التقديم مفتوح في المعاهد الصحية العسكرية 2025 للطلاب والطالبات.. تفاصيل وشروط القبول    أستاذ مناهج يُطالب بتطوير التعليم الفني: له دور كبير في إحداث التنمية (فيديو)    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 20-7-2025 مع بداية التعاملات    العشائر السورية: انسحبنا من السويداء امتثالا لوقف إطلاق النار وأي خرق سيقابل برد قاس    في يوم واحد.. 131 شهيدًا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة    الدفاعات الجوية الروسية تُدمر 15 طائرة مسيرة أوكرانيا    عمرو حمزاوي: الشرق الأوسط يعيش «مغامراتية عسكرية».. والقوة لن تحقق الأمن لإسرائيل    مصدر يكشف لمصراوي التفاصيل المالية لانتقال وسام أبو علي إلى كولومبوس الأمريكي    آخر أخبار نتيجة الثانوية العامة 2025 و«التعليم» تكشف التفاصيل    متحدث التعليم: فرصة التحسين في البكالوريا اختيارية ورسومها 200 جنيه فقط    استقالة الرئيس التنفيذي لشركة أسترونومر بعد جدل فيديو حفل كولدبلاي    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 20 يوليو 2025.. طاقات إيجابية وتحولات حاسمة بانتظار البعض    أحمد شاكر: اختفيت عمدا عن الدراما «مش دي مصر».. وتوجيهات الرئيس السيسي أثلجت صدر الجمهور المصري    ب9 آلاف مواطن.. مستقبل وطن يبدأ أولى مؤتمراته للشيوخ بكفر الزيات    لمواجهة الإعصار "ويفا".. الصين تصدر إنذارًا باللون الأصفر    أحمد شاكر عن فيديو تقليده لترامب: تحدٍ فني جديد وتجربة غير مألوفة (فيديو)    في حفل سيدي حنيش.. عمرو دياب يشعل المسرح ب"بابا"    موعد بداية شهر صفر 1447ه.. وأفضل الأدعية المستحبة لاستقباله    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    العلاقات المصرية الإفريقية.. رؤية استراتيجية متجددة    تراجع جاذبية ودائع «المركزى» يعيد رسم توجهات السيولة بالبنوك    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم في مصر بعد هبوط كبير تجاوز ال1300 جنيه    اليوم محاكمة 12 متهمًا في قضية «رشوة وزارة الري»    «دماغه متسوحة.. وطير عربيتين ب 50 مليون».. مجدي عبدالغني يشن هجومًا ناريًا على أحمد فتوح    «اتباع بأقل من مطالب الأهلي».. خالد الغندور يكشف مفاجأة عن صفقة وسام أبوعلي    لويس دياز يبلغ ليفربول برغبته في الانتقال إلى بايرن ميونيخ    "عنبر الموت".. شهادات مروعة ..إضراب جماعي ل 30قيادة إخوانية وسنوات من العزل والتنكيل    ماركا: بعد تجديد كورتوا.. موقف لونين من الرحيل عن ريال مدريد    نجم الزمالك السابق: عبدالله السعيد يستطيع السيطرة على غرفة الملابس    «احترم النادي وجماهير».. رسالة نارية من نجم الزمالك السابق ل فتوح    جولة تفقدية لرئيس جامعة القناة على شئون التعليم والطلاب    وزارة العمل تعلن عن 90 وظيفة براتب 8 آلاف جنيه | تفاصيل    الكونغو الديمقراطية و«إم 23» توقعان اتفاقًا لوقف إطلاق النار    مصرع 3 أطفال غرقا داخل حوض مياه بمزرعة بصحراوى البحيرة    حالة الطقس اليوم الأحد في مصر.. «الأرصاد» تحذر من الشبورة وأمطار خفيفة على هذه المناطق    "روحهم كانت في بعض".. وفاة شخص أثناء محاولته اللحاق بجنازة والدته ببني سويف    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب شمال إيران    ضبط 3 وقائع في أقل من 48 ساعة.. الداخلية تتحرك سريعًا لحماية الشارع    علاء مبارك يرد على ساويرس: عمر سليمان «كان رجل بمعنى الكلمة»    مفتي الجمهورية ينعى الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود    سوريا أكبر من الشرع!    