أعلنت حركة تحرير دلتا النيجر، كبرى الحركات المسلحة في المنطقة الغنية بالنفط في جنوب نيجيريا، مساء الجمعة (29-1)، تعليق العمل بقرار وقف إطلاق النار الذي أعلنته من جانب واحد في 25 أكتوبر من العام الماضى. وقالت الحركة المسلحة في رسالة تلقتها وكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني انه بعد بحث معمق، قررت حركة تحرير دلتا النيجر تعليق العمل بقرار وقف إطلاق النار الأحادي الجانب، الذي كانت قد اتخذته على أمل أن تطلق الحكومة حوارا صادقا لتأمين العدالة لسكان دلتا النيجر وإحلال السلام في نيجيريا.
وأضاف البيان انه لمن الواضح بما فيه الكفاية انه لا نية لدى الحكومة البتة بان تأخذ في الاعتبار مطالب مجموعتنا المتعلقة بالسيطرة على الموارد وبإعادة أرض النيجر إلى مالكيها الشرعيين.
وأدت الأعمال المسلحة التي نفذتها حركة تحرير دلتا النيجر ضد المنشآت النفطية في المنطقة منذ العام 2006، إلى تراجع الإنتاج النفطي في البلاد بنسبة الثلث.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من الهدوء اللافت في هذه المنطقة النفطية الواقعة في جنوب نيجيريا، ثامن مصدر للبترول في العالم، والذي سمح للإنتاج النفطي في دلتا النيجر بالارتفاع إلى أكثر من مليوني برميل يوميا، بعدما هبط إلى ما دون المليون برميل يوميا في أوج الأزمة، علما بأنه كان عند مستوى 2,6 مليون برميل مطلع 2006.
وكان العديد من قادة الحركات المسلحة في دلتا النيجر قد وافقوا فى نهاية العام 2009، على عفو عام أصدره الرئيس النيجيرى عنهم وعن مسلحيهم مقابل وقفهم الأعمال "العدائية".
إلا أن الرئيس عمر يار ادوا يخضع من أكثر من شهرين لعلاج في المملكة العربية السعودية اثر إصابته بمشاكل صحية في القلب والكليتين، في حين يؤكد قادة المجموعات المسلحة التي ألقت سلاحها أنهم قد تعرضوا للخيانة.
وفي هذا الإطار هدد زعماء حركات مسلحة سابقا في دلتا النيجر بالعودة إلى حمل السلاح.
وطلبت حركة تحرير دلتا النيجر من جميع شركات النفط العاملة في المنطقة وقف جميع عملياتها لان كل منشأة ستتم مهاجمتها سيتم إحراقها.
وعليهم ان يعلموا أن القوات المسلحة النيجيرية لا يمكنها حماية منشآتهم وموظفيهم.
وكانت الحركة قد أكدت أواخر ديسمبر الماضي، لدى تبنيها هجوما تحذيريا استهدف يومها أنبوبا للنفط في ولاية ريفرز أنها تمهل نفسها 30 يوما لاتخاذ قرار بشأن إنهاء أو مواصلة وقف إطلاق النار.
واتهمت الحركة في حينه الحكومة النيجيرية بتعليق المحادثات مع المسلحين بذريعة الوضع الصحي للرئيس عمر يار ادوا الذي أدخل المستشفى في 23 نوفمبر في السعودية.
واعتبرت الحركة يومها انه من غير المقبول أن يكون مستقبل دلتا النيجر معلقا بصحة وراحة رجل.
وتطالب حركة تحرير دلتا النيجر بتوزيع أفضل للعائدات النفطية يستفيد منه السكان المحليون. وكانت قد أعلنت في 25 أكتوبر وقفا لإطلاق النار لمدة غير محددة من أجل تشجيع الحوار مع السلطات الفدرالية.