خلال المرحلة الأولى من إخلاء مساكن الشريط الحدودي بمدينة رفح بشمال سيناء لإقامة منطقة عازلة، كتبت الناشطة المجتمعية "منى برهوم" من خلال حسابها على الفيس بوك: "أحمد الله أن بيتنا بعيد عن منطقة الإخلاء ب 500 متر". واليوم التقطت "برهوم" صورة لمنزلها المكون من 4 طوابق والواقع بحي الأحراش قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة برفح، وكتبت إلى جوار الصورة "ده بيتنا الموجود في نطاق المنطقة العازلة ال 500 الثانية هيوحشنى وهتوحشنى رفح كلها". وكأنها لم تكن تعلم أنَّ بيتها وما بعده سيطاله التدمير كسابقه، وأن هناك مرحله ثانية وثالثة ورابعة حتى يصل عمق المنطقة العازلة إلى قرابة 2 كيلو متر، ليصل فيما بعد إلى نحو 5 كيلومترات حتى جنوب مدينة رفح. عنا أيقنت "برهوم" ذلك عادت لتؤكد "سيناء في الماضي واجهت العزلة والتهميش، والآن سيناء تواجهه المجهول والملثم ورائحة الدماء، أما المستقبل في سيناء فهو يتراوح ما بين الظلام والأحلام". وقال المواطن نظمي محمد، من سكان المرحلة الثانية من الإخلاء: "رفح المقبلة على الموجة الثانية من الدمار تحتضر، وفي طريقها للزوال لتصبح ذكرى من الذكريات نحكيها لأحفادنا ونقول لهم كنا نعيش في مدينه كانت تسمى رفح أزيلت من الوجود لسبب لا نعرفه". وبدهشة وانفعال شديدين استطرد نظمي: "مفيش حد عاقل في البلد يوقف المهزلة اللى بتحصل في رفح، الناس اللى اترحلت في المرحلة الأولى وانتقلت في الخمسمائة متر الثانية واللى هيترحلوا مرة تانية، يروحوا فين؟ حوالى 30 ألف مواطن في الوقت ده والبرد القارص والمدارس وعدم وجود مكان يأويهم، فين العقلاء، فين المشايخ من ذوي العباءات المزركشة، فين القيادات اللى عايزين يترشحوا لمجلس النواب؟". أما المواطن حسين براهمة، فأشار إلى أنَّ المحافظ أعلن لسكان المرحلة الثانية من الإخلاء أن المحافظة ستوفر لهم سيارات لنقل أمتعتهم وأثاثهم لأي مكان وبالمجان. وأضاف: "وده طبعًا مش تعاون معهم، لأ ده استعجال على تهجيرنا وتطفيشنا، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم بيشردونا في عز البرد، طيب نروح فين بعيالنا وأسرنا في البرد ده". وكان المحافظ اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، قد أكد على حصر كافة منازل المرحلة الثانية من المنطقة العازلة المقرر إقامتها بدءا من الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة وبعمق 1 كم داخل مدينة رفح. وأشار إلى أنه صدق على صرف مبلغ 150 جنيهًا لكل صاحب منزل كقيمة إيجار لمدة 3 أشهر حتى يتمكن من العثور على منزل بديل. وأوضح حرحور أنه تم حصر 1200 منزل تقع بالمرحلة الثانية، وسيتم إخلاؤها بدءا من الأربعاء القادم ولمدة أسبوع تمهيدا لهدمها لتوسعة المنطقة المخصصة لإقامة منطقة عازلة.