خلال 24 ساعة.. 133 شهيدًا ضحايا العدوان الصهيوني على غزة    سعر الخوخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 20 يوليو 2025    حنان ماضى تعيد للجمهور الحنين لحقبة التسعينيات بحفل «صيف الأوبر» (صور و تفاصيل)    الملاك والمستأجرون وجها لوجه في انتظار قانون الإيجار القديم    هيئة الطرق والكباري ترد على شائعة توقف العمل بكوبري الميمون ببني سويف    تجنبها ضروري للوقاية من الألم.. أكثر الأطعمة ضرراً لمرضى القولون العصبي    هل يؤثر إضافة السكر الطبيعي على كوكاكولا؟ رد رسمي على تصريحات ترامب    شائعة بين المراهقين وتسبب تلف في الكلى.. أخطر أضرار مشروبات الطاقة    ب"فستان جريء".. أحدث جلسة تصوير ل جوري بكر والجمهور يغازلها    حدث بالفن | رقص هيدي كرم وزينة في الساحل وتعليق أنغام على أزمتها الصحية    محمد ربيعة: عقليتى تغيرت بعد انضمامى لمنتخب مصر.. وهذا سبب تسميتى ب"ربيعة"    قافلة بيطرية من جامعة المنوفية تفحص 4000 رأس ماشية بقرية مليج    غلق 6 مطاعم فى رأس البر بعد ضبط أطعمة منتهية الصلاحية    «قولي وداعًا للقشرة».. حلول طبيعية وطبية تمنحك فروة صحية    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش الإسلامي العراقي يدعو الصحفيين إلى تبني إعلام المقاومة والاستعداد ليوم النصر
نشر في الشعب يوم 20 - 06 - 2009

دعا الجيش الاسلامي في العراق الصحفيين والاعلاميين العراقيين الى النهوض بالمسؤولية الاعلامية والمهنية الملقاة على عاتقهم ازاء المقاومة في العراق وابراز انجازاتها الكبيرة التي اجبرت الاحتلال على الاذعان وتحديد جدول لانسحابه والتحدث بلغة المفاوضات والدبلوماسية واعطاء المقاومة المكانة التي تستحق.
وقال في رسالة وجهها الجيش الاسلامي الذي يعد من ابرز فصائل المقاومة العراقية التي تقاتل الاحتلال الى الصحفيين العراقيين وهم يحتفلون بالذكرى الاربعين بعد المائة لتأسيس الصحافة العراقية: ان سياسة تجهيل المقاومة العراقية ارضاء للاحتلال ومن معه او خوفا منه، ستكون محطة سوداء في تاريخ الصحافة العربية والعراقية، وانتكاسة لمواثيقها وانحرافا لرسالتها، خاصة وان اعلام المقاومة العراقية استطاع ان يفرض وجوده وارغم العدو على الاقرار بتفوقه وليس حضوره فقط ، كما جاء على لسان وزير الدفاع الامريكي السابق.
واضاف ان الجيش الاسلامي في العراق انزل الاعلاميين المهنيين منزلتهم واكد في منهجيته وسياساته العامة عدم استهدافه لهم وهم يؤدون عملهم المهني، بل عدهم ثروة من ثروات الامة وينبغي الحفاظ عليها ، وقد اثنى امير الجيش الاسلامي على وسائل الاعلام التي تعاملت بمهنية وايجابية مع القضية العراقية عموما والمقاومة بشكل خاص.
وخاطب الجيش الاسلامي الصحفيين العراقيين قائلا: لقد قام زملاء لكم في العراق باداء واجبهم الاعلامي تجاه امتهم وقضاياها المصيرية والمفصلية ، ووظفوا جميع امكانياتهم المتاحة في تقديم اعلام جهادي مقاوم للاحتلال بكل صوره واشكاله ، وما من فصيل يعتد به الا وله موقع رسمي او اكثر يعرض فيه عملياته وبياناته العسكرية والسياسية ورسائله ومواقفه وتعد مصدرا للمعلومات عن العمل الجهادي والمقاوم في العراق ،كما لا يخلو فصيل مقاوم من متحدث رسمي او اكثر التقت بهم وسائل اعلام دولية وعربية ووكالات انباء عالمية ، وما يزال رصيد وسائل الاعلام العراقية كافة من حضورهم صفرا.
