اعتبرتها التايم من أفضل 100رواية مكتوبة بالإنجليزية منذ عام 1923 وحتى الآن - مازال الانقلاب يترنح، والأجهزة الأمنية مصابة بالرعب، وإعلام الفلول يشن حملة ضخمة على طالب جامعة لم يحمل قنبلة أو مسدسا بل حمل رواية لكاتب أجنبي، فوصموه ب"الإرهاب"، ووجهوا له الاتهامات، وفي خلال ساعات قد نجده خلف القضبان في سجون المحروسة بعد اعتقال طالب جامعي في محيط جامعة القاهرة متلبسا بحمل رواية تحمل اسم 1984، أصبح الآن في مصر مصادرة الفكر والعقول لمجرد حمل رواية مترجمة، فما السر حول هذه الرواية؟! 1984، رواية دستورية من تأليف جورج أورويل، قدمها في عام 1949، والتي كان يتنبأ من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته، وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم، بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء؛ حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي. لقد وصف جورج أورويل بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية، ومن ثم سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب؛ ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف، وليس لديهم طموحات أو آمال؛ حيث يعملون كالآلات؛ خوفا من الأخ الأكبر، ولينالوا رضاه؛ لأنه يراقبهم على مدار الساعة. المستخلص الأهم من الرواية: لا يمكن الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد إلا عبر التوفيق بين المتناقضات. من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي. كلما ازداد الحزب قوة ومنعة؛ قلت درجة تسامحه، وكلما ضعف معارضو السلطة؛ اشتدت قبضة الاستبداد والطغيان. إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي, فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر. كما كانت هذه الرواية في وقت من الأوقات تعد ثورية وخطرة سياسيًّا؛ مما أدى إلى منعها من المكتبات في عدد من الدول التي كانت محكومة بحكومات متطرفة شمولية منذ عشرات السنوات، وأمس فقط تم حظر تداولها في مصر، بعد ضبط طالب جامعي في جامعة القاهرة بتهمة حمل الرواية؛ بالإضافة إلى كشكول يحمل مقالات عن الخلافة الإسلامية. هذا وقد اختارت مجلة التايم الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية منذ عام 1923 وحتى الآن؛ وقد تم ترجمتها إلى 62 لغة. ملخص الرواية: تدور أحداث رواية 1984 في (المستقبل) بمدينة لندن عام 1984؛ حيث "وينستن سميث"، موظف ذو 39 عامًا من العمر، وهو يعمل موظفا في وزارة الحقيقة، أي أنه صحفي يراقبه رجال الشرطة، ويراقبه جيرانه، رغم أنه ليس مجرمًا، وليس ملاحقًا، ولكن الرقابة نوع من السلوكيات اللاإرادية التي يقوم بها الجيران ضد جيرانهم؛ لذلك يصبح "سميث" تحت عين "أوبرين"، صديقه وعضو الحزب الذي يراقبه عن كثب. يميل سميث إلى زميلته في العمل جوليا التي ترتدي حزامًا قرمزيًّا، الذي يرمز إلى عضويتها في الاتحاد ضد الجنس الآخر والقاسم المشترك بينها وبين سميث، هو كره الحزب الذي يمنعهما من الالتقاء أو الزواج ولكنهما يلتقيان سرًّا، وعندما يكتشف أمرهما يرسلان إلى وزارة الحب التي هي نوع من مراكز التأهيل للعودة إلى حياة الوحدة دون حب الآخر ويفصل سميث عن جوليا، بل يتعرض لتعذيب نفسي شديد وعبر صور مرعبة وتحت هذا الضغط الشديد يصرخ سميث مطالبًا بمعاقبة جوليا حبيبته.