لجأ قائد الانقلاب السفاح السيسي إلى دولة روسيا التي هي على شفا الانهيار الاقتصادي ، حيث اجمع الكثير من المحللين الاقتصاديين على أن دولة روسيا ستواجه أسواء اعوامها الاقتصادية ، و أكدوا ان الحدثين الأهم اللذين شهدهما العالم خلال عام 2014 الماضي هما: انهيار أسعار النفط، وانهيار الروبل الروسي، مما أدخل الاقتصاد الروسي في أزمة خانقة بالغة الخطورة هي الأسوأ منذ سنوات طويلة، وهي مرتبطة بشكل مباشر بالهبوط الحاد في أسعار النفط، فقد انهارت العملة الروسية المحلية عقب قرار أوبك بعدم خفض الإنتاج، فهبطت العملة الروسية إلى مستويات تاريخية وغير مسبوقة، وفقدت أكثر من 60 في المئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي خلال شهور قليلة. وخلال يومي 15 و16 ديسمبر 2014 الماضي سجل الروبل الروسي أكبر هبوط في تاريخه على الإطلاق، فقد انخفض سعر صرف الروبل في اليوم الأول بنسبة 9 في المئة مقابل العملات الأجنبية، وفي اليوم التالي 16 ديسمبر تجاوز الهبوط نسبة 24 في المئة. ويوم 17 ديسمبر2014 سجل الروبل الروسي أدنى مستوى له أمام الدولار الأمريكي منذ أكثر من عشر سنوات، وتم تداول الروبل عند مستوى 0.0147 أمام الدولار، مقارنة مع 0.0287 في اليوم الأول من عام 2014، ليكون بذلك قد فقد نحو 49 في المئة من قيمته خلال العام الحالي. وكان الروبل الروسي قد سجل أعلى مستوى له أمام الدولار الأمريكي خلال الصيف الماضي، وتحديداً يوم 9 يوليو 2014 عندما تم تداوله عند سعر 0.0297 أمام الدولار، وبالمقارنة بين أعلى سعر للروبل خلال العام وأدنى سعر له، تكون العملة الروسية قد خسرت أكثر من 51 في المئة من قيمتها لم تنفع معها محاولات إنقاذية تمت من خلال رفع سعر الفائدة من 6.5 بالمئة إلى 17 بالمئة، وهو ما ينذر على جميع الأحوال بأزمة اقتصادية ومالية خانقة ستؤدي إلى ارتفاع نسب التضخم بروسيا حيث وصل مع نهاية 2014 إلى نحو 11 بالمئة، وارتفاع في أسعار السلع والمواد الأساسية، وتراجع العائدات المالية ومن ثم تراجع الإنفاق مما قد يعصف بالاقتصاد الروسي خلال العام الجديد 2015. ويرى الكثير من المحللين الاقتصاديين أن انهيار سعر صرف الروبل الروسي وهبوط أسعار النفط وتراجع العائدات التي تجنيها روسيا من مبيعاته في السوق العالمي، سيؤدي إلى أزمة كبيرة في الموازنة العامة للبلاد خلال عام 2015، ويؤدي تبعاً لذلك إلى اتساع العجز، وكذلك تراجع الإنفاق الحكومي بمقدار 10 بالمئة، ما ينذر أيضاً بأثر سلبي بالغ على النمو الاقتصادي في البلاد الأمر الذي دفع المؤسسات الدولية إلى تخفيض التصنيف الائتماني لروسيا، كما أن الاستثمارات ستنخفض بنسبة 13 بالمئة كما أكد وزير الاقتصاد الروسي. وروسيا ، فقد تحولت إلى النموذج الممثل للمصاعب التي تعانيها الدول المصدرة للنفط، لذلك أعلنت موسكو أن الاقتصاد قد ينكمش بمعدل يصل إلى 4.7 في المئة العام المقبل، إذا بقيت أسعار النفط قريبة من مستوى 60 دولاراً للبرميل. ولا تقتصر المصاعب التي يعاني منها الاقتصاد الروسي على انخفاض سعر النفط، وانهيار سعر عملتها المحلية الروبل، فهناك العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة، ومشكلة الديون الخارجية، والفساد المستشري، وهروب رؤوس الأموال، وتراجع الاستثمارات المتدفقة على روسيا، وارتفاع نسبة التضخم وغيرها من المشاكل. أكدوا الخبراء ان الروبل الروسي في طريقه للإنهيار ، وان الاقتصاد الروسي سيواجه اسواء فتراته في العام الحالي ، و هذا ما يوضع علامات الاستفهام على الاتفاقات التي أعلن عنها السيسي مع دولة منهارة اقتصادية ولا تستطيع فعل اي شي لتنقذ نفسها !!