وذكر الجيش الاسلامي في رسالته الصحفيين العراقيين بالمواثيق المهنية التي تنظم عمل الصحافة والاعلام والتي تنص في مفهومها العام والخاص على اهمية المسؤولية والمصداقية في نقل المعلومة وان من الاسس المهنية التي يجب على الاعلاميين مراعاتها في تعاملهم مع المعلومة هي الدقة والمصداقية في نقلها، والتثبت من حقيقتها قبل إذاعتها، وقد أكدت جميع مواثيق الشرف الاعلامي ان تكون المعلومات التي يتلقاها الجمهور صحيحة الوقائع ،مشددا على ان من اهم ما اتفقت عليه هذه المواثيق هو دعم وسائل الاعلام والصحافة حق الشعوب المحتلة في التحرر . وان الاعلام الذي ليس له قضية يدافع عنها فانه لن يستطيع ان يكسب ثقة الجماهير.
وطالب الجيش الاسلامي الصحفيين والاعلاميين بتحمل مسؤلياتهم ازاء المقاومة بالقول: عليكم ايها الاعلاميون ان تتداركوا ما فاتكم وتجبروا تقصيركم تجاه مقاومة اجبرت قوات الاحتلال على قرار الانسحاب من العراق، واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة العراقية والعربية والاقليمية عسكريا وشعبيا وسياسيا وإعلاميا ، بل تعدت اثارها وانجازاتها العراق والمنطقة الاقليمية حتى القت بتداعياتها في الولايات المتحدة الامريكية نفسها فتغيرت قيادتها، وارضختها على تبني سياسات اكثر اعتدالا واقرب انصافا للعالم العربي والاسلامي.

وفيما يأتي نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الى الاعلاميين والصحفيين
في الذكرى 140 لتأسيس الصحافة العراقية

الى الاعلاميين والصحفيين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للامم وعلى اله وصحبه وسلم ... اما بعد :
فانه تمر على العراق الذكرى الاربعون بعد المائة لتأسيس الصحافة العراقية ، التي عرفت على مرّ تاريخها بمكانتها وقوة تأثيرها ودورها الاصلاحي للافراد والمجتمع .
الا انها في السنوات الاربعين الاخيرة تعرضت لشتى انواع القيود في ظل نظام اعلامي استبدادي سلطوي ، وما ان جاء الاحتلال الامريكي بشعاراته البراقة من الديمقراطية والحرية والتحرير ، فكان صناع الكلمة من كتاب واعلاميين وصحفيين من ابرز اهداف الاحتلال ومن معه ، اذ بادر الى حل مؤسساتهم والتفريط بحقوقهم ومن ثمّ استهدافهم فكريا ومعاشيا وجسديا، فلم يكن امامهم اما الخضوع لسياسة الاحتلال ومن معه والترويج لها، واما الاغتيال والاختفاء القسري اوالاعتقال التعسفي اوالتهجير والتشريد ، حتى عد العراق اخطر بلد في العمل الاعلامي ولسنوات عدة .
ايها الاعلاميون والصحفيون
انه لمن المؤلم ان نستذكر واياكم هذه المعاني المؤلمة في عيد تأسيس الصحافة العراقية، ولكننا لا نريد التعالي على جراح امتنا اوالهروب من الازمة التي تستهدف هويتنا وحضارتنا ومجتمعاتنا ، وحاضرنا ومستقبلنا وقبل ذلك عقولنا .
