قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحكومة الفيدرالية في الولاياتالمتحدة والجيش يعكفان على تطوير إستراتيجية للتعامل مع الهجمات الإلكترونية في ما يعرف ب"سايبرسبيس" (حرب الفضاء الإلكتروني أو الإنترنت)، ولكن الصعوبة تكمن في تحديد هوية "العدو" في هذه الحرب. وكان كبار القادة في وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" قد اجتمعوا هذا الشهر لإجراء تدريب على الطريقة التي يمكن الرد من خلالها على هجمة إلكترونية تهدف إلى شل شبكات الطاقة وأنظمة الاتصال والشبكات المالية بالبلاد.
غير أن النتائج كانت مثيرة للإحباط، لأن العدو يفيد من كونه شبحا ومجهولا ويصعب التكهن بهويته، فلا يستطيع أحد أن يحدد البلد الذي ينطلق منه الهجوم، لذلك لا توجد طريقة فاعلة لردع الهجوم عبر التهديد بالانتقام.
كما أن القادة العسكريين أشاروا إلى أنهم يفتقرون إلى السلطة القانونية للرد، خاصة لأنه لا يتضح ما إذا كان الهجوم عملا تخريبيا أو محاولة سلب تجارية أو حتى جهدا برعاية دولة ما لشل حركة الولاياتالمتحدة كمقدمة لحرب تقليدية.
ردع نووى وقالت الصحيفة إنه رغم ملايين الدولارات التي تنفق على الدراسات فشلت كل المحاولات، ما دفع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى تهديد الأعداء المحتملين بأن مثل تلك الهجمات لم تتجاهل، واقتربت في لهجة التهديد من لغة الردع النووي.
وصرحت بأن الدول و"الإرهابيين" الذين يعملون لحساب وكلائهم يجب أن يدركوا أن الولاياتالمتحدة ستبذل كل ما بوسعها لحماية شبكاتها، وهو ما أثار سخط الصينيين الذين يقعون في دائرة الاتهام على خلفية الأزمة القائمة بين شركة "جوجل" وبكين.
غير أن الصحيفة تقول إن كلينتون لم تفصح عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن ترد الولاياتالمتحدة على تلك الهجمات.
خيارات التهديد ولفتت نيويورك تايمز إلى أن ثمة جدلا حادا يجري في أروقة الحكومة وخارجها إزاء ما يمكن أن تهدد به الولاياتالمتحدة، فمن الخيارات المطروحة الطرق الدبلوماسية أو الاحتجاج الرسمي، فضلا عن الانتقام الاقتصادي والمقاضاة الجنائية.
وبلغ الجدل حد الحديث عن الضربة العسكرية إذا ما اتضح أن العدو أوشك على استهداف محطات الطاقة الأميركية.
وقال البروفيسور بجامعة كينيدي بهارفارد جوزيف ناي "إننا نشهد مرحلة شبيهة بتلك التي سادت في خمسينيات القرن الماضي عندما امتلك الاتحاد السوفييتي السابق القنبلة النووية".
وأضاف أن الردع لن يكون بقدر الردع النووي، ولكن من يستمع إلى كلينتون يدرك أنها بدأت توضح أننا نستطيع أن نكبد المهاجمين ثمنا باهظا.
ومن الصعوبات التي تواجه المسئولين الأمريكيين في هذا المجال تحديد مستوى الرد بما يتناسب مع شدة الهجوم، ولا سيما أن الدمار الذي قد تتسبب به الحرب الإلكترونية تختلف في درجاته، فتبدأ بإبطاء عمليات البحث في الحاسوب حتى تدمير شبكة أجهزة الاتصال اللاسلكية وتحييد أقمار التجسس أو تدمير أنظمة شبكة الكهرباء.
كما يصعب معرفة ما إذا كانت الهجمات الصغيرة ستتصاعد لتصبح كبيرة التأثير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة تعكف على صياغة إستراتيجية جديدة وقيادة جديدة للحرب الإلكترونية في الولاياتالمتحدة، حيث يقوم وزير الدفاع روبرت جيتس على تطوير "وثيقة إطارية" لوصف التهديد والردود المحتملة، وربما البدء بإستراتيجية ردع موازية لتلك التي تستخدم في العالم النووي.
فشل حتى فى الإدانة من ناحية أخرى أخفق وزراء الإعلام العرب أمس الإثنين في إدانة مشروع قرار أقره مجلس النواب الأمريكي في الثامن من ديسمبر 2009، كان قد تقدم به النائب الجمهوري جس بيليراكس والديمقراطي جوزيف كراولي في مايو من نفس العام.
ويقضي مشروع القرار باعتبار مشغلي الأقمار الصناعية "منظمات إرهابية" في حالة تعاقدها مع قنوات صنفها المشروع على أنها "إرهابية"، ويحث الولاياتالمتحدة على مراجعة طبيعة علاقاتها مع الدول التي تقدم خدمة القمر الصناعي لفضائيات عربية تعتبرها واشنطن تحرض على العنف ضدها، بتصنيفها "منظمات إرهابية دولية".
ورصد مشروع القانون عددا من الفضائيات العربية اعتبرها تبث التحريض على العنف ضد أمريكا والأمريكيين منها قناة المنار اللبنانية، وقناة الأقصى الفلسطينية، والزوراء والرافدين العراقيتان.