أربع سنوات مرت علي أحداث بدأت شرارتها في مدينة "درعا" السورية حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلاً إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب باسقاط نظام بشار الأسد على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011. أربع سنوات مرت على الشعب السوري هي الأصعب في تاريخه منذ أن هتف بأول صوت للحرية في سوريا بعد أن قرر بعض الأطفال إعلان الشرارة الأولى للثورة عبر كتابة عبارات رافضة لنظام بشار الأسد على جدران مدرستهم ليعاقبهم عليها النظام القمعي بالإبادة والتجويع والحصار. سوريا التي لقبت منذ قديم الأزل بجنة العرب لتتحول فى غضون اربع سنوات إلى ركام جراء القصف الشديد في كل مكان بالبراميل المتفجرة والغازات السامة والمحارق الجماعية باتت عنوان يومها في كل صباح والقتل والدمار وأشلاء الجثث تتناثر في كل مكان ورائحة الموت تهب من كل اتجاه وشعبها لم تتوقف أوجاعه من كثرة الألم والمعاناة. فبعد انطلاق شرارة الثورة السورية منذ أربعة أعوام، ولا جديد في سوريا سوى الحصار والقتل والتجويع وتشريد المواطنين، فقطار المجازر لم يتوقف، من نظام قمعي فضحته وحشية مجازره في الغوطة واللاذقية وإدلب وحي الوعر وداريا ودوما وحلب، وغالبية مدن سوريا، فالأسد مازال يواصل جرائمه في محاولة لوأد ثورة الشعب السوري. الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت من جانبها تقريراً مفصلاً حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن السورية وذلك خلال الأعوام الأربعة الفائتة ووثق قيام قوات النظام بقتل 176678 شخصًا مدنيًا بينهم 18242 طفلاً 18457 امرأة ومن بينهم أيضاً 11427 تحت التعذيب. كما أوردت الشبكة في تقريرها حصيلة المعتقلين بما لا يقل عن 215 ألف حالة من بينهم قرابة 6580 امرأة إضافة إلى ما لا يقل عن 9500 طفل. كما أعلنت الشبكة أن آلة الحرب العسكرية لنظام الأسد خلفت ما يزيد على مليون مصاب سوري من بينهم عشرات الآلاف يحتاجون إلى عمليات جراحية وأطراف صناعية وإعادة تأهيل. كما كشفت الشبكة أن أعداد اللاجئين السوريين تجاوزت 5 ملايين و835 ألفاً يشكل الأطفال منهم أكثر من 50 في المائة بينما تبلغ نسبة النساء 35 في المائة و15 في المائة من الرجال. ولفت تقرير الشبكة الذي توافق نشره مع دخول الثورة السورية عامها الخامس إلى أن مفوضية الأممالمتحدة للاجئين تفتقد الرقم الحقيقي ولا تذكره في إحصاءاته، وذلك لأن الكثير منهم وصلوا إلى دول اللجوء عبر طرق وممرات حدودية بطرق غير شرعية خوفاً من عدم استقبالهم وهناك أعداد أخرى تم استقبالها عبر أقرباء لهم.