أعادت سلطات الاحتلال فتح "المسجد الأقصى" فجر اليوم الجمعة بعد غلقه لأول مرة منذ عام 1967، لكنها فرضت حوله إجراءات وحراسات أمنية مشددة عقب دعوات فلسطينية إلى يوم غضب. وأكد مراسل "الجزيرة" في "القدسالمحتلة" "وليد العمري" إن سلطات الاحتلال أعادت فتح الأقصى للمصلين الفلسطينيين لتأدية صلاة الفجر، لكنها قررت منع من هم دون الخمسين عاما من الوصول إليه. وأضاف: أن قوات صهيونية كبيرة نُشرت في محيط المسجد الأقصى وعند مداخل "البلدة القديمة"، مشيرا إلى أن الاستنفار الأمني شمل المدينة كلها. وجاء الاستنفار الصهيونى بعد المواجهات التي شهدتها "القدسالمحتلة" إثر اغتيال الأسير المحرر "معتز حجازي" الذي اتهمته سلطات الاحتلال بمحاولة اغتيال الحاخام اليهودي "يهودا غليك"، أبرز قادة ما يُعرف بجماعة "أمناء الهيكل" المزعوم الساعية لبناء "هيكل سليمان" على أنقاض المسجد الأقصى. وكان الاحتلال قد فرض على عائلة "حجازي" دفنه مساء أمس بحضور 45 فقط من المشيعين من أقاربه. توتر بالقدس وأفاد مصدر بالجزيرة في "القدسالمحتلة" بأن هدوءا مشوبا بالتوتر ساد في المدينة صباح اليوم قبل ساعات من صلاة الجمعة. وأشار "وليد العمري" إلى دعوة صدرت عن حركة التحرير الوطني (فتح) إلى يوم غضب احتجاجا على الاعتداءات الصهيونية التي تستهدف المسجد "الأقصى" وسكان "القدسالمحتلة". كما أشار إلى دعوة بنفس الوقت صدرت عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى يوم نفير دفاعا عن المسجد الأقصى. وكانت حركتا "حماس" و "الجهاد الإسلامي" قد أشادتا أمس بمحاولة اغتيال الحاخام المتطرف "غليك" بالرصاص وقت خروجه من اجتماع لجماعة "أمناء الهيكل" بالقدسالغربية. وفي مقابل الدعوات الفلسطينية إلى الاحتجاج، أشار "العمري" إلى دعوات صدرت عن منظمات يهودية متطرفة لاقتحام باحات "المسجد" مجددا اليوم. وقال إن قوات الاحتلال منعت أمس بعض المجموعات اليهودية من اقتحام المسجد "الأقصى". واعتقلت أمس أربعة مستوطنين بعد محاولة العشرات منهم اقتحام ساحات "المسجد الأقصى" بالقوة. وفي أعقاب حادثة إطلاق النار على الحاخام "غليك"، أغلقت شرطة الاحتلال المسجد "الأقصى" بشكل كامل، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس قبل 47 عاما. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إن الغلق مؤقت ويهدف إلى منع الاحتكاكات". وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل" أبو ردينة أمس إن قرار الغلق بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، واعتبره تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" قال في بيان له أن نتنياهو أرسل بتعزيز قوات الأمن في مدينة "القدس" الشرقية، وأكد أن استعادة الأمن في المدينة قد تطول.