اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    بيل جيتس يخطط للتبرع بكل ثروته البالغة نحو 200 مليار دولار    اعرف أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم... البلاميطا ب100 جنيه    لقاء خارج عن المألوف بين ترامب ووزير إسرائيلي يتجاوز نتنياهو    إصابة 5 أشخاص بحالات اختناق بينهم 3 اطفال في حريق منزل بالقليوبية    مروان موسى عن ألبومه: مستوحى من حزني بعد فقدان والدتي والحرب في غزة    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    طريقة عمل العجة المقلية، أكلة شعبية لذيذة وسريعة التحضير    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    وزيرة البيئة: تكلفة تأخير العمل على مواجهة التغير المناخى أعلى بكثير من تكلفة التكيف معه    المهمة الأولى ل الرمادي.. تشكيل الزمالك المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا    ستحدث أزمة لتعدد النجوم.. دويدار يفاجئ لاعبي الأهلي بهذا التصريح    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    الخارجية الأمريكية: لا علاقة لصفقة المعادن بمفاوضات التسوية الأوكرانية    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    تسلا تضيف موديل «Y» بنظام دفع خلفي بسعر يبدأ من 46.630 دولارًا    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    الأهلي يقترب من الإتفاق مع جوميز.. تفاصيل التعاقد وموعد الحسم    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 9 مايو 2025    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    بوتين وزيلينسكى يتطلعان لاستمرار التعاون البناء مع بابا الفاتيكان الجديد    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    كيفية استخراج كعب العمل أونلاين والأوراق المطلوبة    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش الإسلامي العراقي يدعو الصحفيين إلى تبني إعلام المقاومة والاستعداد ليوم النصر
نشر في الشعب يوم 20 - 06 - 2009

دعا الجيش الاسلامي في العراق الصحفيين والاعلاميين العراقيين الى النهوض بالمسؤولية الاعلامية والمهنية الملقاة على عاتقهم ازاء المقاومة في العراق وابراز انجازاتها الكبيرة التي اجبرت الاحتلال على الاذعان وتحديد جدول لانسحابه والتحدث بلغة المفاوضات والدبلوماسية واعطاء المقاومة المكانة التي تستحق.
وقال في رسالة وجهها الجيش الاسلامي الذي يعد من ابرز فصائل المقاومة العراقية التي تقاتل الاحتلال الى الصحفيين العراقيين وهم يحتفلون بالذكرى الاربعين بعد المائة لتأسيس الصحافة العراقية: ان سياسة تجهيل المقاومة العراقية ارضاء للاحتلال ومن معه او خوفا منه، ستكون محطة سوداء في تاريخ الصحافة العربية والعراقية، وانتكاسة لمواثيقها وانحرافا لرسالتها، خاصة وان اعلام المقاومة العراقية استطاع ان يفرض وجوده وارغم العدو على الاقرار بتفوقه وليس حضوره فقط ، كما جاء على لسان وزير الدفاع الامريكي السابق.
واضاف ان الجيش الاسلامي في العراق انزل الاعلاميين المهنيين منزلتهم واكد في منهجيته وسياساته العامة عدم استهدافه لهم وهم يؤدون عملهم المهني، بل عدهم ثروة من ثروات الامة وينبغي الحفاظ عليها ، وقد اثنى امير الجيش الاسلامي على وسائل الاعلام التي تعاملت بمهنية وايجابية مع القضية العراقية عموما والمقاومة بشكل خاص.
وخاطب الجيش الاسلامي الصحفيين العراقيين قائلا: لقد قام زملاء لكم في العراق باداء واجبهم الاعلامي تجاه امتهم وقضاياها المصيرية والمفصلية ، ووظفوا جميع امكانياتهم المتاحة في تقديم اعلام جهادي مقاوم للاحتلال بكل صوره واشكاله ، وما من فصيل يعتد به الا وله موقع رسمي او اكثر يعرض فيه عملياته وبياناته العسكرية والسياسية ورسائله ومواقفه وتعد مصدرا للمعلومات عن العمل الجهادي والمقاوم في العراق ،كما لا يخلو فصيل مقاوم من متحدث رسمي او اكثر التقت بهم وسائل اعلام دولية وعربية ووكالات انباء عالمية ، وما يزال رصيد وسائل الاعلام العراقية كافة من حضورهم صفرا.
