قدمت حكومة الاحتلال البريطانية اعتذارا رسمياً عن إرسال آلاف الأطفال الفقراء الذين أسرتهم للبيع دون معرفة والديهم إلى مستعمراتها السابقة خلال القرن العشرين. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في رسالة موجهة إلى رئيس اللجنة البرلمانية المعنية بالصحة التي اطلعت على ملف القضية، إنه سيصدر اعتذارا في العام الجديد. ووفقا للرسالة قال براون "لقد حان الوقت الآن" للاعتذار عن أفعال الحكومات السابقة، مضيفا "من المهم أن نأخذ وقتا للاستماع لأصوات الناجين وضحايا هذه السياسات المضللة". وقال وزير الطفولة والمدارس والأسرة إيد بولز "أعتقد أنه من المهم أن نقول للأطفال وهم من البالغين الآن والناس الأكبر سنا وأيضا لذريتهم، إننا ننظر لهذا الشيء بخزي". وقد أرسلت بريطانيا، بموجب برنامج لهجرة الأطفال قبل 40 عاما، العديد من الأطفال الفقراء إلى دول الكومنولث، ولاسيما أستراليا وكندا على وعد بحياة أفضل. ولكن الجمعية الخيرية "تشايلد ميجرانتس ترست" قالت إن ما يصل إلى سبعة آلاف مهاجر أرسلوا إلى أستراليا، وتعرضوا للإيذاء أو الاستغلال أو تم التخلص منهم في بعض المؤسسات، أو انتهى بهم المطاف كعمالة في المزارع دون رغبتهم. وأثناء سياسة التوطين القسري في الفترة الممتدة من 1930 إلى 1970 قيل لبعض الأطفال المهاجرين، خلافا للحقيقة، إن آباءهم قد ماتوا، كما لم يعرف الكثير من الآباء أبناءهم لأن بعضهم أرسل إلى أستراليا في سن الثالثة. وفي العاصمة الأسترالية كانبيرا اعتذر رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود اليوم الاثنين عن سنوات من سوء الاستغلال والألم الذي عاناه آلاف الأيتام والأطفال الذين أرسلوا إلى أستراليا من بريطانيا غالبا دون معرفة والديهم. وأبلغ رود حوالي 900 يتيم سابق يعرفون أيضا بالأستراليين المنسيين أن هذه السياسة المنبوذة كانت فترة مخزية وقبيحة في التاريخ، وقد أدت إلى معاناة وضرر عاطفي وغياب للحب والرعاية.