توعدت شرطة إمارة دبي بمقاضاة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حال تأكدها من ضلوع إسرائيل في اغتيال القائد البارز في حركة حماس محمود المبحوح، خلال تواجده بأحد فنادق الإمارة في 20 يناير الماضي. ونقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن مصدر بشرطة دبي أنه إذا اتضح أن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" كان وراء جريمة الاغتيال فإن نتنياهو سيكون مطلوباً للعدالة، وسيوضع اسمه على قائمة المطلوبين لديها، وستتم ملاحقته دولياً باعتباره من وقَّع على أمر ارتكاب الجريمة على أرض الإمارات؛ وبالتالي يعتبر مشاركاً رئيسياً فيها، ويتوجب حينها على أي دولة يتوجه إليها تسلميه للسلطات الإماراتية. وبموجب قوانين الشرطة الدولية (الإنتربول) فإنه من حق الدولة العضو أن تطلب من الإنتربول إصدار إنذار عالمي بشأن المطلوب في جريمة جنائية تطالب فيه الدول الأعضاء بالمساعدة في جمع المعلومات عنه، وتسليمه إلى الدولة صاحبة الطلب لمقاضاته. والإمارات وإسرائيل من ضمن الأعضاء ال 187 بالإنتربول. ولم تعلق حتى الآن إسرائيل رسمياً بالنفي أو الإثبات حول الاتهامات التي تتواتر عن مسئوليتها عن اغتيال المبحوح الذي كان يطارده الموساد خلال العشرين عاماً الماضية، خاصة منذ نجاحه في الفرار من قطاع غزة عام 1989 بعد تخطيطه لعدد من العمليات المؤلمة لإسرائيل، على رأسها أسر وقتل الجنديين في أول عملية من نوعها لحركة حماس الوليدة آنذاك. وفيما تؤكد حركة حماس مسئولية الموساد عن جريمة اغتيال المبحوح، فإن الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، قال في تصريحات صحفية سابقة إنه لم يتم التأكد بعد من ذلك "وإن كنت شخصياً لا أستبعد تورطه". وما زالت شرطة دبي تلاحق المشتبه في تنفيذهم لعملية الاغتيال والذين قالت إنهم 7 يحمل غالبيتهم جوازات سفر أوروبية، وتجري الشرطة اتصالات مع الدول التي يحملون جوازات سفرها للتأكد من صحتها، كما تنسق مع جهاز الشرطة الدولية "الإنتربول" للقبض عليهم. وقال الفريق ضاحي خلفان إن شرطة دبي تمكنت من الكشف عن القتلة الذين غادروا البلاد فور تنفيذهم الجريمة التي نفذوها بكتم أنفاس المبحوح داخل غرفته بالفندق، مشيرا إلى أنه قد يكون تعرض أيضاً للخنق، وهو ما تزال التحقيقات تبحث فيه. وإذا صح أن الموساد هو من يقف وراء جريمة الاغتيال، فإنها تكون أول عملية له لقتل كوادر فلسطينية في الإمارات التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل. ونفذ الموساد عمليات اغتيال ضد قياديين فلسطينيين في دول عربية أخرى، أبرزهم أبو جهاد، مساعد الزعيم الراحل ياسر عرفات، عام 1988 في تونس، وفي عام 1973 قتل ثلاثة قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية هم: كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت التي شهدت أيضاً عملية اغتيال القيادي في حركة فتح على حسن سلامة عام 1979. وفي دول غير عربية قتل قائد حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي، في مالطا عام 1995، ومسئول الإعلام في منظمة التحرير ماجد أبو شرارة، داخل غرفته في أحد فنادق روما عام 1971.