مقديشو - اندلعت فجر اليوم الأحد معارك عنيفة في مدينة بلدوين بين القوات الحكومية وقوات المحاكم الإسلامية الموالية لها من جهةٍ، ومقاتلي الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهةٍ أخرى؛ وذلك بعد هجوم القوات الحكومية على مواقع يتمركز فيها ميليشيات المعارضة المسلحة من المدينة، فيما واصلت القوات الإثيوبية توغلاتها في مناطق وسط الصومال. وقامت ميليشيات المعارضة بالرد على هجوم القوات الحكومية، إلا أنها لم تستطع ردها، وانسحبت المعارضة على الأثر من المدينة، واستولت القوات الحكومية والمحاكم الإسلامية عليها.
وأكدت مصادر طبية في مدينة بلدوين أن المعارك التي جرت صباح اليوم في مدينة بلدوين أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص، ولم يسقط قتلى في صفوف المدنيين، ولكن هذه المصادر أمسكت عن الحديث عن الخسائر في صفوف المقاتلين.
وصرَّح النائب في البرلمان الصومالي محمد طقني علمي للإذاعات المحلية في العاصمة مقديشو بأن المدينة كلها في أيدي الحكومة الانتقالية بلا استثناء، وأكد وضع نقاط تفتيش على جميع منافذ مدينة بلدوين لتأمين المدينة.
يأتي هذا، فيما تواصل القوات الإثيوبية توغلاتها داخل الحدود الصومالية؛ حيث عبرت مساء أمس قوات إثيوبية من جديد الحدودَ المشتركة عند محافظة هيران، حتى وصلت إلى منطقة كلا بيكا الإستراتيجية، والتي كانت مركزًا مهمًّا للقوات الإثيوبية الغازية خلال العامين 2007 و2008م.
ويعتبر هذا التوغل هو الثاني خلال ثلاثة أيام؛ حيث كانت القوات الإثيوبية قد توغلت أول أمس في مدينة بلنبلي بمحافظة جلجدود وسط الصومال، ولم يصدر أي تعليقٍ من الحكومة الانتقالية أو من القوى المعارضة حول التوغلات الجديدة.
وكررت إثيوبيا توغلاتها داخل الأراضي الصومالية منذ انسحابها بداية السنة الجارية من العاصمة والمناطق الجنوبية التي احتلتها قبل عامين.
وفي مقديشو أعلن مساء أمس السبت عن تشكيل لجنة ثلاثية أمنية مشتركة بين الحكومة الصومالية والأممالمتحدة والقوات الإفريقية العاملة في البلاد؛ وذلك بعد اجتماع مطولٍ بين الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد وعددٍ من وزرائه مع ممثلين من الأممالمتحدة، ومن القوات الإفريقية.
وبعد الاجتماع أُعلِنَ عن تشكيل لجنة أمنية مكونة من هذه الجهات الثلاثة، ونقلت إذاعة (شبيلي) المحلية عن وزير الداخلية وعضو اللجنة المشتركة الشيخ عبد القادر علي عمر قوله بأنَّ الحكومة تمثلها في المجلس الجديد وزارتا الداخلية والأمن القومي، بالإضافةِ إلى وزارة الدفاع، وستقوم هذه اللجنة بتخطيط تأمين العاصمة وجميع محافظات البلاد حتى تتمكَّن الحكومة الصومالية على السيطرة على جميع التراب الصومالي.