرنسية، وبناء على ذلك رفض التوقيع على اتفاقية استمرارية الاستعمار التي تقدم بها شارل دي جول الرئيس الفرنسي حينذاك، لكنه وافق على دفع دين سنوي لفرنسا ما يعرف بالاستفادات من المستعمر، وصلت ل40% من الناتج القومي عام 1936م، ولكنّه أوقف التعامل بعملة الفرنك الأفريقي، وقام بصكّ عملة جديدة، وفي 13 يناير 1963، ثلاثة أيام بعد البدء في طباعة العملة الجديدة، قام مجموعة من الجنود المدعومين من فرنسا بقتل أول رئيس منتخب. أوليمبيو قُتِل على يد شخص يُدعى “إتيان إياديما” (نياسينبي إياديما فيما بعد) وهو عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي برتبة رقيب، وحصل على مكافأة قدرها 612 دولارًا أمريكيًّا من السفارة الفرنسية في توجو عن مهمته كقاتل مأجور، كان يحلم أوليمبيو ببناء دولة مستقلة ومكتفية ذاتيًّا، لكن الفرنسيين لم تعجبهم الفكرة.
– في 30 يونيو 1962، موديبا كيتا، أول رئيس منتخب لجمهورية مالي، قرر الانسحاب من عملة الفرنك الأفريقي التي كانت مفروضة على 12 دولة أفريقية مستقلة حديثًا. بالنسبة للرئيس المالي، الذي كان يميل أكثر إلى اقتصاد اشتراكي، كان من الواضح له أن اتفاقية استمرارية الاستعمار مع فرنسا كانت فخًا، وعبئًا على تنمية الدولة.
– في التاسع عشر من نوفمبر 1968، كقرينه أوليمبيو، كيتا سوف يكون ضحية انقلاب عسكري مُنفذ من قبل عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، الملازم موسى تراوري.
– في الأول من يناير 1966، قام جان بيدل بوكاسا، عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي، بتنفيذ انقلاب ضد ديفيد داكو، أول رئيس منتخب لجمهورية أفريقيا الوسطى.
– في الثالث من يناير 1966، موريس ياموجو، أول رئيس منتخب لجمهورية فولتا العليا – جمهورية بوركينا فاسو الآن – كان ضحية انقلاب تم تنفيذه من قبل أبي بكر سانجوليه لاميزانا، أيضًا عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي والذي قاتل مع القوات الفرنسية في إندونيسيا والجزائر ضد استقلال هذه الدول.
– في السادس والعشرين من أكتوبر 1972، ماثيو كيريكوو الذي كان يعمل حارسًا أمنيًّا للرئيس هوبرت ماجا، أول رئيس منتخب لجمهورية بنين، نفذ انقلاب ضد الرئيس بعد أن درس في الكليات العسكرية الفرنسية في الفترة من 1968 حتى عام 1970.
في الواقع، خلال الخمسين سنة الأخيرة، بإجمالي 67 انقلابًا تم في 26 دولة في أفريقيا، 16 منهم حدثت في مستعمرات فرنسية سابقة، بما يعنى أن 61% من الانقلابات حدثت في دول أفريقيا الفرانكفونية (التي تتحدث اللغة الفرنسية بسبب استعمارها من قبل فرنسا):
كما تشير الأرقام السابقة، فرنسا فاقدة للأمل إلى حد كبير لكنها ما زالت تبذل ما في وسعها للسيطرة على هذه المستعمرات مهما كانت التكلفة، وبغض النظر عن أي شيء آخر.
“بدون أفريقيا، فرنسا سوق تنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث“ – الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك
سلفه السابق فرانسوا ميتيران بالفعل تنبأ عام 1957 أنه:
“بدون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين“.
وفيما يلي المكونات ال11 الرئيسية لاتفاقية استمرارية الاستعمار منذ الخمسينات:
1- ديون استعمارية لمصلحة الاستعمار الفرنسي: الدول “المستقلة” ملزمة بدفع استحقاقات البنية التحتية التي بنتها فرنسا في هذه الدول خلال استعمارها لها.
2- مصادرة تلقائية للاحتياطات القومية: هذه الدول الأفريقية ملزمة بإيداع احتياطاتها القومية من النقد في البنك المركزي الفرنسي.
