بالعربي والإنجليزي وبكل لغات العالم "فلسطين لنا وعاصمتها القدس الشريف".. بهذه الكلمات خطت أنامل الشاب الغزي محمد عرفات، روايته التي كتبت باللغة الإنجليزية "لايزال يعيش هناك". جمع عرفات خلال فصول الرواية ما بين الهجرة والنكبة وعدوان غزة ومعاناة القدس والأسرى، كتبها في رسالة للعالم الغربي خاصة، وأبرز من خلالها أن كل فلسطين للفلسطينيين ولا ذرة تراب للاحتلال، وحق العودة واضح مثل وضوح الشمس، الواقع الفلسطيني ورغم أن الكاتب محمد عرفات كان في بداية كتابته للرواية "لا زال يعيش هناك" طالب في السنة الأخيرة من الجامعة في قسم اللغة الانجليزية، إلا أن ذلك لم يزده إلا إصراراً على تنفيذ ما يدور في عقله من كلمات وفصول الرواية التي تعبر عن واقع فلسطيني عاشه أجداده ويعيشه اليوم على أرض الواقع خاصة أنه جمع في فصول الرواية ما بين هجرة (1948) والهجرة الداخلية في قطاع غزة عام(2014) جراء العدوان الأخير عليه. وقال محمد الذي يطمح أن يكون من بين أشهر الكتاب لنقل واقع فلسطين، لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "أثناء دراستي في الجامعة كنت أرغب بالقيام بشيء مميز أعكس من خلاله واقع فلسطين وبالوقت ذاته يتم من خلال العمل على التأكيد على حق العودة". وبين، أنه بدأ بالفعل في كتابة الرواية والتي هي الأولى له رغم أنه كان في الفصل الجامعي الأخير له، وكلما كتب صفحة تحفّز للمزيد وكلما ختم فصل فشهيته للكتابة تزيد أكثر فأكثر لكتابة المزيد. ولفت إلى أن بداية كتابة الفصول الأولى جاءت في توقيت عاشت به غزة عدواناً شرساً وحدث بها الكثير من الهجرة الداخلية في غزة جراء القصف وهدم المنازل، هذا الأمر جعله يجمع ما بين نكبة عام (1948) ونكبة عام (2014). وبين أنه كان يحرص على كتابة الواقع والأحداث الفلسطينية باللغة الإنجليزية حتى تكون روايته دولية، وتكون قادرة أكثر على أن تصل للجميع وتخاطبهم في لغتهم، مشيراً إلى أنه جمع ما بين شهادته الجامعية في اللغة الانجليزية، وقدرته على الكتابة مما جعله ينتج الكثير من القصص وخاصة الإنسانية الحقيقة عن أوضاع غزة ونشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر أن الرواية كانت تركز على أهداف رئيسية، منها الحفاظ على حق العودة والتأكيد على الحق الفلسطيني في كل أرض فلسطين وليس للاحتلال شيء فيها. وأن القدس عاصمة لها، وكذلك للحديث عن الأسرى ومعاناتهم الفلسطينية والحديث عن مجازر غزة خلال العدوان الأخير عليها.
جمال فلسطين وكانت تتمحور فصول الرواية حول المدن الفلسطينية الجميلة في يافا والقدس وحيفا والخليل، وكان الكاتب يصف جمال هذه المدن بخضرتها ومياهها والقلوب الطيبة لأهلها، وكيف كانت الحياة في السابق تتسم بالبساطة وتكثر فيها مهنة زراعة الزيتون والعنب والكثير من الفاكهة الفلسطينية المختلفة. وحملت الرواية التي جسدت مشاهد الواقع أن هذا الجمال سرق بقبح آليات العدو الصهيوني في احتلاله لفلسطين، فجعل من الجمال دماء ودمارا وقتل فيها النساء والشباب والشيوخ وحتى الأطفال، ودمرت المساجد والبيوت والمدارس. وكان بطل الرواية اسمه رمزي، وقد اختار هذا الاسم الذي حمله صديق عزيز عليه جدا، كان قد استشهد في حرب الفرقان عام (2008-2009)، فكان رمزي بطل الرواية، وكان هو ووالداه يعيشون في مدينة يافا ذات الجمال الخلاب. وفي الهجرة ضاع رمزي عن والديه ليلتقي بهم مجدداً في غزة؛ لكن بعد أن أصاب المرض والشلل والده، وخلال وجود رمزي بغزة يتعرف على صديقه أحمد فيشتركان في المقاومة ويتم أسرهما. و خلال عملية الأسر التي أراد من خلالها كاتب الرواية أن ينقل القارئ وخاصة القارئ الغربي لمعاناة الأسرى وأصناف العذاب الذي يمارسه العدو الصهيوني على الأسرى. وبعد ذلك يهرب أحمد ورمزي إلى القدس حيث يلتقيان بخطيب المسجد الأقصى الذي يؤكد لهما أن القدس للمسلمين، وكل ذرة تراب فيها للمسلمين وليس للاحتلال شيء فيها. وبعد ذلك يذهبان إلى غزة حيث يستشهد أحمد، مما يحزن قلب رمزي ويجعل رغبته تزيد أكثر بالعودة إلى يافا حيث بيته الذي هجر منه، وحينما يصل يافا ينظر لاختلاف المدينة واحتلالها من قبل العدو الصهيوني، وكذلك بيته، فقد استولت عليه عائله صهيونية، قامت بقتله حينما وجدته بالقرب من المنزل.