شيع مئات العراقيين اليوم الأربعاء، جثامين ضحايا التفجيرات التي هزت يوم أمس العاصمة بغداد وأوقعت 127 قتيلا وأكثر من 450 جريح آخرين. وعبر العراقيون عن غضبهم بسبب العمليات المسلحة التي تستهدف المدنيين، مطالبين حكومة المالكي الموالية للاحتلال الأمريكي بتشديد إجراءاتها الأمنية وملاحقة منفذي الهجمات الدموية. وكانت خمس سيارات مفخخة قد انفجرت بفارق زمني قصير في مناطق متعددة من بغداد أسفرت أيضا عن تدمير عدد من المباني والسيارات. واستهدفت هجمات مماثلة ما تسمى ب"وزارة العدل" ومبنى المحافظة في 25 أكتوبر الماضي موقعة 153 قتيلا وحوالي خمسمائة جريح، كما قتل 106 أشخاص وجرح نحو 600 في هجومين آخرين استهدفا ما تسمى ب"وزارة الخارجية ووزارة المال" في 19 أغسطس الماضي. وقد أعلنت رئاسة البرلمان العراقي استدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي ووزيري الداخلية جواد البولاني والدفاع عبد القادر جاسم العبيدي ومسؤولين آخرين للاستجواب غدا الخميس على خلفية هذه التفجيرات. كل شئ تمام..! وكان قائد الفرقة السادسة المسئول عن قاطع الكرخ قد زعم قبل التفجيرات الدامية ان إمكانيات ما تسمى "قطعات عمليات بغداد" متجهة نحو المهنية العسكرية، وان مهمتها الحفاظ على أمن بغداد"، حسب قوله. ونقلت مصادر صحفية عن "اللواء الركن" كريم ظاهر جبر الشويلي قوله ان :"قطعات عمليات بغداد تعمل بشكل متميز وكفوء من خلال الفعاليات الأمنية التي تجريها الفرقة السادسة"، على حد تعبيره. وأضاف في تصريح له أثناء زيارته مدينة كربلاء يوم الأحد الماضي ان :"النتائج اليومية تتقدم بشكل سريع، ولدينا الإمكانيات والقدرة على ملاحقة الإرهاب أينما كان"، حسب ادعائه. وتابع الشويلي: "لا يمكن للإرهاب ان يعمل شيئا ضمن قاطع مسؤوليتنا؛ فلدينا فعاليات يومية، ونحن مستمرون في عملنا العسكري"، على حد تعبيره. وتأتي هذه التصريحات قبل يومين فقط من التفجيرات الإجرامية التي ضربت بغداد يوم أمس الثلاثاء في عدة مناطق، وأدت إلى أكثر من 600 قتيل وجريح من المدنيين الأبرياء وتدمير كبير في ممتلكات الشعب العراقي، وذلك بعد أشهر معدودة على تفجيري الأحد والأربعاء الداميين اللذين أوديا بمئات المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح في بغداد أيضا. وكانت مثل هذه التصريحات قد صدرت من مسئولين كبار في حكومة المالكي مدنيا وعسكريا قبل هذه التفجيرات الإرهابية وأثناءها وبعدها، ولكن الشعب العراقي لم يحصل منها على شيء سوى التقتيل والاعتقال والتعذيب والتخريب والفقر والأوبئة.