في منتصف السبعينيات وعقب ساعات من اغتيال ملك عربي شهير بسلاح ابن شقيقه اتصل مسئول كبير بهذه الدولة بصديقه المصري خبير أسلحة الصيد ليستفسر منه عن نوعية السلاح الذي اغتيل به الملك وكان سلاحا ناريا أجنبيا غير مسبوق هو وطلقاته النارية فطلب المصري مشاهدة السلاح فأرسله له في طائرة خاصة مع مندوب علي محله الشهير بشارع عدلي بوسط القاهرة لتجارة أسلحة الصيد وخلال ساعتين وبعد عدة اتصالات دولية قام بها المصري كان لدي المسئول العربي تفاصيل كاملة عن السلاح ونوعيته ومن الذي ابتاعه للقاتل الذي اعدم فيما بعد واسم الشركة والمصنع الذي صنعه وكان سلاح صيد ناريا وكان هدف المسئول العربي هو التأكد من ان جريمة القتل فردية وليست مدبرة من جهات استخباراتية أجنبية. من جانبه أكد الخبير الأمني اللواء يسري الراوي أن هناك في مصر أربعة سماسرة سلاح يعملون بتصريح من السلطات المصرية، وهم وكلاء لشركات سلاح عالمية معترف بها، وأبرزهم يعمل تحت اسم "نبوي" وهو اسم مستعار وهو على اتصال بشركات إنتاج سلاح بريطانية ويعمل بمرتب ثابت مائة ألف دولار شهريا. وقال ان هناك سيدة تعمل في مجال سمسرة السلاح، وهي تملك شركة صناعات كيماوية، وتدير أيضا مكتبا للعلاقات العامة وتقوم بدور الوساطة لشركة "هيوز" الأمريكية للصناعات العسكرية وأبحاث الفضاء، وتعتبر وكيلها الأساسي بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، وتقوم بعمل الإعلان والدعاية للشركة الأمريكية في هذا المجال، لكنه تحفظ على الاسمين الباقيين، مكتفيا بالإشارة إليهما بأنهما من "الشخصيات العامة". وبحسب قوله، فان طريق تجارة السلاح مليء بالمليارات والشخصية الممارسة لهذا العمل يجب أن تتوافر فيها مواصفات الوسيط والسمسار الماهر لجذب العملاء وإيجاد طرق مبتكرة لتوصيل البضاعة إليهم واللحظة التي يفقد فيها جاذبيته وقدرته على جلب الزبائن أو فن الترويج تمثل نهايته. وأكد أن تجارة السلاح لها أصول لا يعرفها إلا لاعبوها، خاصة من الصف الأول ويطلق عليهم "الوسيط" والصف الثاني "السمسار"، ولتجار السلاح شبكة سرية محكمة للغاية ويمكن تقسيمها الى نوعين الأول "الثقيل" والثاني "الخفيف"، وبالضرورة لابد أن يكون الوسيط على علاقة وطيدة بأجهزة مخابرات الدول المصنعة، لأنه يقوم بشراء السلاح بصفته أو من شركات أو مصادر معينة ويبيعها لدول أو يقوم بتسويقها عبر دولة ثالثة لإيصالها إلى الدولة الهدف أو المستعمل النهائي. وذكر الخبير الأمني أن هناك صفقات بسيطة لكنها تدر على أصحابها ملايين الدولارات، مشيرا الى أن أشرف مروان رجل الأعمال المصري الذي توفي في ظروف غامضة في لندن عمل "كسوبر فايزر" في صفقة طائرات "ميراج" لليبيا، وعمل معه في الصفقة اثنان مصريان وهما شخصان توأم يعملان بأحد مراكز الدراسات في مصر، وذلك لثقلهما في ليبيا فقد دخلا مشاركين بنسب أقل من مروان الذي ربح عشرة ملايين في تلك الصفقة.