زادت الحرب الباردة بالأعوام الأخيرة بين جهاز المخابرات التركي "إم تي أي"، وجهاز الموساد الصهيوني، بسبب مساعدة الأول لإيران في العديد من المواقف، أهمها إرشاد المخابرات التركية طهران على خلية تتكون من عشرة أشخاص تتجسس لصالح الموساد في قلب طهران، فنجحت الأخيرة في ضبطها وتصفيتها، وبسبب تزايد العداء بين إيران والكيان الصهيوني، لم يكن يرغب الموساد في التقارب التركي الإيراني، وكانت كلمة السر هي "هاكان فيدان". هاكان فيدان يرصد موقع "المجد الأمنى " أنه منذ أن بدأ رئيس المخابرات التركية الحالي، هاكان فيدان مهام منصبه في 2010، ومنذ البداية بدأت الحرب بينه وبين جهاز الموساد الصهيوني، فبعد توليه مباشرة، حصلت المخابرات التركية على تسجيل صوتي يفيد بأن الموساد يناقش خبر تعيين فيدان في منصبه الجديد. قال وزير الدفاع الصهيوني وقتها، إيهود أولمرت "نخشى من أن يقوم رئيس المخابرات التركي المعين بنقل المعلومات لإيران، فهو يعرف الكثير عن أسرارنا، والتفكير بأنه يمكن أن يطلع عليها الإيرانيين، أمر مقلق". إيران وفيدان نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عام 2012، تقريرا يشير إلى أن فيدان سرب معلومات استخباراتية مهمة لإيران بخصوص شبكة تجسس للموساد تعمل داخل إيران، الأمر الذي دفع طهران لتصفية هذه الشبكة بالكامل، لتصبح أقوى ضربة وجهتها إيران في حرب الاستخبارات الصهيونية الإيرانية بمساعدة فيدان التركي. مخاوف الموساد يقول موقع "تركيا بوست" عن مخاوف الموساد من جهاز المخابرات التركي بعد تولي فيدان "الانزعاج الصهيوني من جهاز الاستخبارات التركية في شكله الحديث، وبرئيسه الجديد، بالتغير الذي شهده الجهاز بعد ترأس هاكان فيدان له، فبعد أن كان جهاز الاستخبارت التركية جهازًا مهترئًا غارقًا في صراعات بين مختلف أجنحته، ويورط الدولة في أزمات خطرة لفائدة جهات داخلية أحيانًا وجهات خارجية في أحيان أخرى، أصبح الجهاز اليوم جهازًا محترفًا تشهد كبرى أجهزة الاستخبارات في العالم بنجاعته وبنجاح عملياته". فيدان يتحدى الموساد عمل فيدان على تغيير قواعد اللعبة مع دولة الكيان، وقلب الأمور رأساً على عقب يقول موقع "ترك برس" في تقريره "تعود العلاقات الحميمة بين الاستخبارات التركية والموساد إلى العهد الذي تلا تأسيس دولة الكيان عام 1958 بعشر سنوات. وتعاظمت هذه العلاقات وتطورت في بداية التسعينات لتصبح تعاونا استراتيجيا، حيث تم التوقيع في هذه الفترة على العديد من الاتفاقيات بين تركيا والكيان، حتى وصلت العلاقات لأفضل حال". في هذه الفترة استطاع الموساد استخدام الأراضي التركية كمنطقة آمنة، فكان يستطيع عملاء الموساد دخول تركيا والخروج منها لتنفيذ مهامهم، وأهمها الاغتيالات، ولم يخضعوا وقتها لمراقبة جوازات السفر ولا لمراقبة الأمن ولا لمراقبة جمركية على الحدود، ما سهل على عملاء الموساد أنفسهم التجسس، وانتهت اللعبة تماما في 2010، مع تولي فيدان زمام الأمور، تغيرت قواعد اللعبة بالكامل فصديق الأمس عدو اليوم.