وفي ظل هذه الذكرى نود ان نستذكر واياكم بعض الوقفات في محطات العمل الاعلامي والدعوي:
الوقفة الاولى: انها كلمة
تعد الكلمة في الاعلام والصحافة ومن قبلها الدعوة ، هي اصل العمل الاعلامي والدعوي ، ولذلك كانت لها مكانة في الرسالة الاسلامية ، اذ اكد الاسلام على دور الكلمة الطيبة وقدرتها على صناعة حياة طيبة للبشرية ، واما ما سواها من كلمات فلا تجعل الحياة الا نكدا يحيط بها الخبث ( الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها في الارض وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من الارض ما لها من قرار) ، وتميز الاسلام عن باقي المنظومات الفكرية التي اعتنت بالكلمة وادركت مكانتها ومنزلتها في السلم الثقافي والحضاري ، بثنائية الاثر للكلمة احدهما في الحياة الدنيا وهذا قاسم مشترك مع الانظمة الاخرى ، واما الاثر الاخر ففي الحياة الاخرة ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه الى يوم يلقاه ، وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه سخطه الى يوم يلقاه ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام لاحد اصحابه الذي سأل متعجبا : وهل نوآخذ بما نقول؟ ، فيجيب عليه الصلاة والسلام : وهل يكب الناس في نار جهنم الا حصائد السنتهم ، كما اكد الاسلام على احصاء كل ما يبدر من الانسان من كلمات ، يقول الله تعالى : (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
ولا يخفى على احد عظمة الكلمة وخطورة اثرها في الاعلام الذي يتابع وسائله ملايين الناس يوميا.
الوقفة الثانية : دقة المعلومة ومصداقيتها
من الاسس المهنية التي يجب على الاعلاميين مراعاتها في تعاملهم مع المعلومة هي الدقة والمصداقية في نقلها، والتثبت من حقيقتها قبل إذاعتها، وقد أكدت جميع مواثيق الشرف الاعلامي ان تكون المعلومات التي يتلقاها الجمهور صحيحة الوقائع.
وقد اقر الاسلام هذا المبدأ وشدد عليه لما له اثر في المجتمع والدولة ، يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) وفي قراءة (فتثبتوا) ويقول عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما يسمع .
ويأتي هذا الاهتمام بالتثبت وتحري مصداقية المعلومة كونها الجسر الذي يربط الاعلام بالمتلقين ، ولذلك اقرت المواثيق الاعلامية حق الجمهور في المعرفة وتلقي المعلومات وعدتها جوهر العمل الصحفي وغايته .
الوقفة الثالثة: حرية ومسؤولية
نحن نؤمن بما اقرته الشريعة الاسلامية من حرية التعبير الذي هو اصل حرية الصحافة والاعلام ، الا ان هذه الحرية لم تكن مطلقة خشية ان تصبح فوضوية ، ولهذا قرنتها الشريعة السمحاء بالمسؤولية في الدنيا والاخرة ، يقول الله تعالى : :( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) ويقول سبحانه : (وقفوهم انهم مسئولون)
وتسامت الشريعة فاخضعت الجميع للمساءلة والنقد لا فرق بين حاكم ومحكوم ، واعطت هذا الحق لجميع ابناء المجتمع وفي مقدمتهم اصحاب الكلمة وقادة تشكيل الرأي يقول عليه الصلاة والسلام: "لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله ، وكيف يحقر أحدنا نفسه، قال يرى انه عليه مقالا ثم لا يقول به، فيقول الله عز وجل يوم القيامة، ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا، فيقول : خشية الناس ، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى" ، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير ؛ أوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأوصاني أن أقول الحق وان كان مراً" ، ويعدّ عليه الصلاة والسلام الجهر بالحق جهادا بقوله " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " كما عده شهادة في سبيل الله بقوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الشهداء عند الله عز وجل رجل قام إلى والٍ جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتله" ، وجاء رجل الى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له على رؤوس الأشهاد : اتق الله يا عمر ، فغضب بعض الحاضرين من قوله ، وأرادوا أن يسكتوه عن الكلام ، فقال لهم عمر : لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ، وجيئ برجل متهم الى احد خلفاء بني امية فاسكته الخليفة ، فاستنكر الرجل محاولة الخليفة منعه من الكلام والدفاع عن نفسه قائلاً : يقول الله تعالى " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " فيجادل الله تعالى جدالا ، ولا نكلمك كلاما ، فاستحى الخليفة منه وقال : ويحك تكلم بحاجتك كما تشاء .
