حادث بشع اهتزت له محافظة كفر الشيخ، وأصبح مثار استهجان الكثير من أهل القرية والقرى المجاورة. داخل مسكن والدها بقرية السالمية التابعة لمركز فوه بمحافظة كفر الشيخ، والذى ما زال يشهد توافد الأهالى لتقديم العزاء رغم مرور عدة أيام على مقتلها؛ نتيجة إصابتها بطعنات سددها لها زوجها "الفضلى.خ"، وفر هاربا . تقول الأم، وقد اعتصرها الألم: "ابنتى أصرت على استكمال رسالتها فى الحياة من خلال تكوين أسرة هادئة ومستقرة". وتابعت والدة هبة عبد الحميد القتيلة وابنة ال 32 سنة: "حسبى الله ونعم الوكيل.. بنتى الله يرحمها كانت ساكنة طول عمرها فى رأس البر عشان شغل جوزها، وكنا دايما بنتواصل معاها عن طريق زيارات أو بالتليفونات". كانت ابنتى القتيلة تعانى الأمرين، وتكافح وتتحمل مع زوجها متاعب الحياة، غير مبالية بالغربة بعيدا عن أهلها مصرة على استكمال رسالتها من أجل طفليها؛ لتستمر الحياة لكن زوجها للأسف لم يقدِّر هذا، وأساء معاملتها، وأهانها، وترك عمله، وأهمل مهنته، وأقْنَعْته أنا والمرحومة مراته بأن يتركا رأس البر ويعودا للسكن فى قريتنا ويبدأوا مع أولادهما حياة جديدة، وربما يتغير حالهم للأحسن". وأضافت الأم والحزن يحاصرها: "رغم ضيق ذات اليد قدمنا لهما كل التسهيلات، حسب ما سمحت به حالتنا، وساعد فى ده أخواتى وقرايبى، ووفرت لبنتى وجوزها سكنًا قريبًا منى بالإيجار، وعادا مع أطفالهما للقرية منذ شهرين، ويا ليتهم ما عادوا، فحاله لم يتحسن بل ساء أكثر، فلم يتوقف عن الإساءة لابنتى وأولاده". وقبل أن تتطرق والدة القتيلة فى سرد مصيبتها سألناها عن هوية طفلين تحتضنهما، فقالت: "إنهما ابنا ابنتها المجنى عليها، وهما "أحمد" 10 سنوات تلميذ بالصف الخامس الابتدائى، و"محمد" 5 سنوات، والثانى كان أول من شاهد أمه مذبوحة وأبلغنا". كما أشارت أم القتيلة إلى أن زوجها كهل أنهكه المرض، وظهر على وجهه عناء السنين والفقر، ونظراته زائغة مليئة بالحسرة على فراق فلذة كبده . وأضافت والدة القتيلة: "ادَّعى زوج ابنتى إصابته بمرض نفسى وعصبى واصطحبه أخى إبراهيم إلى عيادة طبيب أمراض عصبية ونفسية، فقرر بأنه لا يعانى من أى شيء، ومع ذلك ظل شهرين لم يغادر فيهما المسكن؛ للبحث عن عمل أو ممارسة مهنته الأساسية، ولقرب المسافة بين منزلى ومنزل ابنتى كنت وباقى أفراد أسرتى بجوارها يوميا نخفف عنها آلامها وحسرتها" . وأضافت: "فى يوم الحادث استغل الجانى فرصة وجود ابنتى وحيدة بعد خروج ابنها الأكبر إلى مدرسته، وسدد لها الطعنات وذبحها، وهرب إلى مكان غير معلوم، تاركا لنا الحسرة وطفلين أصيب الأصغر منهما بانهيار عصبى، ونوبات بكاء مستمر؛ وأفادنا الأطباء بأنه فى حاجة لوقت طويل من التأهيل النفسى؛ حتى يتخطى صدمة مشاهدته لأمه وهى مذبوحة، والأكبر يرفض الذهاب إلى مدرسته، الذى عندما سألناه قال: أنا مش عاوز أروح المدرسة تانى؛ لأن العيال بيسخروا منى، وبيقولوا لى يا ابن القاتل، وبيسألوننى ليه أبويا قتل أمى؟ّ!". من جانبه قال والد الضحية: "يا ليتها ما عادت من رأس البر.. احنا مش عاوزين حاجة دلوقتى غير القصاص، وسرعة القبض على الجانى عشان تبرد نارنا.. وأولاد بنتى فى عنيا أنا وجِدَّتهم". وطالب خال القتيلة "إبراهيم محمد محرز" بسرعة القبض على الجانى، وتحقيق العدالة الناجزة السريعة فيه؛ لتهدأ نار الكمد والحسرة على فقيدتنا، التى اغتالها وهى فى عمر الزهور، وجعلها تترك طفلين لا ذنب لهما، فأمهما ماتت وأبوهما سيدخل السجن . كانت البداية بتلقى إدارة البحث الجنائى بلاغا بمقتل هبة عبد الحميد الحاج 32 سنة، ربة منزل داخل مسكنها بقرية السالمية التابعة لمركز شرطة فوه فأمر بكشف غموض الجريمة وضبط مرتكبيها . توجه رجال مباحث فوة إلى مكان الحادث، وأشرفوا على نقل الجثة إلى المستشفى العام، وتوصلت التحريات إلى أن زوجها "الفضلى.خ" سدد لجسدها 12 طعنة بعضها فى الرقبة ما أسفر عن وفاتها فى الحال بعد مشادة كلامية بينهما، وأشارت التحريات إلى أن المتهم يعانى من اضطراب نفسى؛ تحرر وقتها المحضر اللازم، وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثة والتصريح بدفنها، كما أمرت بسرعة القبض على المتهم وطلبت مزيدًا من التحريات .