قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: إنه بعد أربع سنوات من تحرير جلعاد شاليط، الجندي الذي ظل خمسة وسبعين شهرا في الأسر لدى حماس، يعود الإسرائيليون إلى كابوس الرهائن من جديد. وأضافت الصحيفة "صباح الخميس أكدت الحكومة الإسرائيلية أن حماس تحتجز إسرائيليين اثنين في قطاع غزة أحدهما عربي" ، مشيرة إلى أن أفراهام منجيستو (26 عاما)، من سكان عسقلان، إثيوبي المولد، ومحتجز لدى حماس منذ عشرة أشهر. أفراهام تسلل إلى قطاع غزة في 7 سبتمبر 2014 بعد اثنا عشر يوما من نهاية الحرب الدامية التي شنتها إسرائيل على القطاع، يبدو أنه يعاني من اضطرابات نفسية، تشير الصحيفة.
مصير الفلاشا لا يهم إسرائيل لماذا هذا الأهمال؟ “لأن منجيستو أسود ومصير الفلاشا (اليهود الإثيوبيون) غير مهمين لكثير من الناس في إسرائيل، يقول أقارب وجيران الرهينة. وأوضحوا أنه على العكس من عائلة جلعاد شاليط، منجيستو "نكرة" في إسرائيل، حيث يعتمد في معيشته على المساعدات الاجتماعية، فوالديه منفصلان، الأب معاق وترك المنزل والأم تعيش مع أطفالها. وبينت الصحيفة أنه على مدار عشرة أشهر ترسل عائلة الرهينة خطابات لكسر حاجز الصمت المطبق من قبل المسئولين في الدولة، لكن كان الرد دائما "دعونا نعمل، كل شيء مرتب". القادة الإسرائيليون لم يكافحوا كثيرا من منجيستو، ولذلك قررت جمعيات المهاجرين الإثيوبيين، أن تجعل فقدان منجيستو قضية رأي عام، تضيف ليبراسيون. "أفراهام أسود وهو من الفلاشا، اليهود من أصول أثيوبية لا يهمون أحدا في إسرائيل" يقول والدا الرهينة، حيث اتهما رئيسها بنيامين نتيناهو بأنه لم يحرك ساكنا. وأضافا "لو كان أفراهام أبيضا لطرق نتنياهو كل الأبواب، ولكن عندما يتعلق بالسود في إسرائيل، فإن الحكومة لا تستنفر قواها كما تفعل عندما يتعلق الأمر بالبيض”.
حماس تطلب الإفراج عن السجناء بحسب الوسيط، إسرائيل طلبت من المبعوث الأوروبي التدخل لدى حماس من أجل الحصول على معلومات بشأن هذين الأسيرين. لكن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح حتى الآن، لأن حماس تطالب إسرائيل بإطلاق سراح ستين سجينا فلسطينيا في مقابل الحصول على معلومات. هذه المرة، تلعب حماس على الخمول - تشير ليبراسيون- لأن الجمهور الإسرائيلي استيقظ وسيبدأ في الضغط على نتنياهو. هذا الأخير مجبر للتفاوض ليس على منجيستو فقط، ولكن أيضا أسير إسرائيلي آخر من أصل عربي، ورفات ثلاثة جنود قتلوا خلال عملية “الجرف الصامد” على غزة.
ليس هناك مفاوضات صباح الأربعاء، الشيخ حسن يوسف، أحد قادة حماس في قطاع غزة، أعلن أن حماس مستعدة للتفاوض بشأن صفقة تبادل مع إسرائيل عن طريق مصر، وأكد على ضرورة قيام إسرائيل بإطلاق الأسرى المحررين في صفقة شاليط الذين عاد واعتقلهم. واختتمت الصحيفة بالقول: على أي حال، هناك شيء واحد مؤكد: معظم مواطني إسرائيل لا يعطون نفس الأهمية لمنجيستو كما كان لشاليط. خاصة لأن الأول أسود ومريض عقلي، زار غزة من تلقاء نفسه في حين أن الثاني اختطف خلال أداءه مهمة عسكرية . وبعد ان دعا رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، المسؤولين الإسرائيليين لدحض اتهامات العنصرية التي أطلقها المجتمع الإثيوبي. أعلن مكتب نتنياهو أنه سيتلقى قريبا أسرة منجيستو. وهو ما كان ينبغي القيام به منذ وقت طويل..