تعجبت هالة والدة الناشطة إسراء الطويل من الاتهامات التي توجهها السلطات لابنتها وتساءلت: "كيف يمكن لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة أن تشكل خطرًا على النظام العام"، وفقا لموقع دويتشه فيله الألماني. وكانت إسراء تعيش حياة طبيعية تماما في القاهرة، لكن رصاصة أصابتها في يناير الماضي، وقتما كانت تصور الذكرى السنوية لثورة 2011 أصابتها بالعجز. ولفت الموقع الألماني إلى تنامي ظاهرة الاختفاء القسرى في مصر؛ حيث يختفي الشباب أثناء تجولهم في الشوارع العامة، أو خلال تواجدهم داخل الحرم الجامعي أو تناولهم العشاء مع الأصدقاء. إسراء الطويل هي واحدة من هؤلاء الذين اختفوا قسريا، لكن عائلتها عثرت عليها بعد رحلة بحث طويلة متواجدة داخل سجن القناطر. وقد سرد موقع "دويتشه فيله"، حسب مصر العربية، القصة كاملة من خلال حوار أجراه مع عائلتها؛ حيث أشار إلى أن إسراء اختفت مساء يوم 1 يونيو مع اثنين من أصدقائها أثناء خروجها لتناول الطعام في حي المعادي بالقاهرة، والتقت الشابة البالغة من العمر 23 عاما مع "صهيب سعد" و"محمد عمرو"، ولكنهم لم يعودوا من العشاء. ووفقًا لتصريحات والد إسراء "محفوظ الطويل" فقد أظهر تتبع الهاتف المحمول الخاص بها أنها كانت تتواجد في مركز شرطة بالمعادي، لكن السلطات نفت تواجدها هناك، ثم جرى إغلاق هاتفها، فلم يكن هناك أي دليل أو أثر لها ولا تتوافر أي معلومات عنها. ورصدت للمنظمة المصرية "الحرية للشجعان" حوالي 163 حالة اختفاء قسري في غضون شهرين، عضهم وجد في السجون؛ حيث جرى احتجازهم دون تهمة، وهناك من عثر عليه مقتولا بالرصاص، لكن بعضهم ما زالوا مختفين دون وجود أي أثر لهم حتى الآن. ودرست "إسراء الطويل" علم الاجتماع في القاهرة وكانت تعمل مصورة صحفية حرة، ويصفها أصدقائها بأنها شابة مرحة، بسيطة، تمتلك روح الدعابة، وعلى نطاق الشبكات الاجتماعية فهى معروفة في العالم حاليا، فلديها الكثير من الأصدقاء من شبكات التواصل و أصدقاء من الحياة العامة، ونفت والدة إسراء أن تكون نجلتها ناشطة سياسية، واصفة إياها بالمصورة الهاوية، بالرغم من تقارير ربطتها بحركة شباب 6 إبريل. وادعت منظمات حقوق الإنسان أن الاعتقالات والإدانات دون محاكمة تعتبر على جدول الأعمال اليومية في مصر في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مضيفة أن الأشخاص المفقودين ليسوا جميعًا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بل أيضًا من العلمانيين والمناهضين للحكومة مثل "حركة 6 إبريل". من جانبها، قالت "سارة ليا ويتسون" من منظمة حقوق الإنسان إن بعض المختفين يتم اعتقالهم خلال المظاهرات، وآخرين يختطفوا بشكل تعسفي، مثلما حدث مع إسراء، وتابعت بالقول: "هذه ليست مجرد ممارسات رجال شرطة فاسدين، لكنها سمة نظام". محفوظ الطويل والد إسراء انتابته حالة قلق مزمن بسبب إسراء، امتدت إلى زوجته وابنتيه، حيث عاشوا أسابيع من القلق والحيرة في البحث عنها. وكان الأب الذي يعمل في المملكة العربية السعودية لديه توجس من التوجه إلى مصر خشية تعرضه للاعتقال أيضًا، ولكنه لم يحتمل أن تختفي ابنته وأن يترك عائلته وحدها، مضيفًا أنهم كانوا ينتظرون أي رسالة تدل على مكانها. وقال الطويل إنه بعد 16 يوما من اختفاء ابنته، ترددت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بإن إسراء قد شوهدت في سجن القناطر، الذي وصفه الموقع الألماني بالسجن سيء السمعة. ثم اقتحمت عناصر من الشرطة منزل العائلة القاهرة، وفقا لرواية العائلة، وجرى مصادرة الكمبيوتر المحمول الخاص بها وأربعة أجهزة لابتوب أخرى. وطلب محامي الأسرة الاطلاع على إذن التفتيش، مطالبا السلطات التوقيع على ورقة تفيد بأن الشرطة صادرت الأجهزة المذكورة، لكنهم سخروا منه وطرحوه جانبًا موجهين بنادقهم إليه، وفقا للرواية. وفي اليوم التالي زعمت وسائل إعلام موالية للحكومة أن فحص جهاز اللابتوب الخاص بإسراء أفاد بإرسالها معلومات وصورا ذات أهمية استراتيجية إلى جهات أجنبية، الأمر الذي وصفه والدها بكذبة كبيرة من النظام. وبعد مرور يوم من تلك الادعاءات، زارتها والدتها في السجن، وسردت مشاعر القلق من تعرض إسراء للتعذيب أو إجبارها على تقديم أي اعترافات. وأضاف والدها أنه يشعر بالعجز هو والمصريون الذين اختفى أبناؤهم أو أقاربهم مثل الناشط محمد عبد السلام، وانتقد الصمت الأوروبي حيال ما يحدث في مصر، وتابع: " الحقيقة أن ألمانيا فرشت السجادة الحمراء للسيسي، وتخطط بريطانيا لاستقبال السيسي في وقت قريب". وفي ذات السياق، قال نيكول لامبرت المسؤول ب"شبكة حقوق الإنسان الأوروبية المتوسطية" إن المنظمة الحقوقية الأوروبية تتحفظ على هذه الأفعال، وتشعر بخيبة أمل تجاه ما يحدث في مصر من انتهاكات لحقوق الإنسان.