قال مصدر مسئول بمحافظة شمال سيناء إن عدد ضحايا السيول بالمحافظة بلغ ستة قتلي حتي الآن بينهم سيدة وطفل، مشيرا إلي أن هناك صعوبة في الوصول إلي حصر دقيق لحجم الخسائر نتيجة استمرار انقطاع الاتصالات التليفونية في معظم مناطق المحافظة. وقال شهود عيان إنه استمر صل مناطق غرب العريش عن شرقها بسبب السيول، رغم انخفاض حدة السيول وانحسار مياهها في المجري الطبيعي المخصص لها ولا يزال مئات العالقين علي مجري الوادي من الجانبين يحاولون العودة إلي منازلهم إلا أن حواجز المياه تحول بينهم. ويقول السيد سالم 45 عاما إنه اضطر للعودة إلي منزله في الجانب الغربي من العريش عن طريق مركب صيد عبر البحر رغم أن أمواج البحر كانت عالية جدًا وكاد القارب الصغير أن يغرق بهم أكثر من مرة. مضيفًا أنه لم يكن يملك أي خيار غير ذلك للعودة إلي أبنائه الذين غاب عنهم منذ أربعة أيام. واضطر العشرات من أهالي العريش إلي استئجار الخيول واللودرات للعبور بها فيما اجتاز بعضهم مياه السيول وسط التيارات والدوامات المتلاحقة وقد تكونت مجموعات من الشباب لمساعدة راغبي العبور وحمل الأطفال وكبار السن وغير القادرين إلا أنها كانت كلها مجازفات غير مأمونة. ويعاني سكان مدينة رفح خاصة الذين يقطنون الجهة الشرقية من نقص المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية اليومية والوقود من بنزين وسولار وغاز، حيث إن جميع الطرق الموصلة بين شرق وغرب العريش لا تزال مدمرة. وقالت الحاجة علية : تسببت السيول في إقبال عدد كبير من المواطنين علي شراء السلع بكميات كبيرة لتخزينها وأيضًا لضمان عدم المخاطرة بالخروج إلي الشوارع. وتضيف: إن الأمر قد بدأ يزداد سوءا مع عدم تمكن وصول البضائع إلي الجهة الشرقية من العريش والتي أوشكت جميع أنواع السلع الغذائية بها علي النفاد. وعلي الرغم من انحسار مياه السيول فإن آثارها أصابت مدينة العريش بالشلل التام، وأغلقت معظم المحال التجارية والأسواق أبوابها. وقد انتهت القوات المسلحة من إقامة جسر بين شرق وغرب العريش لعبور السكان العالقين بين الجانبين، فيما اتجهت العشرات من الأسر إلي معسكرات الإيواء بالمدارس وفي المساجد ولدي الأسر الأخري التي استضافتها. وقام اللواء مراد محمد موافي - محافظ شمال سيناء - بزيارة المناطق المضارة بوسط سيناء لبحث احتياجاتهم وكيفية نقل المؤن ومواد الإغاثة إليهم خاصة أن الكثير منهم قد لجأ إلي الجبال والمناطق المرتفعة هم وأفراد أسرهم لحمايتهم من مياه السيول التي غمرت منازلهم وعشش سكنهم. وأصدرت اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء التي تضم أحزاب التجمع والوفد والكرامة ومستقلين بيانًا حمل عنوان «سيول سيناء تعبر الحدود وتقطع الطرق وتغرق الوسط دون رد» قالت فيه إن سكان وسط سيناء المنسيين تماما من الدولة هاهم يحاصرون في جزر منعزلة دون مأوي بعد فقد وغرق العشرات من ذويهم. وأكد البيان أن السيل كشف عن مدي فساد منشآتنا سواء من حيث القري السياحية بمجري الوادي التي دمرت ملايين من الأموال المنهوبة أو مجاري المياه المسدودة أسفل الطريق بين ضاحية السلام ومدينه العريش أو مياه المجاري التي فوجئ بها الأهالي داخل بيوتهم خاصة في مناطق العريش المنخفضة. وقال اللواء مراد محمد موافي إنه جار الاستفادة من مياه السيول في زراعة القمح والشعير، حيث وافق أمين أباظة - وزير الزراعة - أثناء مرافقته رئيس الوزراء أمس علي توفير تقاوي القمح والشعير لزراعة 6000 فدان في الأراضي التي غمرتها مياه السيول بوسط سيناء.. بواقع 3000 فدان من القمح ومثلها من الشعير.. وقد تم توفير المعدات والآلات الزراعية.