أجرت شبكة ال"سي إن إن" الأميركية مناظرة تلفزيونية اشترك فيها رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات ووزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور، قال عريقات فيها "إذا تم اتفاق لإقامة الدولتين ستختفي "حماس" وان لم يتم اتفاق نحن سنختفي". وفي ما يتعلق بشأن تجميد البناء في المستوطنات، قال عريقات: "إن الإسرائيليين يحاولون الآن العودة إلى نقطة الصفر والتملص من الالتزامات، ولكن اذا هم استجابوا للطلب فسيكون بالإمكان صناعة "تاريخ جديد" في المنطقة". وأضاف خلال المناظرة التي أشار إليها تقرير صحيفة "يديعوت أحرانوت" نشرته اليوم الخميس: "ليست لنا اي شروط للبدء بالمفاوضات. وما نطلبه من إسرائيل هو تجميد عمليات البناء الاستيطاني والبناء من اجل النمو الطبيعي. وهذا ليس شرطا فلسطينيا من الأساس، بل هو التزام إسرائيلي حسب خريطة الطريق". وأشار إلى أن: "بعد التجميد يجب التفاوض حول قضية القدس والاستيطان والمياه وحق العودة للاجئين. ومريدور يعلم انه مع الائتلاف الإسرائيلي الحالي لا يمكنه إن يقول بأنه يستطيع أن يبدأ المفاوضات غدا حول القدس واللاجئين". ورد الوزير الإسرائيلي مريدور بالقول: " الأمر الأول والاهم هو البدء بالمفاوضات، وسوف نتفاوض على كل شئ، لكن يجب ان نضع إستراتيجية لذلك. وعندما تفاوض عريقات وأبو مازن مع أولمرت لم يطلبوا منه تجميد البناء في المستوطنات. وأنا اعتقد أن المشكلة ليست في الاستيطان. وإذا توصلنا لإيجاد حل للنزاع، فان كل المواضيع بما فيها الاستيطان والقدس واللاجئين ستحل أيضا". وأعرب عريقات عن رأيه في ان تراجع الولاياتالمتحدة واستخدامها تعبير "لجم" بدلا من "تجميد" لا يدل على اي تغيير في الموقف الاميركي، وقال ان: "الولاياتالمتحدة لم تبطل مطالبها بتجميد البناء في المستوطنات. وقد سألتهم ان كان هذا يعني تغييرا في الموقف او في السياسة الاميركية وكانت اجابتهم - ان موقفهم لم يتغير- وقال الرئيس اوباما في خطابه ان "المستوطنات غير شرعية". وقد تبادلنا الخرائط مع اولمرت، والان انتم تريدون العودة الى نقطة الصفر وتتنصلون من المسؤولية". ورد مريدور ان: " الولاياتالمتحدة ايضا تعرف ان الخطوط القديمة، حدود العام 1967" لن تكون الحدود النهائية. وللاسف فان ما فعله اولمرت هو انه قدم للفسطينيين كل ما ارادوا. وهل يعتقد ابو مازن بان نتنياهو سيعطيه ما اعطاه اولمرت؟ هنالك ادراك وفهم لدى الجمهور الاسرائيلي بانه يجب تقسيم الارض الى دولتين. واذا كان الطرف الثاني يعي ذلك، فان ذلك يعني اننا في وضع جيد. وكلما تم احراز بعض التقدم يقولون "نعم" لكنهم بعد ذلك يطالبون باستمرار المفاوضات من نفس المكان". وتطرق الوزير الإسرائيلي الى الوضع في غزة، وقال: "الفلسطينيون لايسيطرون على "حماس"، وهي تقول انها لا تصغي لهم وان الشعب الفلسطيني لم يفوضهم. ولو كانت هناك سلطة فلسطينية من دون "حماس" وخاضعة لسيطرة "فتح" فحسب، فانني اعتقد انه سيكون لنا شريك نتفاوض معه. هذا ليس بالامر السهل، ولكن يجب حل هذا الاشكال". ورد عريقات مباشرة على مريدور قائلا: "كنا في مفاوضات معاً في طوكيو. فهل تستطيع ان تحدد البنود التي تريد ان تتفاوض عليها معي؟ وهل تستطيع ان تقول ان مشكلة القدس او مشكلة اللاجئين ستكون على طاولة المفاوضات؟ انت لا تستطيع ان تقول ذلك، وهذه هي المشكلة. نحن لم نشترط اي شئ، ونحن نريد ان يفي الطرفان بوعودهما والتزاماتهما والا تبدأ المفاوضات من نقطة الصفر. ثم انك ذكرت "حماس"، واقول لك اذا كان لدينا اتفاق حول مشروع الدولتين سوف تختفي "حماس". واذا لم يكن اتفاق فانا ساختفي. فكر بذلك".