خدعوك فقالوا ان الفرنسى المغامر فرديناند ديلسبس كان مهندس مشروع حفر قناة السويس ، وان دور المصريين فى الحفر الذى استمر 10 سنوات وانتهى باحتفالية الافتتاح التاريخيه فى 1859 والتى تحل ذكراها ال 145 الثلاثاء المقبل 13 نوفمبر لم يتعد ادوار العمال والفواعلية بالسخره او بالاجرة .. وخدع ديلسبس العالم بادعائه أن الفكرة والمشروع والانجاز فرنسى خالص من ناحية القائمين عليه من مهندسين كبار صاغوا رسومه الهندسية واشرفوا على التنفيذ. اما الحقيقه التى غابت لاكثر من 145 عاما وتكشف عنها (الاهرام) اليوم لترد اعتبارصاحبها فتشير لاسم حسين سليمان القلعى المهندس المصرى الذى شارك ديلسبس والمهندسين الفرنسيين فى الانجاز التاريخى من البدايه وحتى النهايه وتعمدوا هم وعلى رأسهم ديلسبس نفسه انكار دوره واغفال عطائه حتى مات كمدا وعمره لايتعد 45 عاما بعد شهور قليله من حفل الافتتاح القصه يرويها حفيده محمد القلعى( 72 عاما ) الضابط السابق بالشئون المعنويه بالقوات المسلحه ومخرج الافلام التسجيليه المعروف والمقيم ببورسعيد وتحديدا على بعد امتار من موقع دق اول معول لحفر قناة السويس فى 5 ابريل 1859 (فى المدخل الشمالى للمجرى الملاحى بمحاذاة قاعده تمثال ديلسبس الخاليه) والذى كان جده شاهدا على المشهد الاول للحفر .. ويقول القلعى الحفيد: ان ديلسبس تعرف على جده حسين فى باريس حيث كان يدرس الهندسه ضمن بعثات محمد على التى انتظمت حتى البعثه التاسعه عام 1847 .. وتحدثا سويا عن مشروع شق قناة تربط البحرين الابيض والاحمر .. وتلاقت اراؤهما فى البنود الاساسيه للتنفيذ .. ومع نجاح ديلسبس فى الحصول على امتياز المشروع من الخديوى سعيد باشا طلب الاستعانه بالمهندس الشاب حسين القلعى واستجاب له الخديوى .. ليكون لمصر ممثل فى فريق مهندسى المشروع وبعد 10 اعوام من الجهد والعرق قضاها المهندس المصرى الوحيد فى الاشراف على تنفيذ المشروع جاءت اللحظه التى انتظرها وحلم بها لحظة تدشين الملاحه بالقناه فى حفل الافتتاح التاريخى الذى اقيم فى 11 نوفمبر 1869 بحضور الخديو اسماعيل وضيوفه من ملوك وامراء اوروبا .. وتتوالى الخطب لتشيد باصحاب الانجاز .. ويطول انتظار القلعى لسماع اسمه مقرونا باسم مصر ولكن هيهات فقد تجاهله ديلسبس ومعاونيه .. واكتفوا بما منحه له الخديوى من مكافأة لنهاية الخدمه وتمثلت فى عربه بجوادين و4 أسهم بشركة القناه ورتبة البكويه ويضيف الحفيد : جاء تجاهل دور المهندس الشاب ليفجر غضبه وغضب اسرته التى كانت تقيم فى حى الصنادقية بالقاهره .. الباحثين عن مجد وتاريخ يسجل لمصر وللاسره وهو مادفعهم لحرق الاسهم الاربعه ردا على موقف ديلسبس الناكر لدور ابنهم والذى أصيب بعدها بنزله شعبيه تحولت لمرض السل ليموت بعد شهور قليله من افتتاحالقناه تاركا وراءه مكافاة نهاية الخدمه التى ارادها معنويه وليست ماديه ويختتم محمد القلعى الحفيد - مخرج فيلم «الشرارة» أحد أشهر الافلام التسجيليه عن حرب اكتوبر – قصة جده بمطالبة المسئولين عن التعليم والمناهج الدراسيه بانصاف جده وذكر قصته بكتب التاريخ ليعرف المصريين حقيقة وجود المصريين فى اعلى مستويات مشروع حفر القناه ، كما طالب وزارة الثقافة وهيئة قناة السويس والقائمين علىالمتاحف المصريه بعرض صور جده واللوحه التى رسمها الفنان العالمى دارجو لحفل افتتاح القناه والتى ضمت الخديوى اسماعيل وكبار ضيوفه والى جانبهم المهندس حسين القلعى ممتطيا حصانه مشيرا لسابقة طلب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تكريم المهندس المصرى، وانفراد الكاتب الصحفى الراحل صلاح جلال بالاشاره لقصته بمجلة اخر ساعه يوم 4 يونيه 1956 ضمن تحقيق نشره بمجلة اخر ساعة عن القناه بتكليف من رئيس تحرير المجله آنذاك الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل وكان بمثابة التمهيد الاعلامى لقرار تأميم قناة السويس الذى اعلنه الزعيم عبد الناصر بعد 52 يوما فقط بالاسكندرية.