وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاثنين تلميحات فرنسا وإسرائيل بإخفاء دليل على أنشطة إيرانية تهدف لإنتاج قنبلة نووية بأنها لا أساس لها من الصحة، لكنها قالت إنها وصلت إلى "طريق مسدود" مع طهران بشأن المحادثات النووية. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي "فوجئت من مزاعم تسربت لوسائل الإعلام بأنه جرى حجب المعلومات عن الوكالة، هناك دافع سياسي وراء تلك المزاعم ولا أساس لها من الصحة".
وكانت معلومات استخباراتية إسرائيلية فرنسية لمحت إلى أن طهران جمعت سرا بين عمليات تخصيب لليورانيوم واختبارات تفجيرية في الجو وجهود إعادة تصميم صاروخ قادر على حمل رأس نووية.
وأضاف البرادعي في خطاب ألقاه في مستهل اجتماع فصلي لمجلس محافظي الوكالة "تلك المحاولات التي تهدف للتأثير على عمل فرق التفتيش والحد من استقلاليته وموضوعيته هي انتهاك لقوانين الوكالة.. لذلك ينبغي أن تتوقف فورا".
لكنه شدد على خطورة معلومات المخابرات وقال إنه على إيران أن تسهل مهام المفتشين وأن تدحض هذه المعلومات بأن تسمح لهم بحرية الوصول إلى الوثائق والمواقع والمسؤولين النوويين المشار إليهم.
ويتوقع أن تكون تصريحات البرادعي أتت في الوقت المناسب للقوى الغربية التي ستحاول في الأسابيع المقبلة إقناع روسيا والصين بالحاجة إلى تشديد العقوبات على طهران.
من جهة أخرى قال البرادعي إنه باستثناء بادرتي التعاون الجديدتين من جانب إيران "فقد وصلنا إلى طريق مسدود فيما يتعلق بالقضايا الأخرى المتصلة بالبرنامج النووي".
وذكرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها يوم 28 أغسطس/آب أن إيران ركبت ألف جهاز جديد للطرد المركزي لتصل إلى 8300 جهاز، وأنها لا تزال تعرقل تحقيقا للوكالة في مزاعم بشأن محاولتها استخدام عملية التخصيب في صنع أسلحة.
غير أن التقرير أشار إلى أن إيران التزمت بمطلب للوكالة بتشديد الرقابة على عمليات تخصيب اليورانيوم بمنشأة نتانز وسمحت لمتفشي الوكالة بوصول جزئي إلى مفاعل يعمل بالماء الثقيل يمثل مبعث قلق فيما يتعلق بالانتشار النووي.
ويشتبه الغرب في أن إيران تحاول صنع قنابل نووية والتستر خلف واجهة البرنامج النووي المدني، بينما تقول إيران إنها ترغب فقط في توليد الكهرباء من خلال تخصيب اليورانيوم.
من جهته قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن إيران ستواصل عمليات التخصيب بصرف النظر عن المخاطرة بالتعرض للمزيد من العقوبات.
وأكد على أن بلاده ستقدم حزمة مقترحات جديدة للغرب لكن "لن يكون هناك تراجع عن حق الأمة الإيرانية في الاستمرار في برنامجها النووي والذي يشمل تخصيب اليورانيوم".