وذكر الجيش الاسلامي في رسالته الصحفيين العراقيين بالمواثيق المهنية التي تنظم عمل الصحافة والاعلام والتي تنص في مفهومها العام والخاص على اهمية المسؤولية والمصداقية في نقل المعلومة وان من الاسس المهنية التي يجب على الاعلاميين مراعاتها في تعاملهم مع المعلومة هي الدقة والمصداقية في نقلها، والتثبت من حقيقتها قبل إذاعتها، وقد أكدت جميع مواثيق الشرف الاعلامي ان تكون المعلومات التي يتلقاها الجمهور صحيحة الوقائع ،مشددا على ان من اهم ما اتفقت عليه هذه المواثيق هو دعم وسائل الاعلام والصحافة حق الشعوب المحتلة في التحرر . وان الاعلام الذي ليس له قضية يدافع عنها فانه لن يستطيع ان يكسب ثقة الجماهير.
وطالب الجيش الاسلامي الصحفيين والاعلاميين بتحمل مسؤلياتهم ازاء المقاومة بالقول: عليكم ايها الاعلاميون ان تتداركوا ما فاتكم وتجبروا تقصيركم تجاه مقاومة اجبرت قوات الاحتلال على قرار الانسحاب من العراق، واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة العراقية والعربية والاقليمية عسكريا وشعبيا وسياسيا وإعلاميا ، بل تعدت اثارها وانجازاتها العراق والمنطقة الاقليمية حتى القت بتداعياتها في الولايات المتحدة الامريكية نفسها فتغيرت قيادتها، وارضختها على تبني سياسات اكثر اعتدالا واقرب انصافا للعالم العربي والاسلامي.

وفيما يأتي نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الى الاعلاميين والصحفيين
في الذكرى 140 لتأسيس الصحافة العراقية

الى الاعلاميين والصحفيين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للامم وعلى اله وصحبه وسلم ... اما بعد :
فانه تمر على العراق الذكرى الاربعون بعد المائة لتأسيس الصحافة العراقية ، التي عرفت على مرّ تاريخها بمكانتها وقوة تأثيرها ودورها الاصلاحي للافراد والمجتمع .
الا انها في السنوات الاربعين الاخيرة تعرضت لشتى انواع القيود في ظل نظام اعلامي استبدادي سلطوي ، وما ان جاء الاحتلال الامريكي بشعاراته البراقة من الديمقراطية والحرية والتحرير ، فكان صناع الكلمة من كتاب واعلاميين وصحفيين من ابرز اهداف الاحتلال ومن معه ، اذ بادر الى حل مؤسساتهم والتفريط بحقوقهم ومن ثمّ استهدافهم فكريا ومعاشيا وجسديا، فلم يكن امامهم اما الخضوع لسياسة الاحتلال ومن معه والترويج لها، واما الاغتيال والاختفاء القسري اوالاعتقال التعسفي اوالتهجير والتشريد ، حتى عد العراق اخطر بلد في العمل الاعلامي ولسنوات عدة .
ايها الاعلاميون والصحفيون
انه لمن المؤلم ان نستذكر واياكم هذه المعاني المؤلمة في عيد تأسيس الصحافة العراقية، ولكننا لا نريد التعالي على جراح امتنا اوالهروب من الازمة التي تستهدف هويتنا وحضارتنا ومجتمعاتنا ، وحاضرنا ومستقبلنا وقبل ذلك عقولنا .
