تصاعدت الانتقادات الموجهة للسلطات الروسية بشأن سياستها الأمنية، واتهمت الصحف الروسية حكومة فلاديمير بوتين بالفشل. يأتي ذلك في أعقاب الهجوم التفجيري الذي استقدف محطتي مترو بالعاصمة الروسية موسكو وأسفرعن 38 قتيلاً على الأقل، والذي يعد أول هجوم واسع النطاق يقع في موسكو منذ ست سنوات. وقالت صحيفة "فيدوموستي" إن "الواقع أنهى الأوهام حول استتباب الأمن في الحياة اليومية"، وأضافت أنه "خلال السنوات الأخيرة جعلت السلطات والقنوات التلفزيونية الرسمية المواطنين الروس يظنون أن الهجمات محصور في القوقاز الشمالي ولا تهدد المواطنين العاديين". وفي سياقٍ متصل، أكدت صحيفة "فريميا نوفوستي" أن "ما حدث برهن على أن السلطات لم تنجح في أحراز تقدم كبير في حل المشكلة الانفصالية في القوقاز الشمالي". كما أكدت "فريميا نوفوستي" أن تفجيري موسكو يبرهنان أن كل ما قامت به السلطات "لم يشكل ضمانة لعدم عودة التفجيريين إلى موسكو". وعلى صعيدٍ متصل، أعرب عدد من الخبراء عن اعتقادهم بأن انفجارات المترو تثبت خصوصًا فشل الإستراتيجية الحكومية. واعتبر أوليج أورلوف، مدير منظمة ميموريال غير الحكومية، أن الهجوم يعبر عن استياء شامل للناس الذين غالبًا ما تداس حقوقهم تحت الأقدام. وقال جريجوري شيدوف رئيس موقع "كفكاز-اوزل.رو" المستقل للمعلومات إنه "على رغم الجهود التي تبذلها السلطة لإجراء حوار مع شمال القوقاز، لم تحصل بعد تغيرات ملموسة في المنطقة". وأضاف أن "حقوق الانسان مازالت منتهكة في المنطقة.."، مؤكدًا أنه يتخوف "من استمرار الأعمال التفجيرية خارج القوقاز". وكان الرئيس ديمتري مدفيديف قد قام في أواخر يناير بمحاولة جديدة لترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة، فعيّن على رأسها رجل الأعمال والسياسي الواسع النفوذ اليكساندر خلوبونين، على أمل أن يؤدي انتعاش اقتصادي إلى الحد من أعمال المقاومة. لكن المحلل اليكسي مالاشينكو من مؤسسة "كارنيجي" قال إن "الهجوم التفجيري يمكن أن يكون ردًا على هذا التعيين".