تتواصل "مسيرة الزحف الكبير" للمحاميين الباكستانيين بدعم من أحزاب المعارضة إلى العاصمة إسلام آباد للمطالبة بإعادة القضاة المعزولين وعلى رأسهم رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري، رغم الحظر المفروض على المسيرات واعتقال المئات من قيادات وأنصار المعارضة. وانطلقت المسيرة من مدينتي كراتشي عاصمة إقليم السند جنوبا ومن كويتا عاصمة إقليم بلوشستان غربا، على أمل أن تتخذ المسيرة زخما أكبر مع وصولها إلى لاهور عاصمة إقليم البنجاب في طريقها للاجتماع في إسلام آباد بحلول يوم الاثنين المقبل، وفق ما صرح به منظمو المسيرة. وأصبحت مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب الباكستاني شبه معزولة عن بقية مناطق البلاد، في محاولة من السلطات لمنع مسيرة معارضة من الوصول إلى العاصمة إسلام آباد، بينما تضاربت الأنباء حول فرض الإقامة الجبرية على زعيم المعارضة نواز شريف. واتخذت السلطات إجراءات للحيلولة دون وصول مسيرة "الزحف الكبير" التي نظمها المحامون بدعم من أحزاب المعارضة نحو العاصمة للمطالبة باستقلال سلطة القضاء، وإعادة القضاة المعزولين وعلى رأسهم رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري. وقال المراسلون في إسلام آباد إن السلطات أغلقت الطريق السريع والطرق الأخرى المؤدية إلى المدينة بالحواجز والحاويات، وبات من الصعب جدا الخروج أو الدخول إليها إلا بشكل فردي وللذين تقتنع السلطات أنهم لن يشاركوا بالمسيرة. وبينما تعهدت الحكومة الباكستانية بعدم السماح للمسيرة بالوصول إلى إسلام آباد، يصر منظموها والمعارضة بنبرة تحد على استمرارها إلى العاصمة والتظاهر أمام المحكمة العليا، وهو ما يهدد بوقوع أعمال عنف وربما فوضى في البلاد. وفي هذا السياق قال قائد مسيرة إن محامين باكستانيين سيصعدون من احتجاجهم في أنحاء البلاد في تحد للحكومة رغم أعمال الضرب والاعتقالات التي تعرضوا لها من قبل الشرطة أمس. وقال رئيس المحكمة العليا علي أحمد كرد للصحفيين في إقليم بلوشستان "بعد الطريقة التي تعرض بها محامونا للضرب والاعتقال فإننا قررنا تعزيز كفاحنا". وأوقفت الشرطة أحمد كرد وزملاءه في قافلة تضم عشرات السيارات ببلدة يعقوب آباد على الحدود بين إقليمي السند وبلوشستان. وكانت قوات الأمن أوقفت قافلة مماثلة من مدينة كراتشي، لكن المحتجين تعهدوا بإيجاد طرق بديلة للوصول إلى إسلام آباد في الموعد المحدد. يتوقع المنظمون أن يشارك في المسيرة -التي ستستمر أربعة أيام وتقطع مسافة 1500 كليومتر- مئات الآلاف من المحامين وأنصار المعارضة وناشطي المجتمع المدني، لمطالبة الرئيس آصف علي زرداري بتنفيذ وعوده السابقة بإعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم. ومن المنتظر أن يشارك أنصار حزب الرابطة الإسلامية جناح رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف في المسيرة تلبية لدعوة الأخير الذي طالب الشعب الباكستاني بالانتفاض لتغيير الوضع في البلاد. ووصف شريف الاحتجاج بأنه يمثل لحظة حاسمة بالنسبة لباكستان، وذلك بعدما غضب بسبب قرار المحكمة العليا منعه هو وشقيقه شهباز -الذي كان كبيرا لوزراء إقليم البنجاب- من تولي أي منصب منتخب، وفرض زرداري الحكم المركزي على الإقليم الذي كان يحكمه حزب الرابطة الإسلامية. شريف يحذر ورغم إعلانه عدم نيته زعزعة استقرار الحكومة المركزية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني -الذي يتزعمه الرئيس زرداري- فإن شريف حذر من أن زرداري بمقاومته مطلب إعادة القضاة "يقصر حياته السياسية". وأعرب عن اعتقاده في مقابلة مع تلفزيون محلي الليلة الماضية بأن زرداري لن يكمل فترته الرئاسية المكونة من خمس سنوات. تدخل أميركي وإزاء الأوضاع السياسية المتوترة في باكستان والمخاوف من انفجار الوضع، تحدث الرئيس الباكستاني هاتفيا أمس مع المبعوث الأميركي الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك والسفيرة الأميركية آن باترسون لمدة 30 دقيقة، وفق ما أعلن مكتب زرداري. كما تحدث زرداري أيضا مع وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود إن المكالمة الهاتفية واتصالا منفصلا بين باترسون وزعيم المعارضة الباكستانية نواز شريف تأكيد لرغبة الولاياتالمتحدة في تجنب العنف واحترام حكم القانون وألا تكون هناك عوائق في طريق النشاطات السلمية الديمقراطية في باكستان.