واقرارا منها لهذين المفهومين جعلت نقابة الصحفيين العراقيين ومن قبلها اتحاد الصحفيين العرب شعارهم يتضمن كلمتين ( الحرية والمسؤولية).
الوقفة الرابعة : الرسالة الاعلامية
ليس هنالك مؤسسة اعلامية او صحفية الا ولها رسالة اعلامية تتبناها وتحرص على تقديمها للجمهور ، ومن هنا كان اهتمام المنظمات والاتحادات والنقابات الاعلامية والصحفية بتحديد رسالتها الاعلامية ، ومن اهم ما اتفقت عليه هذه المؤسسات بجميع خلفياتها ومستوياتها هو دعم وسائل الاعلام والصحافة حق الشعوب المحتلة في التحرر .
فقد نص اعلان اليونسكو حول وسائل الاعلام على ان : وسائل الاعلام تستطيع بما لها من دور ان تساهم مساهمة فعالة لتعزيز حقوق الانسان، وخاصة بالتعبير عن الشعوب المضطهدة التي تناضل ضد الاستعمار والاستعمار الحديث والاحتلال الاجنبي وكل مظاهر التمييز العنصري والاضطهاد والتي لا تستطيع ان تجعل اصواتها مسموعة داخل اراضيها ، كما نص ميثاق الشرف الاعلامي العربي على التزام الاعلاميين باهداف الجماهير وحق الامة العربية في وحدتها وحريتها وتقدمها ، وجاء في المادة السادسة منه : تلتزم وسائل الاعلام العربية بالنضال ضد الاستعمار بجميع اشكاله والعدوان بمختلف اساليبه .
واما مواثيق الشرف الاعلامي الاسلامية فقد اكدت جميعها على هذه الرسالة ، فقد نص ميثاق اتحاد الاذاعات الاسلامية في المادة الخامسة منه على ان : يلتزم الاذاعيون المسلمون بالجهاد ضد الاستعمار بكافة اشكاله والعدوان بشتى صوره ، في حين الزم ميثاق جاكارتا للاعلام الاسلامي جميع الاعلاميين الاسلاميين بذلك في مادته الرابعة التي تنص : يتعهدون بالمجاهدة من اجل تحرير فلسطين وفي مقدمتها القدس وكافة الاقطار الاسلامية المضطهدة.
ايها الاعلاميون والصحفيون
اذا كنا على سبيل الافتراض نتفهم الحصار الاعلامي الذي فرضته الادارة الامريكية وما قامت به من دعاية وحرب نفسية استندت على الشائعات والاكاذيب، والمصطلحات المموهة، والوقائع المحرفة والمعلومات المغلوطة، وقبل ذاك طمس الحقائق ، ضمن سياساتها الاعلامية سواء في بركة الانباء او الاعلام المرافق او شراء الكلمة او الاعلام الموجه في حرب الافكار.
فكيف يرضى الاعلاميون والصحفيون سواء في الدول العربية والاسلامية او في العراق ان يكونوا اذلاء ضمن سياسة التبعية للاعلام الامريكي بشكل عام وفي ظل الاحتلال بشكل خاص، وان يتنكروا للوائح شرف المهنة التي عرضنا قبل قليل جانبا منها .
ايها الاعلاميون : لقد قام زملاء لكم في العراق باداء واجبهم الاعلامي تجاه امتهم وقضاياها المصيرية والمفصلية ، ووظفوا جميع امكانياتهم المتاحة في تقديم اعلام جهادي مقاوم للاحتلال بكل صوره واشكاله ؛ فهنالك مايزيد عن 100 اصدار مرئي لفصائل المقاومة العراقية منها 10 باللغة الانكليزية . وهنالك عشرات المواقع الالكترونية الرسمية لهذه الفصائل وباكثر من لغة حية ، وما من فصيل يعتد به الا وله موقع رسمي او اكثر يعرض فيه عملياته وبياناته العسكرية والسياسية ورسائله ومواقفه وتعد مصدرا للمعلومات عن العمل الجهادي والمقاوم في العراق.
كما لا يخلو فصيل مقاوم من متحدث رسمي او اكثر التقت بهم وسائل اعلام دولية وعربية ووكالات انباء عالمية ، وما يزال رصيد وسائل الاعلام العراقية كافة من حضورهم صفرا.
