الصحف الإسرائيلية بعد تعيين السفير: ترحيب وثقة وشعور بالدفء

"تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تشهد إسرائيل ومصر تعاونًا وثيقًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي"، بهذه اجملة افتتحت صحيفة جيروزاليم بوست تغطيتها لتعيين قائد الانقلاب، السيسي، سفيرًا جديدًا لمصر لدى إسرائيل.
وأضافت الصحيفة، "رحبت إسرائيل بإعلان مصر يوم الأحد تعيين حازم خيرت سفيرًا جديدًا لها في إسرائيل"، مشيرة إلى أن "خيرت"، الذي شغل سابقًا منصب مبعوث مصر لدى الجامعة العربية، وكان سفيرا لبلاده لدى تشيلي، سيحل مكان عاطف سلام الذي خدم في إسرائيل لفترة وجيزة فقط خلال عام 2012، قبل أن يسارع الرئيس- الذي وصفته الصحيفة بالمخلوع- مرسي باستدعائه بعد أن شنت إسرائيل عملية الجرف الصامد، ولم يعُد بشكل دائم منذ ذلك الحين.
ونقلت جيروزاليم بوست عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفه لهذا التعيين الجديد بأنه "خبر هام"، قائلا، "إنه شيء تقدره إسرائيل وترحب به بشدة"، معربا عن اعتقاده بأن هذه الخطوة "جيدة جدًا لدعم السلام القائم بين مصر وإسرائيل".
وفي خلفية التغطية ذكرت الصحيفة أن حاييم كورين، سفير إسرائيل في مصر منذ 2014، قام بخطوة تاريخية يوم الجمعة، حيث أصبح أول سفير إسرائيلي على الإطلاق يقدم تهنئة للشعب المصري بمناسبة حلول شهر رمضان.
جاء ذلك عبر فيديو بثته وزارة الخارجية، قال فيه "كورين" باللغة العربية، "أصالة عن نفسي، ونيابة عن شعب إسرائيل- في مطلع الشهر- نتمنى للشعب المصري رمضان كريم".
وبينما تصدرَّت تغطية جيروزاليم بوست صورة للعلمين الإسرائيلي والمصري متجاوران على الحدود، اختارت صحيفة يديعوت أحرونوت تطعيم تغطيتها للخبر بصورتين أولاهما للسفير الجديد، والأخرى لمقر السفارة المصرية في تل أبيب.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده روي كايس وإيتمار إيشنر، عن مصادر مصرية قولها، إن خيرت ينتمي لعائلة دبلوماسية معروفة وخدم سابقًا كسفير لبلاه في سوريا، مشيرة إلى أن "سلام يعمل حاليا سفيرا لمصر في كوبا، ومن المقرر أن يتم تطبيق هذا التغيير الجديد في سبتمبر، فيما لم تستبعد المصادر المصرية عودة السفير إلى تل أبيب.
فيما اعتبرت يديعوت أحرونوت أن أحد التعيينات الأخرى الجديرة بالاهتمام هي تسمية ياسر رضا سفيرا لمصر لدى واشنطن، بعدما خدم سابقا كسفير لبلاده في إسرائيل خلال عهد مبارك، قبل استدعائه أيضًا إلى القاهرة إثر قتل ثلاثة من رجال الشرطة المصرية برصاص الجيش الإسرائيلي عام 2011 في سيناء.
تقريرٌ ثالث نشرته هآرتس ل باراك رابيد صدَّرته بصورة للسيسي، واستهلته بوصف السفير المصري الجديد ب"الدبلوماسي المخضرم" معتبرة تعيينه "شهادة على العلاقات المتينة بين إسرائيل ومصر في عهد السيسي"، مستشهدة ب"التنسيق الأمني الوثيق بين البلدين سواء فيما يتعلق بقطاع غزة أو الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء".
تقريرٌ رابع نشرته تايمز أوف إسرائيل ل رافائيل آهرن استهلته بصورة للسفير المصري الجديد مقتبسة من فيديو منشور على موقع يوتيوب، بالإضافة إلى صورة للسفير السابق عاطف سالم وهو يسلم أوراق اعتماده لشيمون بيريز في أكتوبر 2012، وثالثة للسيسي وهو يتسلم أوراق اعتماد سفير إسرائيل كورين في 14 سبتمبر 2014، ورابعة لمتظاهرين مصريين يحطمون حاجزا إسمنتيًا كان يحمي السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بتاريخ 9 سبتمبر 2011.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية إشادة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهذه الخطوة المصرية واصفًا إياها بأنها "مهمة جدا وإيجابية للغاية".
وذكرت الصحيفة أن العلاقات الرسمية بين مصر وإسرائيل بدأت تتسم نسبيًا بالدفء منذ تولي السيسي السلطة، وكشفت عن التواصل المكثف بين نتنياهو والسيسي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، الذي تضمن محادثات هاتفية متكررة ومطولة.
وختمت تقريرها بالإشارة إلى ما تعرضت له سفارة إسرائيل في القاهرة من الجماهير المصرية الغاضبة في سبتمبر 2011، حيث لم تفتح منذ ذلك الحين، وإن عاد بعض أعضاء السفارة إلى القاهرة في عام 2012، وبدأوا العمل من مكان غير رسمي.
مضيفة، "وخلال الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بمرسي في يوليو 2013، خفضت إسرائيل عدد موظيفيها الدبلوماسيين في القاهرة، لكنها بدأت توسع تواجدها في مصر مؤخرًا في ظل الهدوء النسبي".