أكدت مصادر صحفية أمريكية أن مجاهدي حركة طالبان الأفغانية تمكنوا من ابتكار أساليب جديدة متميزة لردع عناصر مشاة البحرية الأمريكية منذ بدء عملياتهم بمنطقة مرجه بولاية هلمند في جنوبأفغانستان. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مجاهدي طالبان أحبطوا إستراتيجية الاحتلال التي كانت تقوم على توزيع آلاف الدولارات أسبوعيًا على السكان بهدف استمالتهم. وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "هذه المقاربة الأمريكية ساعدت بتغيير مسار النشاط المسلح في العراق، لكن في مرجه، حيث يبدو أن عناصر طالبان يعرفون كل شاردة وواردة وفي أغلب الأحيان من دون أن يعرفهم أحد، وجد هؤلاء طرقًا لإعاقة هذه الإستراتيجية في كثير من الأماكن، بينها قتل وضرب متلقي أموال المارينز". ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري من قوات المشاة البحرية الأمريكية في مرجه، قوله "بعد أسابيع قليلة على بدء العملية هناك، أعادت طالبان إحكام السيطرة على شمال مرجة بطرق كثيرة، وعلينا تغيير تكتيكاتنا من أجل استعادة السكان إلى جانبنا". وقال مسئول عسكري في القوات الأفغانية إن مخبريه كشفوا أن 30 عنصرًا من طالبان على الأقل أتوا إلى مقر للمارينز في مرجه للحصول على الأموال منهم كتعويض عن أضرار في أملاكهم أو عن مقتل أحد أفراد عائلاتهم في العملية الجارية منذ فبراير الماضى.
طالبان لم تضعف وكان وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس قد اعترف بأن الضغط العسكري على حركة طالبان لم يضعفها بعد، وأن وقت المصالحة معها أو إلقائها السلاح ربما يكون بعيد المنال حتى الآن. وقال جيتس وفي جلسة أمام مجلس النواب الأمريكي إن "القوة الدافعة ليست قوية بعد بما يكفي لإقناع قادة طالبان بأنهم سيخسرون (الحرب)". وأضاف "عندما تتكون لديهم شكوك في قدرتهم على النجاح فذلك هو الوقت الذي قد يرغبون فيه في التوصل لاتفاق"، وتابع "لا أعتقد أننا بلغنا هذه المرحلة بعد". ومن ناحيته، حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولن، في شهادة مماثلة أمام الكونجرس السبت (3-4)، من الإفراط في التفاؤل الذي أوجده حديث متزايد عن مصالحة في أفغانستان. وقال "أنا قلق بشأن الأمل الذي قد يتولد فور أن تروا بصيص أمل في أن هذا (الجهد الحربي) سينتهي سريعا". وأضاف "لا أرى ذلك تماما، هذا جزء صعب.. صعب للغاية من العملية".
طائرة صهيونية من ناحية أخرى، كشفت تقارير صحفية صهيونية الأحد (4-4)، النقاب عن انفجار طائرة تجسس صهيونية بدون طيار في أفغانستان، وذلك خلال هبوطها من رحلة تجريبية كانت تُجريها. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن هذه الطائرة بيعت من الصناعات العسكرية الصهيونية إلى الجيش الألماني، وأنها كانت تخوض تجربة الطيران الأولى لها تحت قيادة الألمان. وأوضحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أنه بعد أن أنهت الطائرة طلعتها التجريبية في 17 مارس الماضي بنجاح، وأثناء هبوطها انحرفت فجأة عن مسارها واصطدمت بطائرة ركاب مدنية كانت متوقفة في المكان، دون أن يُصاب أحدٌ بأذى. وأشارت المجلة الألمانية إلى أن الطائرة الصهيونية، والتي يبلغ طول جناحيها 16 مترًا، قد دُمِّرت بالكامل. وأضافت أنه اتّضح من التحقيق الأولي، الذي أجرته الصناعات الجوية، أن السبب ليس تقنيًا، وإنما كان بسبب التشغيل غير المناسب للطائرة من قبل الألمان، على حد قولهم. وعلى صعيدٍ آخر، أوضح مسئول في الصناعات الجوية الصهيونية أن التحقيق لا زال جاريًا، مشيرًا إلى أنه سيتم منح الجيش الألماني طائرة أخرى من ذات النموذج، عوضًا عن الطائرة المدمرة.