توالت ردود الأفعال الغاضبة جراء لافتة علقتها إحدى الكنائس الأمريكية تحمل عبارة تسيء إلى الإسلام، وهو ما اعتبر تعصب ضد الدين الإسلامي، وهو التصرف الثاني من نوعه الذي تقوم به كنيسة أمريكية هذا العام. وعلقت الكنيسة الإنجيلية المعمدانية في مدينة تيرا هوت غربي ولاية إنديانا لافتة تقول: "يسوع مات وارتقى، ويعيش من أجلكم.. فما الذي فعله إلهكم". وقال عبد العال منصور من المركز الإسلامي في تيرا هوت: إن بعض الناس يخلطون بين النبي محمد وبين الله الخالق، مشيرًا إلى أن المسلمين يؤمنون بالمسيح أيضًا. وكانت كنيسة "مركز اليمامة للتواصل العالمي" بمدينة جينسفيل بولاية فلوريدا قد علّقت في يوليو 2009 لافتة كتب عليها "الإسلام من الشيطان".. وأثارت اللافتة احتجاجات من سكان المنطقة حيث نظم مسلمون ومسيحيون ويهود أمريكيون احتجاجات أمام مقر الكنيسة أوائل يوليو، رافعين شعارات تطالب بالاحترام المتبادل بين الأديان، لكن الكنيسة رفضت آنذاك إزالة اللافتة المسيئة. وأرسلت الكنيسة عددًا من الطلاب إلى مدرسة تالبوت الابتدائية بمدينة جينسفيل أواخر أغسطس وهم يرتدون قمصانًا رياضية تحمل ذات العبارة المسيئة للإسلام، ما دفع المدرسة إلى عدم السماح لهم بالدخول. كما نظمت الكنيسة فى ذكرى أحداث 11 سبتمبر الأخيرة تظاهرة شارك حوالي 30 شخصًا، يرتدون قمصانًا رياضية تحمل عبارات مسيئة مثل "الإسلام من الشيطان"، و"الإسلام يقتل" وغيرها. وكانت فتاة تدعى ساجاريكا كولمان هي أول من تنبه لأمر اللافتة، عندما كانت في طريقها إلى المدرسة، فبعثت بخطاب إلى صحيفة "ذى تريبيون ستار" المحلية التي تصدر فى تيرا هوت قالت فيه: إن "موجة صدمة ضربتني، وشعرت بالرعب" عندما رأت اللافتة وهى فى طريقها إلى المدرسة يوم الاثنين. وقالت الصحيفة فى تقرير لها الأربعاء الماضي: "بالنسبة إلى (ساجاريكا) كولمان وآخرين، فالرسالة فيما يبدو تتحدى أو تحط من شأن الدين الإسلامي، وفى أفضل الأحوال، تصدم هذه المشاعر بعض الناس باعتبارها نهجًا غير مسيحي إزاء التسامح مع المعتقدات الأخرى". ومن ناحيتها قالت دينيس ويلكينسون، المشرفة العامة لمنظمة أخوات العناية الإلهية وهى منظمة كاثوليكية فى ولاية إنديانا، قالت: "أعتقد فقط بأن حب الرب أوسع وأعمق من هذا". وفيما قالت الصحيفة فى تقريرها: إن "استخدام كلمة "الله" فى اللافتة ربما يبدو أنه يتحدى الإسلام"، برر القس بوب باركر من الكنيسة الإنجيلية المعمدانية اعتداء اللافتة، زاعمًا أن الغرض من ورائها ليس ازدراء الإسلام، وادعى أن "الناس يصنعون من الأمر بيانًا سياسيًا.. إنها فقط تعني أن مؤسس المسيحية لا يزال حيًا". وزعم باركر في توضيح أثار السخرية أن الجملة التي تضم كلمة "الله" لا تنتهي بعلامة استفهام، لذلك لا يعتقد أن العبارة كانت هجومًا!! وقال باركر: إنه تلقى رسائل تتحدث عن المدلول السيئ الذي تحمله اللافتة، لكنه قال: "أنا لا أهتم".