اعتبر علماء وناشطون ومواطنون سعوديون شيعة، سياسة التحريض الطائفي و المذهبي التي تنتهجها منابر السعودية ووسائل أعلامها ضد الشيعة في المنطقة، هي السبب في وقوع الاحداث الارهابية في منطقة القطيف بالسعودية، وطالبوا بإيقاف الة التحريض الطائفي و المذهبي واعتبروا نجل الملك محمد بن سلمان المقصر الاصلي بجريمة تفجير القديح. الشحن المذهبي الحكومي يضرب القطيف ارتدت حملة التأليب المذهبي التي تؤججها جهات دينية وإعلامية سعودية على أمن المملكة نفسها، في وقت تشن عدواناً على اليمن منذ نحو شهرين، وتعلن بين الحين والآخر عن اكتشاف خلايا إرهابية. فقد فجر انتحاري نفسه بين المصلين في مسجد في منطقة القطيف، موقعاً عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وهي ليست العملية الانتحارية الاولى التي تشهدها المملكة. فقد شهت العديد من العمليات الانتحارية خلال مرحلة تنامي انتشار خلايا تابعة لتنظيم "القاعدة" قبل نحو عشر سنوات، لكنها تراجعت كثيرا خلال السنوات الاخيرة، كما انها لم تكن بأبعاد مذهبية بمثل هذا الوضوح كما جرى في مسجد القطيف امس. وجاء الهجوم الانتحاري ضد المصلين في مسجد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام في بلدة القديح التابعة للقطيف، بعدما أثارت الحرب على اليمن الكثير من النعرات المذهبية والخطاب التحريضي من دون ان تتحرك السلطات السعودية لكبحها، بل يشاهد احيانا دعما حكوميا لها. ويبدو أن الهجوم الانتحاري خلال صلاة الجمعة، كما يقول مراقبون، إحدى نتائج هذه السياسات. واعترف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بقوله إنه اتضح أثناء أداء المصلين لشعائر صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قيام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، ما نتج عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين. وبحسب أرقام متقاطعة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي نتج من التفجير سقوط 22 شهيدا، بالاضافة إلى عشرات الجرحى. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير، وتحدث في بيان على أحد المواقع التابعة له عن "عملية نوعية لجنود الخلافة بولاية نجد"، وقال إن منفذها الذي فجر "حزامه الناسف(...) رجل غيور من رجالات أهل السنة (هو) الاخ الاستشهادي ابو عامر النجدي"، الذي نشرت صورته. وتعد هذه المرة الاولى التي يتبنى فيها التنظيم رسميا هجوما على الأراضي السعودية مستخدما اسم فرعه السعودي "ولاية نجد". وقال البيان إن "250 من الرافضة" أصيبوا في هذه العملية. وقال أحد المصلين ويدعى كمال جعفر حسن عبر الهاتف من موقع الانفجار "كنا في الركعة الأولى من الصلاة عندما سمعنا الانفجار"، كما ذكر مسؤول في أحد المشافي أن "نحو 20 شخصا" قتلوا في الهجوم وأن أكثر من 50 شخصا يتلقون العلاج في المستشفى وبعضهم مصاب بجروح خطيرة. ناشطون يحملون محمد بن سلمان مسؤولية تفجير القطيف وفي هذا الأطار، صرح الناشط السياسي السعودي، الدكتور ابراهيم الفوادي، أن سياسة التحريض الطائفي والمذهبي تنتهجها منابر السعودية ووسائل أعلامها ضد الشيعة في المنطقة. وحمل الفوادي السلطات السعودية مسؤولية الجريمة وطالبها بإيقاف الة التحريض الطائفي و المذهبي مضيفا أن محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي هو المقصر الاصلي في هذه الجريمة. وقال الناشط السعودي عن مصادر خاصة واسعة الاطلاع في منطقة الشرقية أن هذه الاعتداءات