قال الدكتور مصطفى النجار أن الاعلام المصري الانقلابي يساهم في تأجيج الصراع داخل الشارع المصري ، و يوضح في مقال نشرته صحيفة التقرير بعنوان "إعلام القتلة وتأجيج الحرب الأهلية" عن الدور الطبيعي لأي اعلام في دولة تحترم و تُطبق القانون على الجميع دون تفرقة ، ولكن الكاتب نعت الاعلام المصري بانه اعلام القتلة ، بسبب دعوته لقتل المخالفيين للسفاح السيسي بحجة المحافظة على الوطن من الارهابيين ، وإليكم نص المقال :- مسؤلية الإعلام الأساسية تتمثل في نشر الوعي وتعريف الناس بما يحدث حولهم بلا تزييف ولا تجميل، وهناك مسؤوليات أخرى أخلاقية منها الحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه الداخلي، وعدم إثارة الفتنة والشقاق والكراهية بين الناس لا على أساس طائفي ولا سياسي ولا عرقي. في البلاد التي يسود فيها القانون يتم تجريم ممارسات التحريض وبث خطابات الكراهية، وتصل العقوبات أحيانًا لإغلاق الوسائل الإعلامية التي تتورط في ذلك ومقاضاة أصحابها والعاملين فيها لضربهم مفاصل استقرار المجتمع ووحدته وتهديدهم للأمن القومي للبلاد. على مدار الفترة الماضية تبلور تيار جديد في الإعلام المصري من الممكن تسميته (إعلام القتلة) وهو إعلام يقوم بكل فجاجة بالدعوة للقتل والاحتراب الأهلي تحت مزاعم الوطنية والثأر لشهداء الوطن، بدأ هؤلاء القتلة الذين لا يقتلون بالرصاص ولكن بالتحريض وبث الكراهية خطابهم البذيء عقب 3 يوليو وما أتبعها من أحداث، وكان تحريضهم سببًا أصيلًا في سفك الدماء التي شهدتها مذبحة رابعة وكل الدماء التي سالت على مدار عام ونصف، دعاة القتل كان يرقصون على أشلاء الموتى ويقولون تسلم الأيادي ويؤدون وصلات التطبيل والنفاق بإخلاص شديد، ويطلبون مزيدًا من الفاشية ويقولون إن كل الدماء التي سالت ليست كافية، شارك هؤلاء في القتل مثلما قتل القاتلون بالسلاح، وأبدوا من الشماتة ما يفوق الوصف في خسة وحقارة تليق بتدنيهم. اليوم وعقب تفجيرات العريش الأخيرة، لم يخجل هؤلاء من تطبيلهم وتخوينهم لكل من كانوا يقولون إن استراتيجية مواجهة الإرهاب الحالية لا تقوم على أسس منطقية وعلمية، وأن خطاب قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان تحت دعوى تحقيق الأمن هو خطاب بائس لا يساعد على دحر الإرهاب؛ بل يعطيه مزيدًا من الفرص للانتشار ومضاعفة قدراته وضم المزيد من الأنصار لفكره وإجرامه. كان من المفترض أن يخجل هؤلاء لأن دماء الجنود الأبرياء يتحملون جزءًا من مسؤوليتها بتطبيلهم وتضليلهم للرأي العام وإصرارهم أن السياسات المتبعة هي التي ستهزم الإرهاب، فإذا بها تقويه وتضاعفه وتحصد مزيدًا من أرواح الأبرياء، ولم يكتف السفلة بذلك بل دشنوا خطابًا جديدًا يدعون فيه لحرب أهلية حقيقية يشعل شرارتها مجموعة من البلطجية والمأجورين الذين سارعوا بحرق عدد من السيارات والمنازل تحت زعم أنها مملوكة لأشخاص ينتمون إلى الإخوان بالتوازي مع دعوة هؤلاء لحرق اليابس والأخضر في سيناء، وتخوين السيناوية واتهامهم بأنهم غير وطنيين ومتحالفون مع الإرهاب. يشعل هؤلاء الموتورون نار حرب أهلية لا يعلمون أنها لن تكون في صالحهم بأي حال من الأحوال؛ لأن المأجورين والبلطجية لن يكونوا عونًا لهم ولا سندًا ولن يحمونهم حين تنشب نيران الثأر الأهلي وعمليات الانتقام التي ستكون خيارًا لكل مظلوم طاله ظلم مباشر أو لحق بذويه. ردد هؤلاء المقولة البائسة (مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق) وهم يصرون كل الإصرار أن تتحول مصر إلى ما هو أسوأ، هؤلاء لا يعرفون عن الوطنية شيئًا؛ لأن وطنية الكراهية وحث الناس على الاحتراب الأهلي هي هدم للوطن وتمزيق له، إذا كان هناك متآمرون على مصر فهم هؤلاء المجرمين الذين يقودون مصر إلى السقوط في الهاوية. في زمن احتكر فيه المجرمون منابر الإعلام وخطاب الرأي العام صارت مصر تمضي لمزيد من بحور الدم سواء دم الأبرياء الذين يسقطون في الداخل بلا جرم ارتكبوه أو دماء الأبرياء الذين يموتون في سيناء، آلة إعلام القتلة لا تتوقف وصراخهم وافتعالهم وخبلهم وتحريضهم ينقل الوضع المزري في مصر إلى مربع جديد للمواجهة التي سينسى فيها المتقاتلون أن هناك قانونًا وأن هناك دولة وسيبحث كل إنسان عن ثأره ويأخذه بيديه. إذا كانت هذه هي مصر الجديدة التي يريدونها، فهؤلاء أخطر على الوطن من أي عدو خارجي؛ لأنهم يهدمون الوطن ويلطخون وجهه بالدماء والكراهية، لا يحسبن كل مجرم من هؤلاء أنه سيفلت من جرائمه، فيومًا ما ستتحقق العدالة في مصر وستلاحق كل هؤلاء وتحاسبهم على ما جنته أيديهم. (إعلام القتلة) إعلام دخل التاريخ بقذارته وانحطاطه، وسيزول مع كل مظاهر القبح التي أصابت الوطن.