صدر مؤخراَ ببرلين الألمانية كتاب جديد تحت عنوان ملف مقتل الحريري إخفاء الأدلة في لبنان لمؤلفه يورغن كاين كولبه، الخبير في علوم الجرائم السياسية، حيث يؤكد بالأدلة والقرائن والبراهين تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير عام 2005، بالإضافة إلى تورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق الدولية السابق في اغتيال الحريري الألماني ديتليف ميليس. ويقول الكتاب - إن أجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال؛ حيث توقف عمل الجهاز الإلكتروني لموكب الحريري والخاص بتعطيل استقبال وإرسال أية ذبذبات ليس فقط لأجهزة الجوال، بل وأية أجهزة تحكم عن بعد· ويضيف الكتاب أن تلك الخاصية، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك، لا يمكن تعطيلها إلا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الإلكتروني لتلك الأجهزة والتي لا تملكها إلا الشركة المورّدة لها والتي يؤكد الكتاب أنها شركة إسرائيلية أغفل ميليس ذكرها نهائياً· ويطرح الكتاب تساؤلات حول استخدام واشنطن للأنظمة العربية من أجل الترويج لفرضية تورط سوريا في اغتيال الحريري، وما هي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين ومقتل الحريري، ولماذا تورط أبناء الحريري في اتهام سوريا، برغم المعلومات التي وضعها أمامهم جهاز مخابرات أوروبي غربي والتي تنفي تورط سوريا·
ويعبر المتخصص الألماني عن اعتقاده بأن هذا ما أجبر ميليس الألماني على التراجع والانسحاب بعد ثبوت مشاركته في أسخف كذبة عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية في تكرار لسيناريو رئيس لجان التفتيش في العراق· من جهة أخرى، يشير الكتاب إلى العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض أعضاء تيار المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واليمين المتطرف في إسرائيل، وبعض المهاجرين اللبنانيين في الولاياتالمتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات لاغتيال سياسيين لبنانيين نجح بعضها وفشل البعض الآخر.