فرنسا تحتفظ باحتياطات النقد القومية ل14 دولة أفريقية منذ عام 1961: (بنين، بوركينا فاسو، غينيا – بساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توجو، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، الجابون).
“السياسة المالية التي تحكم هذه المجموعة المتنوعة من الدول غير معقدة، لأنها في الحقيقة مُدارة من قِبل وزارة المالية الفرنسية، بدون الرجوع إلى أي من الإدارة المركزية لأي من الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول أفريقيا الوسطى WAEMU أو مثيله لدول غرب أفريقيا CEMAC. تحت شروط هذه الاتفاقية الذي تم بموجبها إنشاء البنوك المركزية للاتحاد النقدي الأفريقي (البنك المركزي لدول غرب أفريقيا BCEAO ، ومثله لدول وسط أفريقيا BEAC)، يلتزم البنك المركزي لكل من هذه الدول بإيداع على الأقل 65% من احتياطاتها النقدية الأجنبية فيما يعرف ب”حسابات الاستثمار” في خزانة الحكومة الفرنسية، بالإضافة إلى 20% لتغطية الخصومات المالية”.
تفرض البنوك المركزية الاتحاد النقدي الأفريقي BEAC و BCEAO فوائد على الديون والتي تمتد إلى كل الدول الأعضاء وهو مناظر لحوالي 20% من الإيرادات الحكومية للسنة السابقة. رغم أن البنك المركزي لدول وسط أفريقيا BEAC ومثيله BCEAO لدول غرب أفريقيا لهم تسهيلات للسحب على المكشوف من الخزانة المالية الفرنسية، إلا أن عمليات السحب يجب أن تكون جميعها بموافقة الخزانة المالية الفرنسية. ملخص القول أن الخزانة الفرنسية تقوم باستثمار الاحتياطات الأجنبية للدول الأفريقية باسمها في بورصة باريس.
باختصار، أكثر من 80% من الاحتياطات الأجنبية لهذه الدول الأفريقية مودعة في “حسابات الاستثمار” تحت قبضة الخزانة المالية الفرنسية، بنكا الاتحاد الأفريقي BEAC و BCEAO هما أفريقيان اسمًا وفقط، لكن ليس لهما سياسة نقدية خاصة. هذه الدول نفسها لا تعلم – أو يتم إعلامهم- كم يملكون من الاحتياطي النقدي الأجنبي في الخزانة الفرنسية سواء ككل أو فُرادى.
عائدات استثمارات هذه الأموال من المفترض أنها تُضاف إلى أرصدة صناديق الاستثمار، لكن لا يتم تسليم كشوفات للحسابات للبنوك المركزية لهذه الدول أو إخطارهم بحدوث تغييرات لأي شيء. المجموعة المحدودة للمسئولين رفيعي المستوى بالخزانة الفرنسية الذين لديهم معرفة بالمبالغ النقدية داخل “صناديق الاستثمار” – حيث يتم استثمار النقود الأفريقية- إذا كان هناك أرباح لهذه الأموال فهم غير مسموح لهم بالتصريح بأي معلومات في هذا الشأن للبنكين المركزيين لأفريقيا BEAC و BCEAO أو البنوك المركزية لهذه الدول الأفريقية”. كتب د. جارى ك. بوش
حسب تقديرات فإن فرنسا تحت قبضتها حوالى 500 مليار دولارمن الأموال الأفريقية في خزانتها، وسوف تحارب أي شخص يحاول أن يلقي الضوء على هذا الجانب المظلم من الإمبراطورية السابقة.
الدول الأفريقية لا تستطيع الوصول لتلك الأموال! فرنسا تسمح لهم بالوصول فقط ل 15% فقط من الأموال خلال السنة. وإذا كانوا باحتياج للمزيد من الأموال عليهم باقتراضها من ال65% من الخزانة الفرنسية مقابل فوائد.
لجعل الأمور أكثر مأساوية، فرنسا تفرض حد أقصى للمبالغ التي يمكن لهذه الدول اقتراضها من احتياطاتهم المالية. الحد الأقصى هو 20% من إيرادات الحكومة للعام السابق. وإذا رغبت أحد هذه الدول في اقتراض المزيد، فرنسا لها حق الرفض.
الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك صرح مؤخرًا عن أموال الدول الأفريقية في البنوك الفرنسية. في الفيديو التالي يتحدث شيراك عن برنامج الاستغلال الفرنسي. هو يتحدث بالفرنسية، أترجم لكم جزءًا منه: “يجب أن نكون صرحاء، ونعترف بأن جزءًا كبيرًا من الأموال في بنوكنا قادمة تحديدًا من استغلال القارة الأفريقية”.
3- لهم حق الشُفعة في الحصول على أي مواد خام أو موارد طبيعية تم اكتشافها في إحدى هذه الدول: فرنسا لها الأولوية في شراء أي موارد طبيعية مُكتشفة داخل أحد مستعمراتها السابقة. فقط عندما تقول فرنسا “لا أريد ذلك” تستطيع هذه الدول أن تبحث عن مشترٍ آخر.
4- الأولوية لفرنسا والشركات الفرنسية في الحصول على العطاءات والمناقصات العامة: بالنسبة لتخصيص عقود الحكومة، الشركات الفرنسية يجب أن توضع في الاعتبار أولًا، إن لم تستحوذ على عقد ما أحد الشركات الفرنسية يمكنهم فقط في هذه الحالة منحها العقد لغيره. ولا يهم إطلاقًا إن كانت هذه الدول تستطيع الحصول على نفع أكبر إذا منحت العقد لشركة غير فرنسية.
ونتيجة لذلك، في معظم المستعمرات الفرنسية السابقة، معظم الأصول الاقتصادية الرئيسية لهذه الدول في يد المهاجرين المغتربين. في ساحل العاج على سبيل المثال، الشركات الفرنسية تمتلك وتتحكم في معظم مرافق الدولة من مياه لكهرباء وهواتف ومواصلات وموانئ وبنوك. ونفس الشيء في التجارة والمقاولات والزراعة.
5- لهم الحقوق الحصرية لتزويد جيوش هذه الدول بالمعدات العسكرية وتدريب ضباطها: خلال برنامج متطور للمنح الدراسية و”اتفاقيات الدفاع” الملحقة لاتفاقية الاستعمار، الأفارقة يجب أن يُرسلوا كبار ضباطهم من الجيش للتدريب في فرنسا أو التدريب على المعدات الفرنسية.
الوضع الآن في القارة الأفريقية أن فرنسا قامت بتدريب المئات بل الآلاف من الخائنين وقامت بتربيتهم بنفسها. هم قابعون في أماكنهم عندما لا يحتاجونهم، وينشطون عندما يحتاجونهم للقيام بانقلاب أو أي غرض آخر!
6- فرنسا لها الحق في نشر قواتها والتدخل العسكري في أحد هذه الدول للحفاظ على مصالحها: تحت ما يسمى “اتفاقية الدفاع” الملحقة بالاتفاق الاستعماري، فرنسا لها الحق القانوني للتدخل العسكري في هذه الدول الأفريقية، وأيضًا تمركز قواتها بشكل دائم في قواعد عسكرية في هذه الدول وتدار بشكل كامل من الفرنسيين.
القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا
عندما حاول لورينت جباجبو رئيس دولة ساحل العاج إنهاء الاستغلال الفرنسي لدولته قامت فرنسا بتدبير انقلاب ضده. خلال العملية الطويلة للإطاحة به، الدبابات الفرنسية والمروحيات المقاتلة والقوات الخاصة تدخلوا بشكل مباشر في الصراع وقامت بإطلاق النار على المدنيين وقتل العديد منهم.
للمزيد من الإهانة، فرنسا قامت بتقديرات تفيد بأن رجال الأعمال الفرنسيين في ساحل العاج تكبدوا خسائر بملايين الدولارات خلال رحيلهم المتعجل من أبيدجان عام 2006، وقام الجيش الفرنسي وقتها بقتل 65 مدنيًّا أعزل، وجرح قرابة 1200 آخرين.
بعد أن نجح الانقلاب المُدبر من فرنسا، وانتقال السلطة إلى أليسان أوتارا، طلبت فرنسا من حكومة أوتارا أن تدفع تعويضات لرجال الأعمال الفرنسيين جراء خسائرهم خلال الحرب الأهلية.
في الحقيقة دفعت حكومة أوتارا ضعف ما ادعى الفرنسيون أنهم خسروه.
7- الالتزام بجعل اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الفرنسية وأيضًا لغة التعليم
“نعم سيدي، أنت تحتاج أن تتحدث الفرنسية، لغة موليير”.