وفي ظل هذه الذكرى نود ان نستذكر واياكم بعض الوقفات في محطات العمل الاعلامي والدعوي:
الوقفة الاولى: انها كلمة
تعد الكلمة في الاعلام والصحافة ومن قبلها الدعوة ، هي اصل العمل الاعلامي والدعوي ، ولذلك كانت لها مكانة في الرسالة الاسلامية ، اذ اكد الاسلام على دور الكلمة الطيبة وقدرتها على صناعة حياة طيبة للبشرية ، واما ما سواها من كلمات فلا تجعل الحياة الا نكدا يحيط بها الخبث ( الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها في الارض وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من الارض ما لها من قرار) ، وتميز الاسلام عن باقي المنظومات الفكرية التي اعتنت بالكلمة وادركت مكانتها ومنزلتها في السلم الثقافي والحضاري ، بثنائية الاثر للكلمة احدهما في الحياة الدنيا وهذا قاسم مشترك مع الانظمة الاخرى ، واما الاثر الاخر ففي الحياة الاخرة ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه الى يوم يلقاه ، وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه سخطه الى يوم يلقاه ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام لاحد اصحابه الذي سأل متعجبا : وهل نوآخذ بما نقول؟ ، فيجيب عليه الصلاة والسلام : وهل يكب الناس في نار جهنم الا حصائد السنتهم ، كما اكد الاسلام على احصاء كل ما يبدر من الانسان من كلمات ، يقول الله تعالى : (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
ولا يخفى على احد عظمة الكلمة وخطورة اثرها في الاعلام الذي يتابع وسائله ملايين الناس يوميا.
الوقفة الثانية : دقة المعلومة ومصداقيتها
من الاسس المهنية التي يجب على الاعلاميين مراعاتها في تعاملهم مع المعلومة هي الدقة والمصداقية في نقلها، والتثبت من حقيقتها قبل إذاعتها، وقد أكدت جميع مواثيق الشرف الاعلامي ان تكون المعلومات التي يتلقاها الجمهور صحيحة الوقائع.
وقد اقر الاسلام هذا المبدأ وشدد عليه لما له اثر في المجتمع والدولة ، يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) وفي قراءة (فتثبتوا) ويقول عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما يسمع .
ويأتي هذا الاهتمام بالتثبت وتحري مصداقية المعلومة كونها الجسر الذي يربط الاعلام بالمتلقين ، ولذلك اقرت المواثيق الاعلامية حق الجمهور في المعرفة وتلقي المعلومات وعدتها جوهر العمل الصحفي وغايته .
الوقفة الثالثة: حرية ومسؤولية
نحن نؤمن بما اقرته الشريعة الاسلامية من حرية التعبير الذي هو اصل حرية الصحافة والاعلام ، الا ان هذه الحرية لم تكن مطلقة خشية ان تصبح فوضوية ، ولهذا قرنتها الشريعة السمحاء بالمسؤولية في الدنيا والاخرة ، يقول الله تعالى : :( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) ويقول سبحانه : (وقفوهم انهم مسئولون)
وتسامت الشريعة فاخضعت الجميع للمساءلة والنقد لا فرق بين حاكم ومحكوم ، واعطت هذا الحق لجميع ابناء المجتمع وفي مقدمتهم اصحاب الكلمة وقادة تشكيل الرأي يقول عليه الصلاة والسلام: "لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله ، وكيف يحقر أحدنا نفسه، قال يرى انه عليه مقالا ثم لا يقول به، فيقول الله عز وجل يوم القيامة، ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا، فيقول : خشية الناس ، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى" ، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير ؛ أوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأوصاني أن أقول الحق وان كان مراً" ، ويعدّ عليه الصلاة والسلام الجهر بالحق جهادا بقوله " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " كما عده شهادة في سبيل الله بقوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الشهداء عند الله عز وجل رجل قام إلى والٍ جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتله" ، وجاء رجل الى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له على رؤوس الأشهاد : اتق الله يا عمر ، فغضب بعض الحاضرين من قوله ، وأرادوا أن يسكتوه عن الكلام ، فقال لهم عمر : لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ، وجيئ برجل متهم الى احد خلفاء بني امية فاسكته الخليفة ، فاستنكر الرجل محاولة الخليفة منعه من الكلام والدفاع عن نفسه قائلاً : يقول الله تعالى " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " فيجادل الله تعالى جدالا ، ولا نكلمك كلاما ، فاستحى الخليفة منه وقال : ويحك تكلم بحاجتك كما تشاء .
