اهتمت دوائر إعلامية "إسرائيلية" مختلفة بتصريحات الدكتور محمد البردعي حول إمكانية ترشيح نفسه لرئاسة مصر خلال الانتخابات القادمة المقرر لها عام2011، مشيرة إلى وجود مخاوف لدى تل أبيب من ترشيح المسئول الدولي لهذا المنصب الكبير فى مصر. وتساءلت صحيفة "هآارتس" العبرية فى تقرير لها حول إمكانية ترشيح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة، أنه طوال عمل البردعي كانت تل أبيب تعارض استمراره فى عمله لعدة اعتبارات, فهل ستتبنى نفس الموقف وتمنع وصوله إلى كرسي الرئاسة فى مصر. مؤكدة بأن البردعي ليس الشخص الذي تفضله "إسرائيل". كراهية "إسرائيل" للبردعي: وشددت الصحيفة العبرية أنه منذ خوض البردعي لانتخابات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشغل منصب الرئيس للمرة الثالثة على التوالي بذلت تل أبيب جهوداً مضنية من أجل إقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن البردعي المصري يتهاون كثيراً في معالجة كل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني , ومن الأفضل البحث عن شخص أخر أكثر صرامة. لكن الإدارة الأمريكية في ذاك الوقت برئاسة بوش الابن لم تهتم بالتحفظات "الإسرائيلية" ومنحت الضوء الأخضر للموافقة على البردعي. مضيفة أنه لم تكد تمر أشهر قليلة حتى فاز البردعي بحائزة نوبل للسلام , لكن دون أن يحظي هذا الأمر بموافقة "إسرائيلية" – أمريكية. كرسي الرئاسة: وأشارت صحيفة هاآرتس العبرية إلى أن الدكتور البردعي وبعد 12 عام من النشاط في العمل العام وقيامه بجهود مضنية لمراقبة الملف النووي الليبي وفي كوريا الشمالية وفي إيران والعراق , هو الأمر الذي دفعه للتفكير في خوض سباق الرئاسة المصرية بشرط أن تكون نزيهة وحرة وشفافة كما جاء في حواره مع شبكة التلفزيون الأمريكية سي إن إن. موقف الأحزاب المصرية: وعن موقف جماعة الإخوان المسلمين من البرادعي قالت صحيفة هاآرتس "أن الإخوان أعلنوا صراحة أنهم لن يؤيدوه , كذلك العديد من المنظمات اليسارية أعربت عن شكوكها في قدرة البردعي على إدارة الشئون السياسية والأزمات الاقتصادية للدولة كتلك التي تواجهها مصر في تلك المرحلة , في الوقت الذي أعلنت فيه حركة كفاية المعارضة أنها ستدرس بجدية مسألة دعمها للبرادعي إذا ما قام بترشيح نفسه بالفعل".مضيفة أن الأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب هو أن الحزب الوطني الحاكم في مصر لم يعلن موقفه من إمكانية ترشح البردعي حتى الآن, خاصة وأنه جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، المرشح الوحيد من قبله. ليس هناك خطر: وأضافت الصحيفة فى ختام تقريرها أنه في تلك المرحلة لا يوجد شيء يخشي منه الحزب الحاكم , إذ أن البردعي، ومن أجل خوض هذا السباق، يجب عليه مسبقاً أن يكون عضواً في أحد الأحزاب السياسية في مصر ويمر عليه فترة تتجاوز عام كامل, بالإضافة أن يكون ذلك الحزب قد مر عليه خمس سنوات في العمل السياسي, أما وفيما يتعلق بإمكانية خوضه سباق الرئاسة كمرشح مستقل فأنه يجب عليه أن يجمع ما لا يقل عن 250 توقيع من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، لكن من الصعب حدوث ذلك الأمر، لأن الحزب الوطني يسيطر عليهما وبقوة.