يمكننا أن نتوقع المتغيرات التي ستطرأ على العلاقات المصرية السعودية بعد تولي الملك سلمان الحكم حيث صرح الأكاديمي الكويتي والمحلل السياسي الدكتور عايد المناع، في حواره ل"مصر العربية"، إن السياسات السعودية مع مصر قد يطرأ عليها بعض التغيير بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم. و"وتابع"من الممكن أن يكون هناك اتفاق بين تركيا والمملكة العربية السعودية بألا تندفع المملكة في دعم السيسي في الوقت الذي تخف تركيا من دعمها لحركة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن السياسة السعودية الجديدة سوف تأخذ منحى أكثر جدية في التعاطي مع الملف السوري وسيكون هناك ضغط أكبر على النظام السوري وهذا يتناسب مع النزعة الأردوغانية. وإلى نص الحوار : هل هناك حديث عن تغيير سياسات المملكة العربية السعودية بعد تولى الملك سلمان الحكم؟ نعم سيكون هناك تغيير في سياسات الملك سلمان بن عبد العزيز في السياسات الخارجية، فقد كان الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله داعما رئيسيا وغير عادي وبقوة لمساندة مصر وخاصة بعد أحداث 30 يونيو، وسيكون هناك فتور نسبي، لكن في النهاية لن تتغير سياسات المملكة بسهولة وستعمل على استمرار العلاقة مع مصر وعلى المصريين دور كبير في هذا من خلال إيجاد تشريعات تشجع على الاستثمار، كما أن المملكة ليست على وئام مع الإخوان المسلمين ولا أعتقد أن سلمان أقل حماسا في الحفاظ على الملكية من عبد الله. لكن هل تتغير العلاقات المصرية السعودية بتحسن العلاقات التركية السعودية؟ كل شيء قابل للتحقيق على أرض الواقع، فالأتراك إذا فهموا الهواجس التي يخشي منها ملوك وأمراء دول الخليج والتي تأتى على رأسها داعش والقاعدة والحوثيين، وهذه القوى والحركات والتسميات المختلفة، فأعتقد أن تحسن العلاقات في ظل حاجة تركيا إلى السوق الخليجية بالتأكيد يريدون أن يكون لهم موضع قدم، وقد يكون هناك اتفاق بين تركيا والمملكة بألا تندفع المملكة في دعم السيسي في الوقت الذي تخف تركيا من دعمها لحركة الإخوان المسلمين، ومن الممكن في تلك اللحظة أن تأتى جسور العلاقة بين النظام في مصر وجماعة الإخوان المسلمين. وماذا عن سوريا؟ أعتقد أن السياسة السعودية الجديدة سوف تأخذ منحى أكثر جدية في التعاطي مع الملف السوري، وسيكون هناك ضغط أكبر على النظام السوري، وهذا يتناسب مع النزعة الأردوغانية. برأيك ما تأثير الأحداث اليمنية على الوضع في دول مجلس التعاون الخليجي؟ لا أعتقد أنه سوف يكون هناك تأثير كبير على الأحداث اليمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هناك أمر آخر ألا وهو أن مضيق باب المندب وميناء الحديدة من الممكن أن تسيطر عليه ميليشيات ليست لها علاقة بدول مجلس التعاون الخليجي ومن ثم يمكن التأثير عليها فيما بعد وقد يكون مدخلا لقوى غير ذات علاقة ودية مع الخليج، بالإضافة إلى أن الخليج ساهم في تنمية اليمن بشكل كبير، ونشوب الصراع يعطل التنمية ويعمق الأزمة ويعيق تدفق المساعدات إليه ويؤدى إلى تسريع وتيرة التخلف بدلا من التقدم. ولكن أين المبادرة الخليجية؟ الاستيلاء على اليمن تم بشكل قهري لم يتح للمبادرة الخليجية أن تؤدى مفعولها وقد كانت تلك المبادرة مقبولة من كل الأطراف وأدت إلى حلحلة الأزمة اليمنية في عهد الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، لكن وجدنا أن الحوثيين يتحولون إلى قوه شرسة تجتاح اليمن، بالإضافة إلى القوى الموالية لعلى عبدالله صالح، فالحوثيون ليسوا على علاقة ودية مع دول الخليج وهذا يؤثر سلبا فلا تستطيع أن تساعد بلد تحكمه المليشيات. هناك حديث عن انفصال الجنوب اليمني..ما رأيك في هذا الأمر؟ الجنوب كان منفصلاً في السابق وكان مصدر إزعاج للمملكة العربية السعودية، فالحديث عن أن انفصال اليمن سوف يؤدى إلى استقرار الحدود من المملكة، هو أمر يخالف الواقع والدليل الحروب التى كانت بينها، مثل حرب الوديعة ولكن يجب أن تنظر دول الخليج إلى ضرورة وجود استقرار في اليمن، فإذا ما تم عكس ذلك، سيكون هناك العديد من المتاعب، لذا أعتقد أن تأثير الانفصال سيكون محدودا، فإيران ستكون لها اليد الطولى في اليمن، وهذا غير مرحب به من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، فانفصال الجنوب سيضعف القوى اليمنية وتعود الصراعات المسلحة واشتعال الصراع بين الجنوب والشمال على الثروات. هناك حديث عن أن إيران تجتاح اليمن حتى يعتمد الحوثيون على النفط بعدما تأثر الاقتصاد الإيراني بانخفاضه.. ما حقيقة ذلك؟ نعم الحوثيون يأخذون دعمًا من إيران وسيطرة الحوثيين على النفط، سوف يجعلهم يعتمدون على أنفسهم، لكن في المقابل النفط في الإمارات ليس بالكم الذي يعتقده البعض، فإيران تحاول السيطرة على اليمن لتكون العاصمة الرابعة لها للتصدى للأمريكان، فهى تتحمل أعباء أخرى فوق أعباء انخفاض أسعار النفط الذي أثر على الجميع لكن بالنسبة لإيران السكين وصلت العظم.