سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكشف ثروات أثرياء العالم في بنوك سويسرا.. ورجل مبارك الغامض أخفى 21 مليون دولار في حساب "خاص" الشبكة تضم رؤساء دول وملوك ووزراء ورجال أعمال فضحتهم 50 صحيفة عالمية
استنزفوا شعوبهم.. أفقروهم بالسل والسرطان والفشل الكلوي لتحتل مصر المرتبة الثانية عالميًّا في هذه الأمراض، ورغم ذلك تاجروا بدماء الشعوب وسيطروا على مقدراتهم.. لم يتركوا شيئا إلا وكسبوا الملايين من ورائه؛ ليصبحوا ضمن شبكة أباطرة الفساد في العالم. هذه الشبكة الملعونة تضم رؤساء دول ووزراء ورجال أعمال لتصبح مثار أحاديث 50 صحيفة حول العالم فيما عرف إعلاميًّا ودوليًّا باسم «تسريبات سويس ليكس»، ضمت التسريبات أسماء العديد من الوزراء والسياسيين والمسؤولين الذين ارتبطت أسماؤهم بتهريب ثروات بلادهم، أو بالفساد فيها، أو باستغلال نفوذهم ومواقعهم للحصول على مكاسب منها، وتحويل جزء منها إلى ودائع فى البنك الذى صار يواجه اتهامات خطيرة، بتسهيل التهرب من الضرائب، وإخفاء الثروات، وحتى غسل الأموال، وتمويل الأنشطة غير المشروعة بما فيها الأعمال الإرهابية فى بعض الحالات. تظهر البيانات أن البنك كان مستعدًا لتقديم خدماته لبعض الزبائن الذين لا يمكن القول إنهم فوق مستوى الشبهات، بل إن بعضهم حتى كان من المجرمين وتجار السلاح. وريثات لإمبراطوريات....وخادمات!! لكن، كان مما يلفت النظر، كثرة تكرار صفة «ربة منزل»، أو ربة بيت، ضمن خانة المهنة أو الوظيفة فى بيانات البنك، بدرجة تفوق كثيرًا تكرار مهن أخرى، تدر أرباحًا أكثر مثل الأطباء والمحامين وتجار الماس، والواقع أنه من الممكن أن يكون هذا التصنيف قد استخدم لوصف سيدات، أو زوجات ثريات من عملاء البنك، إلا أن المؤكد أنه وصف تدارت وراءه أميرات، ووريثات لإمبراطوريات اقتصادية كبرى، وصاحبات صناعات ضخمة، وحتى صحفيات، ومعلمات. أميرة و"ربة منزل" مثلاً، كان أحد أبرز الأسماء التى وردت فى بيانات البنك تحت وصف «ربة منزل»، هى الأميرة السعودية «لولوة الفيصل آل سعود»، وهى واحدة من أكثر الأصوات المدافعة عن حق المرأة فى التعليم فى الشرق الأوسط. والأميرة لولوة، ذات ال67 عامًا، هى واحدة من تسعة أبناء للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود من زوجته الرابعة. تلقت تعليمها فى لوزان بسويسرا، وهى ابنة عم الملك سلمان، عاهل السعودية الجديد، وشقيقة وزير الخارجية السعودى الحالى، الأمير سعود الفيصل. والأميرة «لولوة» هى نائب رئيس مجلس أمناء جامعة «عفت»، وهى أول جامعة خاصة للنساء لا تهدف للربح فى السعودية، وهى تجوب العالم لتناقش قضايا المرأة، وضيف دائم على المنتدى الاقتصادى العالمى، الذى أعلنت فيه عام 2007، مساندتها لحق المرأة فى قيادة السيارات فى السعودية. ووفقًا للبيانات والوثائق التى تم تسريبها من البنك، كانت الأميرة لولوة تملك حسابًا هى ومجموعة من أمراء العائلة المالكة السعودية، تم إنشاؤه تحت اسم مؤسسات «بيرل» (أو اللؤلؤة بالإنجليزية) المحدودة، وعنوانها فى جزر «كايمان». وكان الحساب يحتوى على 1.75 مليون دولار عام 2006/2007. ولا تظهر البيانات بدقة صلة الأميرة لولوة بحسابين آخرين تم إنشاؤهما فى بنك HSBC الخاص فى سويسرا بين عامى 2002 و2003، تم إغلاق أولهما قبل عام 2007، بينما تم إنشاء الحساب الثانى، الذى يرتبط بالأميرة «لولوة»، هى وثمانية آخرين من العائلة المالكة السعودية، تحت اسم مؤسسة «عفت» الخيرية المحدودة، ووصل المبلغ الموجود فيه عام 2006/2007، إلى 31.2 مليون دولار. ورفضت الأميرة «لولوة» الرد على الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين للتعليق. إمبراطور مبارك وكما نشرت الوطن لم يكن رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة فى عهد «مبارك»، بنشر تفاصيل حساباته السرية فى بنك «HSBC» الخاص فى سويسرا، هو المسئول السياسى الوحيد الذى اقترن اسمه بتسريبات وثائق البنك الأخيرة صحيفة «لو ماتان دو ديمانش» السويسرية اهتمت بإبراز ثروة وزير التجارة والصناعة المصرى الأسبق وحساباته فى البنك، التى وصلت، وفقًا للتسريبات الأخيرة، إلى 31 مليون دولار فيه، كما أشارت إلى أن «رشيد» حكم عليه بخمس سنوات سجنًا فى يونيو 2011 بتهمة الكسب غير المشروع. وأضافت أن الوزير المصرى لم يكن الوحيد ضمن قائمة عملاء البنك الذين جمعوا ثلاثية الفساد والسلطة والثروة، خاصة أن معظمهم ينتمون إلى دول تحتل مكانًا متقدمًا فى تصنيفات الفساد: مصر وتونس ولبنان والمغرب وسوريا وأوكرانيا والصين. وذكرت الصحيفة قصة وزير لبنانى كان يتولى مناصب حساسة فى الحكومة اللبنانية خلال فترة التسريبات، وكان فى نفس الوقت رجل أعمال شديد النفوذ، وكشفت الوثائق عن وجود حسابات له بقيمة 42 مليون دولار، فى الوقت الذى كانت هناك تقارير إعلامية تتهمه بالفساد، إلى حد أن الدبلوماسيين الأمريكيين فى بيروت قد نقلوا تلك الاتهامات إلى واشنطن، كما تكشف وثائق «ويكيليكس»، خاصة فى مجالات الصفقات العقارية، التى تهدد بوضعه تحت طائلة التحقيقات الجنائية. وأظهرت بيانات البنك حسابات وزير لبنانى آخر، تضم حساباته البنكية مجتمعة فى البنك، نحو 75 مليون دولار، تحت اسم عدة شركات، وفى نهاية عام 2013، فتح المدعى العام اللبنانى تحقيقا حول أنشطة الوزير المذكور بسبب اتهامات تلاحقه بالفساد. زعماء إمبراطورية الفساد كان هناك أيضًا، ضمن لائحة عملاء البنك من السياسيين الذين لا يمكن اعتبارهم فوق مستوى الشبهات، رامى مخلوف، ابن عم الرئيس السورى بشار الأسد، الذى تتهمه وزارة الخزانة الأمريكية بالتربح من شبكة فساد واسعة وممتدة فى سوريا، خاصة من خلال تحكمه فى منح التراخيص اللازمة لتوكيلات الشركات والمؤسسات الأجنبية العاملة فى البلاد. ووضع رامى مخلوف على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبى، وكان يملك فى حساباته بالبنك 27 مليون دولار عام 2006. كان معه أيضًا شقيقه إياد مخلوف، الذى كان يملك حسابات أخرى فى البنك، على الرغم من تورطه فى العنف المستمر الذى يمارسه النظام السورى ضد شعبه، وعلى الرغم من إدراك البنك أنه ضابط فى الجيش السورى، فإن هذا لم يمنع المسؤولين فيه من فتح حساب له بقيمة 1.3 مليون دولار. ويظهر فى سجلات البنك أيضًا كما نشرت الوطن «بلحسن الطرابلسى»، شقيق «ليلى»، زوجة الرئيس التونسى الأسبق «زين العابدين بن على»، إضافة إلى عدد من المقربين منه، وأن «بلحسن» كان يملك حسابًا يحتوى على ما يزيد على 22 مليون دولار، وقام بفتحه فى 22 يونيو 2006، إضافة إلى حساب آخر، تحت اسم شركة «زناد» المحدودة ومقرها فى جزر «فيرجن» البريطانية. ولم يبد أن هذه الحسابات قد أثارت فى أية لحظة شكوك البنك، أو دفعته لإجراء سياسات إضافية لتشديد الرقابة على حسابات العملاء فيه. كذلك أشارت التسريبات إلى ابنة رئيس وزراء صينى أسبق، كانت تملك حسابًا يضم 2.5 مليون دولار فى البنك السويسرى، وكذلك، فرانتز ميرسيرون، وزير المالية السابق فى «هايتى»، الذى لاحقته اتهامات بالفساد فى بلاده، وكان يملك حساباً يضم 1.2 مليون دولار. نجوم لامعة.. وشجرة الفساد وأما زعماء شجرة الفساد وروادها اللذين أثروها بدماء الشعوب والسيطرة على مقدراتهم ليصبحوا من رواد إمبراطورية الفساد في الوطن العربي على اختلاف وظائفهم وتخصصاتهم فنعرضهم فيما يلي: .