تم تأسيس منظمة لنشر الثقافة الفرنسية وكذلك اللغة تحت مسمى “المنظمة الدولية للفرانكفونية” مع عدد من الأقمار الصناعية والمنظمات التابعة لها تحت رعاية وزارة الخارجية الفرنسية. في الواقع، إذا كنت تتكلم الفرنسية فقط، فإنك تستطيع الوصول إلى أقل من 4% من الأفكار والمعرفة الإنسانية، وهذا محدود للغاية.
8- الالتزام بالعملة الفرنسية للمستعمرات “الفرنك الأفريقي”: هذه هي البقرة الحلوب لفرنسا، لكن هذا نظام خبيث حتى إنه أثار استنكار الاتحاد الأوروبي نفسه، لكن فرنسا غير مستعدة بعد للانتقال من هذا النظام الاستعماري الذي يضع حوالي 500 مليار دولار في الخزانة الفرنسية.
خلال بدايات ظهور عملة اليورو في أوروبا، اكتشفت دول أوروبية المخطط الفرنسي لاستغلال المستعمرات السابقة. العديد منهم وخاصة دول الشمال كانوا مفزوعين واقترحت على فرنسا التخلص من هذا النظام، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.
9- الالتزام بإرسال تقرير عن الميزانية السنوية والاحتياطي: بدون التقرير، لا يوجد مال.
10- التنازل عن حقهم في الانضمام لأي تحالف عسكري مع أي دولة إلا بعد الحصول على إذن من فرنسا: الدول الأفريقية عادة نادرًا من تقوم بإقامة تحالفات عسكرية إقليمية، معظم الدول لديها تحالفات عسكرية مع مستعمريها السابقين فقط! (مضحك؟ لكنك لا يمكنك الحصول على أكثر من ذلك).
11- الالتزام بالتحالف مع فرنسا في حالة وجود حرب أو كارثة عالمية: ما يزيد عن المليون جندي أفريقي قاتلوا من أجل هزيمة النازية والفاشية خلال الحرب العالمية الثانية. مساهتمهم غالبًا يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، لكن ماذا عندما تعرف أن ألمانيا استغرقت 6 أسابيع فقط لهزيمة فرنسا عام 1940. فرنسا تعلم أن الأفارقة قد يكون لهم فائدة مستقبلًا في القتال من أجل “عظمة فرنسا Grandeur de la France”.
أولًا، فرنسا لديها نَهَم شديد لنهب واستغلال أفريقيا منذ عصر الاستعباد. أيضًا هناك فقر شديد للإبداع والتخيل للنخبة الفرنسية للتفكير خلف حدود الماضي والعادات.
أخيرًا، فرنسا لديها مدرستان مجمدتان بالكامل في الماضي، يسكنهما “مسؤولون كبار haut fonctionnaires” مصابون بالسيكوباتية وجنون العظمة وينشرون الخوف من دمار العالم لو تغيرت فرنسا، ومن ما زالت تأتي مرجعيته الأيدولوجية من أوهام القرن التاسع عشر؟ هما وزير المالية والميزانية الفرنسي ووزير خارجية فرنسا. هذان الوزيران لا يشكلان تهديدًا على أفريقيا فقط، ولكن على الفرنسيين أنفسهم.
الأمر متروك للأفارقة لتحرير أنفسهم دون أخذ الإذن، فأنا لا أستطيع أن أتفهم كيف ل450 جندي فرنسي في ساحل العاج أن يتحكموا في حياة 20 مليون شخص؟!
دائمًا يسأل الناس فور أن يعلمون بأمر الضرائب الاستعمارية: “حتى متى؟”.
للمقارنة التاريخية، فرنسا جعلت هاييتي تدفع ما يساوي اليوم 21 مليار دولار منذ عام 1804 وحتى 1947 (تقريبًا قرن ونصف من الزمان) مقابل الخسائر التي تكبدها تجار العبيد الفرنسيين مقابل إلغاء العبودية في هاييتي وتحرير العبيد فيها.
المستعمرات الأفريقية تدفع الضرائب فقط منذ 50 عامًا، أعتقد أنه يتبقى فقط قرن من الزمان!
التقرير نقلًا عن ساسة بوست مع التصرّف والاختصار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.