في مثل هذه الأيام منذ 145 عاما، أخطر "مسيو ديليسبس " - مهندس حفر قناة السويس- محافظة بورسعيد بأن الخديوى اسماعيل قد أمر ببدء إعداد الزينات وتجهيز الشوارع وتهيئة الأهالي استعدادا لحفل الافتتاح، ذلك الحفل الذي أقرت أوجيني- امبراطورة فرنسا- أنها لم تر في فخامته، وخاصة ذلك المشهد المهيب الذي اصطف فيه أفراد الجيش والأسطول المصري على ضفاف القناة. وبعد عام من الآن- أو أقل قليلا- سيكون العالم على موعد مع انجاز جديد يحققه المصريون ليضاف الى انجاز الأجداد، لن يثنيهم عن تحقيقه أي ارهاب، ولن يمنعهم من إتمامه حفنة من القتلة المجرمين، بل ربما يزيدهم صلابة، ويقوي اصرارهم على الوصول إلى هدفهم، وتعطيل أي مخططات لهزيمتهم.. أغسطس المقبل سيكون موعد اكتمال انجاز في القناة الجديدة، ليتوافق مع تاريخ الانتهاء من حفر القناة الاولى واكتمال اتصال مياه البحرين الاحمر والمتوسط. المصور الفنان سمير الغزولي أهدى لنا من أرشيفه تلك المجموعة النادرة من الصور والتي التقطتها عدسة الروسي كازالوزكي- المصور الخاص للامبراطورة اوجيني- وذلك في عام 1859 حيث كانت أعمال الحفر قد بدأت، ومن بينها واحدة لدليسبس، وهي صورة نادرة، يعلق عليها الغزولي قائلا: لم يكن شكل ديليسبس معروفا حتى فترة قريبة، لدرجة ان المتحف الحربي يضم رسمة له تصوره رجلا أصلع ! ومن هنا تأتي أهمية تلك المجموعة النادرة من الصور..