واقرارا منها لهذين المفهومين جعلت نقابة الصحفيين العراقيين ومن قبلها اتحاد الصحفيين العرب شعارهم يتضمن كلمتين ( الحرية والمسؤولية).
الوقفة الرابعة : الرسالة الاعلامية
ليس هنالك مؤسسة اعلامية او صحفية الا ولها رسالة اعلامية تتبناها وتحرص على تقديمها للجمهور ، ومن هنا كان اهتمام المنظمات والاتحادات والنقابات الاعلامية والصحفية بتحديد رسالتها الاعلامية ، ومن اهم ما اتفقت عليه هذه المؤسسات بجميع خلفياتها ومستوياتها هو دعم وسائل الاعلام والصحافة حق الشعوب المحتلة في التحرر .
فقد نص اعلان اليونسكو حول وسائل الاعلام على ان : وسائل الاعلام تستطيع بما لها من دور ان تساهم مساهمة فعالة لتعزيز حقوق الانسان، وخاصة بالتعبير عن الشعوب المضطهدة التي تناضل ضد الاستعمار والاستعمار الحديث والاحتلال الاجنبي وكل مظاهر التمييز العنصري والاضطهاد والتي لا تستطيع ان تجعل اصواتها مسموعة داخل اراضيها ، كما نص ميثاق الشرف الاعلامي العربي على التزام الاعلاميين باهداف الجماهير وحق الامة العربية في وحدتها وحريتها وتقدمها ، وجاء في المادة السادسة منه : تلتزم وسائل الاعلام العربية بالنضال ضد الاستعمار بجميع اشكاله والعدوان بمختلف اساليبه .
واما مواثيق الشرف الاعلامي الاسلامية فقد اكدت جميعها على هذه الرسالة ، فقد نص ميثاق اتحاد الاذاعات الاسلامية في المادة الخامسة منه على ان : يلتزم الاذاعيون المسلمون بالجهاد ضد الاستعمار بكافة اشكاله والعدوان بشتى صوره ، في حين الزم ميثاق جاكارتا للاعلام الاسلامي جميع الاعلاميين الاسلاميين بذلك في مادته الرابعة التي تنص : يتعهدون بالمجاهدة من اجل تحرير فلسطين وفي مقدمتها القدس وكافة الاقطار الاسلامية المضطهدة.
ايها الاعلاميون والصحفيون
اذا كنا على سبيل الافتراض نتفهم الحصار الاعلامي الذي فرضته الادارة الامريكية وما قامت به من دعاية وحرب نفسية استندت على الشائعات والاكاذيب، والمصطلحات المموهة، والوقائع المحرفة والمعلومات المغلوطة، وقبل ذاك طمس الحقائق ، ضمن سياساتها الاعلامية سواء في بركة الانباء او الاعلام المرافق او شراء الكلمة او الاعلام الموجه في حرب الافكار.
فكيف يرضى الاعلاميون والصحفيون سواء في الدول العربية والاسلامية او في العراق ان يكونوا اذلاء ضمن سياسة التبعية للاعلام الامريكي بشكل عام وفي ظل الاحتلال بشكل خاص، وان يتنكروا للوائح شرف المهنة التي عرضنا قبل قليل جانبا منها .
ايها الاعلاميون : لقد قام زملاء لكم في العراق باداء واجبهم الاعلامي تجاه امتهم وقضاياها المصيرية والمفصلية ، ووظفوا جميع امكانياتهم المتاحة في تقديم اعلام جهادي مقاوم للاحتلال بكل صوره واشكاله ؛ فهنالك مايزيد عن 100 اصدار مرئي لفصائل المقاومة العراقية منها 10 باللغة الانكليزية . وهنالك عشرات المواقع الالكترونية الرسمية لهذه الفصائل وباكثر من لغة حية ، وما من فصيل يعتد به الا وله موقع رسمي او اكثر يعرض فيه عملياته وبياناته العسكرية والسياسية ورسائله ومواقفه وتعد مصدرا للمعلومات عن العمل الجهادي والمقاوم في العراق.
كما لا يخلو فصيل مقاوم من متحدث رسمي او اكثر التقت بهم وسائل اعلام دولية وعربية ووكالات انباء عالمية ، وما يزال رصيد وسائل الاعلام العراقية كافة من حضورهم صفرا.
