فى خطوة تدل على مدى الانحطاط النفسى وتمكن الخيانة من نفوس بنى صهيون استيقظ سكان قطاع غزة، اليوم الخميس، على نبأ اغتيال ثلاثة من القادة البارزين لكتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى سكنيّاً في مدينة رفح، جنوبي القطاع. وأعلنت كتائب "القسام" استشهاد عضو المجلس العسكري العام للكتائب، محمد أبو شمالة (41 عاماً)، فضلاً عن قائد لواء رفح وعضو المجلس العسكري العام، رائد العطار (40 عاماً)، وأحد قادة "القسام" الأوائل، محمد برهوم (45 عاماً). وقالت "القسام"، في بيانها، إن "الشهداء الثلاثة هم من الرعيل الأول للكتائب، الذين تزينت بهم ساحات العز والجهاد، وتشرّف بهم الوطن الحبيب، وأذاقوا العدو الويلات وجرّعوا جنوده المرارة، منذ ما يزيد على 20 عاماً". ويعتبر الشهيد أبو شمالة من مؤسسي كتائب "القسام" في مدينة رفح، وأشرف على عدة عمليات فدائية، أبرزها في عدوان 2008 - 2009 و2012 والعدوان الجاري. كما قاد العديد من العمليات شخصياً، وعمل على تصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، التي انطلقت شرارتها في 8 ديسمبر 1987. وتضع الأجهزة الأمنية للاحتلال أبو شمالة في مقدمة المطلوبين لها للتصفية منذ عام 1991. وتتهمه إسرائيل بأنه المسؤول عن أنفاق "القسام" الحدودية، التي تهرّب بواسطتها الأسلحة والصواريخ إلى داخل غزة. وأمضى أبو شمالة تسعة أشهر في سجون الاحتلال، في حين تعرض لمحاولات اغتيال عدة، أبرزها عندما أصيب بجروح بعد قصف الطيران الإسرائيلي سيارته عام 2003، وكذلك تم قصف وتدمير منزله مرات عدة، كان آخرها في العدوان الجاري. أما رائد العطار، فتقول أجهزة استخبارات الاحتلال إنه من القادة الذين أشرفوا على عملية أسر الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، في صيف عام 2006 وإخفائه على مدار سبع سنوات. وجاء في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن العطار هو الشخص الوحيد، الذي يعرف مصير الضابط الإسرائيلي، هدار غولدن، والذي فقدت آثاره في عملية ل"القسام" عند الحدود الشرقية لرفح خلال العدوان الجاري. ويحمّل الاحتلال العطار المسؤولية عن إطلاق عشرات الصواريخ على المواقع العسكرية الإسرائيلية، المحاذية لقطاع غزة وتجمعات المستوطنين، حول غلاف غزة، وعن تهريب أسلحة متطورة، والتخطيط المستمر لأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. وعلى مدار السنوات الماضية، أصبح العطار من أبرز القيادات العسكرية للكتائب، ومسؤولَ منطقة رفح بأكملها، والتي توجد فيها الأنفاق الحدودية، التي تمد "القسام" بالمعدات القتالية والصواريخ، التي تزيد من الترسانة العسكرية للمقاومة. واستهدفت الطائرات الحربية منزل العطار، خلال العدوان الجاري، بعدة صواريخ في محاولة لقتله، بعدما فشلت في اغتياله خلال عدوان 2012. وقد شارك العطار في تأسيس البنية العسكرية ل"القسام" خلال الانتفاضة الثانية. ووصفت الأجهزة الأمنية للاحتلال العطار بأنه "رأس الأفعى الحمساوية"، وهو لقب تطلقه أيضاً على قائد الكتائب، محمد الضيف، من خلال ترؤسه وحدة "الكوماندوز القسامية" والإشراف المباشر على تدريبات خاصة ل"القسام" حول طرق خطف الجنود الإسرائيليين والاحتفاظ بهم. أما الشهيد محمد برهوم، فيعدّ من أوائل المطارَدين في صفوف "القسام" منذ عام 1992 لأجهزة استخبارات الاحتلال، وتمكن من السفر خارج غزة ليعود إليها خلال الانتفاضة الثانية، التي اندلعت في 28 سبتمبر عام 2000. ووصف بيان "القسام" برهوم بأنه رفيق درب الشهيدين أبو شمالة والعطار، وطورد من قوات الاحتلال في عام 1992. ونجح، بعد فترة من المطاردة، في السفر إلى الخارج سراً، وتنقلَ في العديد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو. ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ليل الأربعاء - الخميس، تقريراً حول بعض الأسماء البارزة في حركة "حماس" وكتائب "القسام"، ممن تسعى إسرائيل إلى اغتيالهم، وجاء في مقدمة القائمة، القائد العام لكتائب "القسام"، محمد الضيف، الذي فشلت إسرائيل في اغتياله قبل يومين، وكذلك الشهيدان العطار وأبو شمالة.