الاجرامية نفذت بأمر من وزير الدفاع السعودي لقمع الشيعة في السعودية خوفا من الاحتجاجات السلمية. وأضاف الناشط السعودي: ان أبناء منطقة الشرقية يعلمون بأن هذه الأعمال الارهابية قامت بتأجيج الحس الطائفي في السعودية وقمع الثورة السلمية في المنطقة، معتبرا أن الثورة السلمية من حق الشعب و النظام السعودي هو مصدر الظلم والإجرام بحق الشعب. وتابع الفوادي أن أمراء السعودية يدعمون كل أشكال العنف والإرهاب وأن هؤلاء الأمراء متهمون ومسؤولون عن هذه الجريمة بسبب رعايتهم واحتضانهم للإرهابيين فكريا واعلاميا وماديا. الشيخ حسن الصالح يحمّل محمد بن نايف مسؤولية جريمة القديح إعتبر رجل الدين السعودي، الشيخ حسن الصالح، أنّ ماحدث من عمل إرهابي في بلدة القديح يتحمل مسؤوليته النظام السعودي أولا وأخيرا، متهماً وزير الداخلية محمد بن نايف بالعمل الارهابي، كون الإرهابي استطاع التسلل بحزامه الناسف إلى قرية محاطة بنقاط التفتيش التابعة للوزارة. وردّ الصالح على المنزعجين من بعض الغيارى من أهل العوامية الذين يحرسون المنطقة ويوقفون كل شخص غريب ويتحققون من هويته ومقصده، أنه لو كان في القديح من يسهر على حماية البلدة لما استطاع ذلك السعودي الارهابي اقتحام مسجد في وضح النهار وتفجير نفسه وسط المصلين. وتسائل: أين كانت شرطة بن نايف عندما دخل هذا المجرم الى القطيف؟ وهل هذه النقاط وضعت فقط لرصد أبناء القطيف والنيل منهم والتنكيل بهم؟ وقال: "نحن في الحراك الشعبي نحمل مسؤولية هذا العمل الإرهابي لسعود بن نايف أيضاً فعندما يصف الشيعة بأنهم أحفاد ابن سبأ فماذا نتوقع من مرتزقته غير النيل منا". ووجه الصالح نداءً إلى أهل القطيف بأن يتحملوا أمن مناطقهم، قائلاً: على الشباب تشكيل لجان مناوبة لحراسة مناطقهم ليلاً نهاراً وعلى الأهالي التعاون معهم، كما شدد على أهالي منطقة العوامية بأخذ الحيطة والحذر من أي عمليات إرهابية. تفجير القديح: اين مصير من فجر بالدالوة؟ من جانب آخر، تساءل مواطنون قطيفيون عن مصير من فجر في الدالوة، وقالوا: لقد اعاد تفجير القديح الاذهان الشيعية الى التفجير الارهابي الذي حصل في قرية الدالوة بالاحساء في محرم الماضي والذي ذهب ضحيته عشرات بين قتيل وجريح. وقال مواطنون من الاحساءوالقطيف: ما هو مصير الذين اعتقلتهم الدولة غداة التفجير بالدالوة وقالت بانهم قاموا بالتفجير بين مباشر ومسبب، ولماذا لا نرى او نسمع اي محاكمة لهم مع انه وحسب بيانات وزارة الداخلية حينها قد ثبتت عليهم القيام بالجريمة؟ واضاف المواطنون وبعضهم من اهالي الضحايا: لو قامت الدولة بتنفيد عقوبة الاعدام بحق من قالت انهم نفدوا جريمة الدالوة، لادخل ذلك الخوف في قلوب من يريدون قتل الشيعة وقال احدهم: نعم قد لا يقضي اعدام المجرمين في ايقاف الاجرام بشكل تام لكن يجب تنفيده باي حال لانه جزاء مسطور بالقران لمن قتل النفس الانسانية المسلمة وسعى في الارض فسادا كما ان تنفيد القصاص فيهم يشفي صدور الضحايا. كما انه يثبت هيبة الدولة وجديتها في محاربة الارهاب اما ابقاء هؤلاء في السجون كما تدعي الدولة فانه لا يحل المشكلة، حيث اثبتت التجارب ان الكثير ممن مكثوا بالسجون السعودية كانوا يقومون بترسيخ نفس افكارهم في اذهان باقي المسجونين. وكانت المعلومات قد اشارت الى ان اكثر من نصف من يدخلون السجون في قضايا امنية يخرجون منها وهم اكثر تمسكا بافكارهم، مما جعل البعض يثير تساؤلا حول المواد الدراسية وما يسمى ببرنامج المناصحة الذي يعطى لهؤلاء بالسجون.