مازال يواصل هجومه على الإسلام .. فيطعن في السنة النبوية ويشكك في فكر الأئمة ..ويسفه من العلامة البخاري وسط دعم وتشجيع العديد من الجهات والهيئات المختصة بعد صمت الأزهر وواصل الإعلامي والكاتب الصحفي المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي أبو حمالات "إبراهيم عيسى" حملته على كتاب "صحيح البخاري"، والطعن في حجيته كأصح كتاب بعد القرآن، وذلك في أحدث مقالاته بجريدة "المقال" التي يرأس تحريرها، الجمعة، بعنوان: "السيدة عائشة قالت: "لا"..كيف علمتنا السيدة عائشة أن نغلط في البخاري ونحن مطمئنون؟". وفي مقاله، قال عيسى: "لا قداسة في رواية الحديث النبوي.. ومهما كان صاحبه تقيا، ومهما أجمع عليه البخاري ومسلم.. فإنهما لا يمكن أن يصمدا أمام عقل المؤمن حين يقرر ويقر باتساق الحديث، وتوافقه مع القرآن"، وفق قوله. واستطرد حسب عربي 21: "تعلمنا السيدة عائشة رضي الله عنها بما فعلته وقالته أن نقول: لا.. أن نغلط في البخاري، ونحن مطمئنون، حين تتعارض أحاديثه مع القرآن الكريم". وتساءل: كيف؟ وأجاب: "بأن نشغل عقولنا".. وتابع: "أصل المشكلة هو تشغيل الدماغ". واستطرد: "التاريخ يحكي موقف عائشة، رضي الله عنها، عندما سمعت حديث أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.. لقد أنكرته وحلفت أن الرسول ما قاله، وقالت -بيانا لرفضها إياه- أين منكم قول الله سبحانه: "ولا تزر وازرة وزر أخرى؟". وللتدليل على صحة كلامه، قال عيسى: "تعال هنا لنفتش عن تعليق الغزالي (الشيخ محمد الغزالي) على هذه الواقعة، كي تؤكد لك أن البخاري كعالم جليل، وكتاب مهم يستحق البحث فيه، والاختلاف معه، والغلط بمعنى النقد له". وقال مراقبون إن مما يشجع إبراهيم عيسى على ممارسة هرطقاته بخصوص صحيح البخاري ما دعا إليه السيسي في العام الجاري مما وصفه بثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون، وباتت مصدر قلق للعالم كله، على حد قوله. وأشاروا إلى صمت علماء الأزهر والأوقاف والأمة تجاه هجوم عيسى المتواصل على صحيحي البخاري ومسلم، فضلا عن التيار السلفي الذي يتعامى عن هذا الهجوم، كأنه غير موجود، برغم ما له من خطر على الأمة، وتشكيك في ثوابتها، وإثارة للبلبلة بين عوام المسلمين، ونثر الشبهات بينهم. ولاحظوا أن عيسى لا يستطيع أن يفعل ذلك بالنسبة للأناجيل، ولا حتى بالنسبة لكتب الشيعة! و"أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري" هو أحد كبار الحفاظ والفقهاء، ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل، وله مصنفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح. واتفق علماء الأمة - قديما وحديثا- على أن كتابي البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل، وأن الأحاديث المسندة المتصلة المذكورة فيهما أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحذروا من أن التشكيك في البخاري أو مسلم هو تشكيك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلها، كي لا يتبقى للمسلمين منها شيء .