كشف علاء بيومى فى مقال له نشر ببعض وسائل الإعلام اليوم الأربعاء عن أسباب استيراد السيسى للرافال السعودية وقال ربما أسباب كثيرة تتعلق بالعسكر ودولتهم وشعبهم، أسباب قد لا يفهمها المصريون وربما لن تشرح لهم. العسكر يريدون أن يقولوا لزملائهم أنهم مهتمون بالجيش وأسلحته، وأن يركزون على تسليح الجيش الذي أهمله مبارك، هناك تقارير تفيد بأن الجيش المصري يعاني من قلة السفن الحربية متعددة المهام، والتى يسعى العسكر للحصول عليها من فرنسا وألمانيا. العسكر أيضا يريدون تنويع مصادر أسلحتهم، يريدون أسلحة من روسياوفرنسا ولا يريدون التركيز على أميركا فقط التي واقفت على ثورة يناير وضغطت على مبارك للتنازل عن الحكم، من مصلحة العسكر تقليل الاعتماد على أميركا وخاصة في السلاح حتى يقللوا من قدرتها الضغط عليهم. ثالثا: العسكر يريدون شراء دعم دولي لدولتهم الجديدة، يريدون الدخول في شراكات اقتصادية وسياسية وأمنية (تختصرها صفقات السلاح) مع أكبر عدد ممكن من الدول، لأنها تمنحهم شرعية وثقة في الذات وتعطيهم انطباعا بالقدرة على شراء رضا الخارج. هناك تقارير تفيد بأن صفقة الأسلحة الأخيرة لمصر من روسيا (3.5 مليار دولار) تستورد مصر بموجبها طائرات ميج 29 مع أنها باتت طائرة قديمة مقارنة بميج 35، ومع ذلك يقدم العسكر - وفقا لتلك التقارير - على شراء المزيد من ميج 29 من أجل عيون روسيا ودعمها. هناك تقارير أيضا تفيد بأن مدى الرافال لا يختلف كثيرا عن مدى الإف 16 الأميريكية، وأن مصر لا تحتاجها بقدر ما تحتاج طائرات تزويد للوقود في الجو، ومع ذلك اشترت مصر الرافال عالية الثمن لشراء دعم فرنسا وللتأكيد على تنوع مصادر الأسلحة كما كان الحال في الماضي. هناك سبب رابع، وهو أن ربما العسكر يروجون في أوساط أتباعهم أنهم يناظرون إسرائيل أو ينفسونها أو يستعدون لأي صراع محتل معها، يعني ربما يحاول العسكر أقناع أنفسهم وأتباعهم أن عقديتهم العسكرية مازالت بالفعل موجهة ضد إسرائيل على الرغم من تعاونهم غير المسبوق معها. ربما يصور العسكر لاتباعهم بأن علاقتهم بإسرائيل حاليا هي مجرد تمويه، وأنهم مازالوا في حاجة لتحقيق توزان عسكري معهم، وهو توازن يضمن الغرب والشرق انحيازه لإسرائيل نفسها خاصة في الجانب الهجومي. أميركا باعت مؤخرا طائرات إف 35 لإسرائيل والتي تضمن تفوق إسرائيل النوعي في الطائرات الهجومية بالمنطقة بسعر حوالي 110 مليون دولار للطائرة، وهو سعر يبدو أقل تقريبا من سعر الرافال والتي حصلت مصر على 24 طائرة منها من فرنسا بالإضافة لفرقاطة متعددة المهام وصواريخ وذخائر بحوالي 6 مليار دولار أمريكي. مصر لن تحتاج الرافال في حرب داعش بسيناء، ولا تخوض مصر حروبا خارجية، ولا تمتلك أي برلمان ليراقب حزب القوات المسلحة الحاكم، ولا توجد أي رقابة تقريبا على دولة العسكر. في النهاية هذه محاولة للتفكير بصوت عالي في موضوع صعب للغاية يتعلق باحتياجات تسليح الجيش المصري وأسلوب تفكير حزب القوات المسلحة الحاكم، وهي ليست خلاصات نهائية بقدر ما هي قصاصات أفكار.