قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لقتال مقاتلي جماعة «الحوثي». و حسب مانشره الخليج الجديد أضاف البيت الأبيض في بيان له «في حين أن القوات الأمريكية لا تشارك بعمل عسكري مباشر في اليمن دعما لهذا الجهد فإننا نؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والمخابراتي الأمريكي». وتابع أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب تهديدات جناح «القاعدة» في اليمن وستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة للولايات المتحدة ومواطنينا. «هادي» لايزال في عدن من جانبه، قال مساعد للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، إن «هادي» مازال في قاعدته في عدن وفي حالة معنوية عالية بعد أن بدأت السعودية ودول أخرى الهجوم على جماعة «الحوثي» المعارضة لحكمه. وأضاف «محمد مارم» مدير مكتب «هادي»، أن العملية استعادت تصميم الشعب لقتال «الحوثيين»، بحسب «رويترز». وقال إن «الرئيس في حالة معنوية عالية، ويوجه الشكر لدول الخليج ومصر والأردن والسودان وكل دول المنطقة». وتابع أن العملية موجهة في الأساس ضد الدفاعات الجوية ل«الحوثيين» في شمال اليمن. الأوضاع الميدانية وتوالت الأنباء عن مقتل قيادات «حوثية» عسكرية، منها «عبدالخالق بدرالدين الحوثي»، و«يوسف المداني»، و«يوسف الفيشي» رئيس اللجان الثورية، فيما أصيب «محمد علي الحوثي». وفي إطار «عاصفة الحزم» تم إعلان الأجواء اليمنية منطقة محظورة ومسيطر عليها بعد العمليات العسكرية السعودية. أما الأهداف التي تمت بموجب «عاصفة الحزم»، فشملت قاعدة الديلمي الجوية بالقرب من مطار صنعاء الدولي، وألوية الصواريخ في فج عطان. واستهدف القصف الجوي دار الرئاسة اليمنية وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء، إضافة إلى معسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء. وطال القصف الجوي أيضا قاعدة جوية خلف منزل الرئيس «هادي» بصنعاء، واشتعلت النيران فيها، كما استهدف جميع المواقع العسكرية والدفاعات الجوية، وكذلك المطار والقاعدة العسكرية في مدينة الحديدة، كما تمكنت القوات السعودية من تدمير أربع طائرات مقاتلة وجميع صواريخ سام. الاقتراب من باب المندب وتأتي هذه التطورات بعد أن تقدمت وحدات عسكرية «حوثية» مع حلفائها نحو عدن، بعد دخولهم مدينة لحج وبلدة كرش قرب عدن، كما وصلوا إلى ميناء المخاء المطل على باب المندب غرب عدن، أحد أهم الممرات لحركة التجارة الدولية، بحسب مصادر أمنية. وجاءت الضربات عقب تحذير سعودي من الزحف نحو عدن، وعقب مبادرات سياسية ودبلوماسية عدة أعرض عنها «الحوثوين» وحلفاؤهم. وقد أفادت وكالات بأن وزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سلمان» يدير العملية «عاصفة الحزم» من مقر عمليات القوات الجوية، فيما حذرت السعودية من الاقتراب من الموانئ اليمنية التنسيق العربي في «عاصفة الحزم» وقد أعلنت السلطات السعودية اليوم الخميس أن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد «الحوثيين» في اليمن إلى جانب خمس دول خليجية من «مجلس التعاون الخليجي» هي الإماراتوالكويت وقطر والبحرين، بينما اعتذرت سلطنة عُمان عن المشاركة. وإلى جانب 100 طائرة سعودية تشارك في العملية، و100 ألف من القوات البرية السعودية، تشارك دول الخليج والدول العربية الأخرى بطائراتها المقاتلة في تنسيق مع القيادة السعودية. وأرسلت الإمارات 30 طائرة مقاتلة إلى السعودية، فيما تتحدث الأنباء عن مشاركة 6 طائرات من الأردن و6 من المغرب و3 من السودان إلى جانب دول الخليج. وذكرت تقارير أن مصر حركت عددا من القطع البحرية العسكرية من السويس باتجاه جنوبالبحر الأحمر في إجراء احتياطي. وأعربت القاهرة في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس عن استعدادها للمشاركة في الحملة جويا وبحريا وبريا أيضا إذا لزم الأمر،حيث بدأت عملياتها بقوات بحرية من خلال كاسحتي ألغام وفرقاطة ومدمرة، أما القوات الجوية فلم تحدد حتى هذه اللحظة عدد القوات التي ستشارك بها. كما يشارك الأسطول السعودي الغربي بكامل قطعه البحرية في عمليات الحظر البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وبالنسبة لبقية دول «مجلس التعاون»، فتشارك الكويت ب15 مقاتلة، والبحرين بعدد مماثل وقطر ب10 مقاتلات، أما الأردن فاستعدت قواتها بإرسال 6 مقاتلات، والسودان ب3 مقاتلات. ولم تبدأ المشاركة الباكستانية بعد رغم إعلان باكستان استعداد قواتها، للمشاركة، كما أعلنت مصر والأردن والسودان استعدادها لإرسال قوات برية. إيران تدين والنفط يرتفع وفي أول رد فعل لها قالت الخارجية الإيرانية إنها تدين العملية العسكرية في اليمن، بحسب «وريترز». ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية اليوم الخميس العملية العسكرية التي تنفذها السعودية وحلفاء من دول خليجية عربية باليمن بأنها «اعتداءات مدعومة من الولاياتالمتحدة». وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لبعض الأضرار وعشرات الجثث وبعض الجرحى وزعم أن عددا كبيرا من المواطنين اليمنيين قتلوا في الاعتداءات المدعومة من الولاياتالمتحدة في اليمن. حرب البترول وعلى صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط أمس الأربعاء بنسبة 2.49% مدفوعة بعدة عوامل، منها تصاعد الأزمة اليمنية. وأنهت عقود برنت القياسي جلسة التداول الأربعاء مرتفعة بدولار و37 سنتا لتسجل سعر 56.48 دولارا للبرميل، كما صعدت عقود الخام الأميركي الخفيف بدولار وسبعين سنتا لتغلق على 49.21 دولارا. ويثير تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن مخاوف بشأن أمن إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، ويشعر محللون بقلق من أن حربا بالوكالة ربما تندلع في شبه الجزيرة العربية التي يوجد بها أكبر حقول نفطية في العالم بعد أن دخلت السعودية بشكل مباشر في الصراع الدائر .