ان سياسة تجهيل المقاومة العراقية ارضاء للاحتلال ومن معه او خوفا منه، ستكون محطة سوداء في تاريخ الصحافة العربية والعراقية، وانتكاسة لمواثيقها وانحرافا لرسالتها، خاصة وان اعلام المقاومة العراقية استطاع ان يفرض وجوده وارغم العدو على الاقرار بتفوقه وليس حضوره فقط ، كما جاء على لسان وزير الدفاع الامريكي السابق.
عليكم ايها الاعلاميون ان تتداركوا ما فاتكم وتجبروا تقصيركم تجاه مقاومة اجبرت قوات الاحتلال على قرار الانسحاب من العراق، واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة العراقية والعربية والاقليمية عسكريا وشعبيا وسياسيا وإعلاميا ، بل تعدت اثارها وانجازاتها العراق والمنطقة الاقليمية حتى القت بتداعياتها في الولايات المتحدة الامريكية نفسها فتغيرت قيادتها، وارضختها على تبني سياسات اكثر اعتدالا واقرب انصافا للعالم العربي والاسلامي.
واليوم تدرك ادارة الاحتلال رغم كل عمليات الاستهداف والضغط الخارجي والداخلي التي مارستها ضد المقاومة العراقية فان هذه المقاومة تنضج وتتوسع وتبدع وتطاول ولم يعد امامها سوى التعامل مع المقاومة كحقيقة لا يمكن تجاوزها او القضاء عليها.
لقد ادى الاعلام المقاوم في الجيش الاسلامي في العراق مع باقي فصائل المقاومة وما يزال دوره الميداني واستطاع ان يبلغ رسالته بما هو متاح رغم افتقاره الى وسائل اعلام جماهيرية ، وبقي على الاعلام العربي والاسلامي عموما والاعلام العراقي المهني خصوصا ان يقوم بدوره بان يوظف عطاء وانجازات الاعلام الميداني بحرفية وتنوع ليوصل رسالة المقاومة وثقافتها الى جمهوره وينتقل باعلام المقاومة من الخطاب الميداني المحدود الى الخطاب الجماهيري الواسع.
لقد استطاع اعلام المقاومة ان يقدم المعلومات، وعلى الاعلام الجماهيري تحليلها وتفسيرها وادارة الحوار حول قضاياها لترسيخها في عقول الجماهير، والعمل على اعادة تشكيلها وصياغتها وفق ثقافة المقاومة لتواجه الثقافة الانهزامية والاستسلامية التي تروج لها وترسخها وسائل الاعلام الامريكية والغربية والعربية المنقادة لها.

ايها الاعلاميون المهنيون
ان الجيش الاسلامي في العراق انزل الاعلاميين المهنيين منزلتهم واكد في منهجيته وسياساته العامة عدم استهدافه لهم وهم يؤدون عملهم المهني، بل عدهم ثروة من ثروات الامة وينبغي الحفاظ عليها ، ودعا في برنامجه السياسي الى اقامة اعلام حر ونزيه ، وقد اثنى امير الجيش الاسلامي (حفظه الله) على وسائل الاعلام التي تعاملت بمهنية وايجابية مع القضية العراقية عموما والمقاومة بشكل خاص.
اننا اذ نبارك للاعلاميين والصحفيين ذكرى تأسيس الصحافة العراقية فاننا ندعوهم الى مزيد من التفاعلية والتواصلية مع المقاومة العراقية بجناحيها العسكري والسياسي، وتعزيز حضورها في برامجهم ومهرجاناتهم ومؤتمراتهم خاصة في هذه المرحلة اذ اصبح يوم النصر وتحرير البلاد قريبا.
واخيرا نذكرهم في هذا اليوم بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه قضايا امتهم ووطنهم ، وانها لمسؤولية شرعية وتاريخية ومهنية ووطنية ، امام الله والتاريخ والاجيال وانفسهم .

اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد

الجيش الاسلامي في العراق
22 جمادي الاخرة 1430
15/ 6/ 2009

6/19/2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.