بعد تدفق الامطار والسيول شكلت وزارة الصحة المغربية فريقا طبيا من خمسمائة طبيب وممرض مخصص للأقاليم والمدن الجنوبية التي تضررت جراء فيضانات عارمة سقط فيها عشرات القتلى وشرد فيها المئات. وزود ذلك الفريق الطبي بوسائل ومعدات وثلاثمائة سيارة إسعاف، وكذلك مروحية للوصول إلى المناطق المنكوبة خاصة في كلميم وسيدي إيفني وتزنيت ومراكش وأغادير التي تشهد هطول أمطار غزيرة تسببت أيضا في عزل عدد من ساكني هذه الأقاليم. ويأتي ذلك التحرك الإغاثي بعدما رفعت السلطات من حالة التأهب في عدد من المناطق المتضررة من الفيضانات العارمة، ووسط توقعات بجريان سيول جديدة على غرار تلك التي أودت بحياة العشرات خلال الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، شهدت أقاليم كلميم وأغادير ومراكش مجددا سقوط أمطار غزيرة بلغت في غضون 24 ساعة أكثر من مائتي ملم في أغادير، وهو أكثر من نصف معدل التساقط السنوي. ولم يعلن عن سقوط قتلى، ولكن السلطات أعلنت إغلاق الطريق الوطنية بين كلميمومراكش، والتي تمر عبر جبال الأطلس. وتسببت السيول في هدم عدة جسور بشكل جزئي في مراكش، وقطعت الطرق في كلميم على بعد 200 كلم جنوب أغادير. كما غمرت مياه الأمطار والسيول التي هطلت بكميات كبيرة الخميس والجمعة في جنوب المملكة، شوارع وأزقة كلميم، وتسببت في انقطاع شبكة الهاتف والإنترنت. وكانت تلك المدينة هي الأكثر تضررا الأسبوع الماضي، حيث قتل أكثر من ثلاثين شخصا جرفتهم سيول الأودية. ولتفادي تكرار المأساة، قررت السلطات في كلميم إغلاق المدارس في العديد من المناطق، وطلبت من المواطنين توخي الحذر. وعلى الصعيد الرسمي، أفادت وكالة الأنباء الرسمية أن ملك البلاد محمد السادس أمر وزير الداخلية محمد حصاد بالتوجه "على رأس وفد لجهتي كلميم اسمارة وسوس ماسة درعة، لتتبع الوضع عن قرب في هذه المناطق التي تضررت من الفيضانات".