ان سياسة تجهيل المقاومة العراقية ارضاء للاحتلال ومن معه او خوفا منه، ستكون محطة سوداء في تاريخ الصحافة العربية والعراقية، وانتكاسة لمواثيقها وانحرافا لرسالتها، خاصة وان اعلام المقاومة العراقية استطاع ان يفرض وجوده وارغم العدو على الاقرار بتفوقه وليس حضوره فقط ، كما جاء على لسان وزير الدفاع الامريكي السابق.
عليكم ايها الاعلاميون ان تتداركوا ما فاتكم وتجبروا تقصيركم تجاه مقاومة اجبرت قوات الاحتلال على قرار الانسحاب من العراق، واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة العراقية والعربية والاقليمية عسكريا وشعبيا وسياسيا وإعلاميا ، بل تعدت اثارها وانجازاتها العراق والمنطقة الاقليمية حتى القت بتداعياتها في الولايات المتحدة الامريكية نفسها فتغيرت قيادتها، وارضختها على تبني سياسات اكثر اعتدالا واقرب انصافا للعالم العربي والاسلامي.
واليوم تدرك ادارة الاحتلال رغم كل عمليات الاستهداف والضغط الخارجي والداخلي التي مارستها ضد المقاومة العراقية فان هذه المقاومة تنضج وتتوسع وتبدع وتطاول ولم يعد امامها سوى التعامل مع المقاومة كحقيقة لا يمكن تجاوزها او القضاء عليها.
لقد ادى الاعلام المقاوم في الجيش الاسلامي في العراق مع باقي فصائل المقاومة وما يزال دوره الميداني واستطاع ان يبلغ رسالته بما هو متاح رغم افتقاره الى وسائل اعلام جماهيرية ، وبقي على الاعلام العربي والاسلامي عموما والاعلام العراقي المهني خصوصا ان يقوم بدوره بان يوظف عطاء وانجازات الاعلام الميداني بحرفية وتنوع ليوصل رسالة المقاومة وثقافتها الى جمهوره وينتقل باعلام المقاومة من الخطاب الميداني المحدود الى الخطاب الجماهيري الواسع.
لقد استطاع اعلام المقاومة ان يقدم المعلومات، وعلى الاعلام الجماهيري تحليلها وتفسيرها وادارة الحوار حول قضاياها لترسيخها في عقول الجماهير، والعمل على اعادة تشكيلها وصياغتها وفق ثقافة المقاومة لتواجه الثقافة الانهزامية والاستسلامية التي تروج لها وترسخها وسائل الاعلام الامريكية والغربية والعربية المنقادة لها.

ايها الاعلاميون المهنيون
ان الجيش الاسلامي في العراق انزل الاعلاميين المهنيين منزلتهم واكد في منهجيته وسياساته العامة عدم استهدافه لهم وهم يؤدون عملهم المهني، بل عدهم ثروة من ثروات الامة وينبغي الحفاظ عليها ، ودعا في برنامجه السياسي الى اقامة اعلام حر ونزيه ، وقد اثنى امير الجيش الاسلامي (حفظه الله) على وسائل الاعلام التي تعاملت بمهنية وايجابية مع القضية العراقية عموما والمقاومة بشكل خاص.
اننا اذ نبارك للاعلاميين والصحفيين ذكرى تأسيس الصحافة العراقية فاننا ندعوهم الى مزيد من التفاعلية والتواصلية مع المقاومة العراقية بجناحيها العسكري والسياسي، وتعزيز حضورها في برامجهم ومهرجاناتهم ومؤتمراتهم خاصة في هذه المرحلة اذ اصبح يوم النصر وتحرير البلاد قريبا.
واخيرا نذكرهم في هذا اليوم بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه قضايا امتهم ووطنهم ، وانها لمسؤولية شرعية وتاريخية ومهنية ووطنية ، امام الله والتاريخ والاجيال وانفسهم .

اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد

الجيش الاسلامي في العراق
22 جمادي الاخرة 1430
15/ 6/ 2009

6/19/2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.