قال المحلل السياسي الأميركي سكوت هورتون إنّ "سياسات إدارة بوش" تتكرر بصياغة "أجمل" أبهرت العالم، وقال إن (أوباما) يلعب بالشعارات، مشيراً الى أن العراق يتعرّض ل" الخداع"، وأنّ إدارة الرئيس الأميركي الجديد تسعى الى تعزيز الاحتلال الأميركي لأفغانستان في غضون السنوات الثلاث المقبلة، فيما أبقت "خطة الانسحاب" الباب مفتوحاً لعودة المزيد من القوات الأميركية الى العراق. ويقول (سكوت هورتون) المحلل السياسي في شبكة "أنتي وور" الأميركية: على الرغم من أنّ (باراك أوباما) بدا للعالم كله، وبشكل أساس لمنتخبيه أنه "على الأقل صادق" لالتزامه بمشروع سحب القوات الأميركية خلال 16 شهراً "أصبحت 18" فإنه لم يقل أنّ عمليات الانسحاب هذه تشمل فقط "القوات المقاتلة". وهذا يعكس برأي (هورتون) أن "تغيير الشعارات" مسألة ممكنة، والخطورة قد تتعلق بمستقبل الحضور الأميركي في العراق وليس ب"بواقعه" الآن!. ويعتقد المحلل السياسي الأميركي أنّ بقاء ال 50,000 جندي، يتصل بخطة لاستمرار الاحتلال في العراق حتى سنة 2012 تحت "غطاء تدريب القوات الأمنية ، والقيام بمهمات عسكرية ضد بقايا التنظيمات المسلحة وأيضا ك"قوات حماية" للمدنيين الأميركيين. وقال: لم يشر أحد الى "مهمات" السفارة الأميركية الأكبر في العالم، والى الاستعمال المستقبلي لقوة السلاح الجوي، فيما أشير حديثاً –وعبر القادة العسكريين وليس القادة السياسيين في الولاياتالمتحدة- الى خطة انسحاب جيش كبير من المرتزقة يزيد عددهم على 150,000 شخص. ويؤكد (هورتون) أن هذه "الأخطاء البارزة"، إضافة الى النية المعلنة بإبقاء 50,000 جندي حتى صيف سنة 2010، لا تعطي أي انطباع سوى أنها "مخادعة" من أجل "تطوير الظروف في العراق" بهدف استمرار احتلاله. ويرى المحلل السياسي أن الهدف الأقرب هو "تصميد" حالة الاحتلال لأفغانستان في السنوات الثلاث المقبلة، فيما سيبقى الباب مفتوحاً لعودة المزيد من القوات الأميركية الى العراق. وأوضح المحلل السياسي أن ادعاء (أوباما) أن المهمة الآن تغيرت من "القتال" الى "التدريب" إنما هي مخادعة تشبه مخادعة (بوش) عندما ادعى سنة 2005 في مناقشاته لما أسماها "استراتيجية النصر" قال فيها: ((عندما ينهض العراق، ننسحب منه)). وأكد (هورتون) أن السفارة الأميركية في بغداد "نصب للإمبراطورية الأميركية" واحتقار مباشر ومفضوح للديمقراطية التي تزعم بناءها في العراق. وأكد أن واشنطن "ستتمسك" ببقائها في العراق إلى أن يطرد العراقيون آخر جنودها على الطريقة الفيتنامية من طائرة لا تستطيع أن تحط إلا على السطح الواسع لمبنى السفارة في المنطقة الخضراء. وقال إن الواضح الآن هو أن القادة العسكريين الأميركيين في العراق يقودون تنفيذ "حملة سياسية" تؤدي في نتائجها الأخيرة –كما يظنون- الى تعديل اتفاقية (صوفا). وأكد ان (نوري المالكي) إذا ما أبدى استعداداً لبحث مثل هذه القضية، فإن الأميركان لا يمانعون في أن يقوّوا "قبضته" في العراق. وقد برهن القادة العسكريون على ذلك في مواضع كثيرة أهمها صراع (المالكي) مع الأكراد.