قام بن زايد، بزيارة إلى الرياض اليوم، بشكل مفاجئ، وذلك للمرة الثالثة خلال ثلاثة أسابيع فقط، مما فتح الباب واسعا أمام التساؤلات حول مغزى تلك الزيارة، خاصة وأنها تأتي بعد يوم واحد من قرارات ملكية في السعودية قضت بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، بعد إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه بناء على طلبه. وتتزامن زيارة ولي عهد أبو ظبي، مع قمة خليجية على مستوى وزراء الخارجية، والتي تأتي بحثا لقضية اليمن، وإعدادا لقمة خليجية مرتقبة في بداية الشهر المقبل، قبل قمة خليجية أمريكية منتصف الشهر في منتجع كامب ديفيد. محمد بن زايد ومحمد بن نايف: واعتبر المراقبون أن زيارات الشيخ محمد بن زايد المكثفة للرياض خلال الشهور الماضية، تأتي في ظل ضغط سعودي على الإمارات لتغيير سياساتها الخارجية التي تتعارض مع الأهداف السياسية للمملكة في العهد الجديد. ويبين المراقبون أن الإمارات في عهد الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، كانت أكثر تناغما واقترابا من دائرة الحكم في البلاط الملكي السعودي، خاصة وأن أهداف الدولتين وأولوياتهما كانت واحدة، فيما يخص محاربة وعداء الإسلام السياسي. وأوضح العديد من المحللين السياسيين، أن ما قرره الملك سلمان بن عبد العزيز، فور توليه الحكم من قرارات، جاءت بالأمير محمد بن نايف، وليا لولي العهد، كان بمثابة ضربة قوية لسياسات الإمارات، وتحديدا محمد بن زايد، الذي عرف عنه عداؤه للأمير محمد بن نايف، على خلفية هجوم شنه بن زايد على الأمير نايف بن عبد العزيز، والد الأمير محمد، منذ عدة سنوات. السعودية تحمل الإمارات مسؤولية الإخفاقات: وأفادت عدة تقارير أن تفجر الأزمة اليمنية، كان سببا في إلقاء السعودية اللوم على الإمارات، محملة إياها مسؤولية الإخفاق الخليجي في اليمن، بعد دعمها للرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، واستضافتها لنجله كسفير لليمن في أبو ظبي. وأوضحت التقارير أن السعودية رأت في سياسات الإمارات التي تهدف لدعم الحوثيين وصالح في مواجهة حزب التجمع اليمني للإصلاح، معارضا لمصالحها، حيث أدى إلى توسع الحوثيين في اليمن، وزيادة الدعم الإيراني لهم، مما مثل تهديدا كبيرا للمصالح السعودية في ظل التنافس وحالة العداء بين النظامين السعودي والإيراني. هل تغير السعودية سياسات الإمارات؟ ولفت المراقبون إلى أن الأيام المائة التي مضت من عهد الملك سلمان، كشفت عن تحول المملكة إلى قائدة للسياسة الخارجية لمعظم دول الخليج، بما فيها الإمارات، وهو ما أظهرته عدة مواقف، منها التضامن مع الرياض في أزمة السفيرة السويدية. وكشفت أزمة اليمن الأخيرة، وقيام السعودية بتشكيل تحالف عربي ضم دول الخليج، ما عدا عمان، حيث كانت أبو ظبي ثاني دولة بعد المملكة من حيث حجم المشاركة في عملية عاصفة الحزم، المستمرة منذ أكثر من شهر، مما أعطى دلالة قوية على أن السعودية باتت أكثر قدرة على حشد وتوجيه السياسات الخليجية خلف مصالحها الخاصة، بعدما كان عدد من دول الخليج يعمل على خلق مسارات خاصة بها في السياسة الخارجية.