بغداد - أكد نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن أن انسحاب الاحتلال الأمريكي إلى خارج المدن العراقية مجرد "أضحوكة" لخداع السذج من السياسيين. وقال بايدن: إن دور الولاياتالمتحدة في العراق قد تحوَّل من الدور العسكري البحت إلى "دعم دبلوماسي"، قبل استكمال الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الأمريكية المقاتلة من العراق في نهاية 2011م. وأكد مسئول أمريكي رفيع المستوى أن بايدن حذَّر المسئولين العراقيين في بغداد من أن واشنطن قد تعيد النظر في التزاماتها في العراق، في حال عودة العنف الطائفي والإثني إلى العراق.
وقال بايدن- خلال حفل أداء قسم الولاء لعدد من الجنود المرتزقة الذين خدموا في جيش الاحتلال الأمريكي، أثناء منحهم الجنسية الأمريكية في بغداد-: إن الولاياتالمتحدة قد وفت بالتزامها في سحب الجنود من المدن العراقية، والتركيز الآن ينصب على تعزيز العلاقات الدبلوماسية.
وجرى منح المواطنة إلى 237 شخصًا، غالبيتهم من المكسيك والفلبين الذين انضموا إلى صفوف الجيش الأمريكي كعناصر مأجورةٍ، بينما كانوا مقيمين في الولاياتالمتحدة، حاربوا في العراق للحصول على الجنسية الأمريكية، إضافةً إلى عددٍ من المترجمين العراقيين.
وتأتي تصريحات بايدن غداة لقائه كبار المسئولين العراقيين؛ حيث حذَّرهم من أن طريقًا صعبًا لا يزال أمام العراقيين للوصول إلى سلام واستقرار دائم.
وقال بايدن بعد محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: إنه على العراقيين اتخاذ تدابير سياسية، واستخدام العملية السياسية لتسوية خلافاتهم، وتقديم مصلحتهم الوطنية على ما سواها.
وكان مسئول أمريكي رفيع المستوى قد أكَّد أن بايدن حذَّر المسئولين العراقيين في بغداد من أن واشنطن قد تعيد النظر في التزاماتها في العراق، في حال عاد العنف الطائفي والإثني إلى هناك، وأكد المسئول الذي يرافق بايدن بعد سلسلة اجتماعات مع المسئولين العراقيين بينهم المالكي: "إذا عاد العنف فإنَّ ذلك سيغيِّر طبيعة التزامنا، لقد كان بايدن صريحًا جدًّا بهذا الصدد".
وأضاف: "في حال أدت أعمال مختلف الأطراف في العراق إلى إغراق البلاد مجددًا في العنف الطائفي أو السقوط في العنف العرقي، فإن ذلك أمر لن يتيح لنا الإبقاء على التزامنا؛ لأنه لن يكون في مصلحة الشعب الأمريكي".