قال مرشح الرئاسة التركية، رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان": " لن يكون هناك أي تبدل في مسيرة التغيير (مسيرة الإصلاحات) التي بدأتها تركيا وستبقى مستمرة في صعودها، في حال انتخبه الشعب رئيساً للبلاد، يوم الأحد - موعد الانتخابات الرئاسية - ". جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الخميس - خلال مشاركته في فعالية نظمها اتحاد الغرف والبورصات التركية - شكر فيها كافة مسؤولي وأعضاء الاتحاد للمساهمات التي قدموها من أجل نمو تركيا وإرساء الديمقراطية فيها، وحل مشاكلها. وأوضح أردوغان أن الشعب سيتجه إلى صناديق الإقتراع لاختيار رئيسه الثاني عشر، مضيفاً :" لأول مرة في تاريخ شعبنا سينتخب بنفسه الرئيس، ويمكن أن نواجه أسئلة محقة من بعض شرائح المجتمع في حال فوزي بالرئاسة، كمصير مسيرة السلام الداخلي، والتنظيم الموازي الذي يهدد الأمن القومي، إضافة إلى الموضوع الاقتصادي، لذلك لن يكون هناك أي تبدل في مسيرة التغيير التي بدأتها تركيا، في حال انتخبني الشعب ". وشدد أردوغان على أنهم سيواصلون كافة أولوياتهم؛ وعلى رأسها حماية الاستقرار الاقتصادي، ومسيرة السلام الداخلي، وعملية القضاء على التنظيم الموازي. وتطرق أردوغان إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم قائلا " إن سياسات حزبنا القائم على مبادئ محددة، شُكلت كنتيجة لمسيرة تواصلت لقرون، وتلك المسيرة ستستمر في طريقها نحو المستقبل، دون زعزعة أو انحراف، فحزبنا ليس حزباً مرحليًّا، وإنما حركة سياسية متجذرة، ولم يكن يوماً معتمداً على شخص واحد، ولكن قائم على التشاور وكافة الأعمال تستند على الاستشارة ". وفي السياق نفسه، ذكر "ردوغان" أن النضال للقضاء على التنظيم الموازي لا ينسب له فقط، وإنما يعود لتركيا بأجمعها، معتبراً ذلك مسألة أمن قومي، ومشيراً أن التنظيم الموازي لم يستهدف شخصه أو حزبه أو حكومته فقط، وإنما الجمهورية التركية، وبشكل مباشر إرادة الشعب. كما أضاف أردوغان معلقا على عمليات التنصت التي قام بها عناصر الكيان الموازي : "ماذا سيفعل هؤلاء بمحادثاتي التي أجريتها مع السيد محمود عباس (رئيس فلسطين)، ورئيس الصومال؟ ولأي غرض سيستخدمونها؟ ومن سيخدمون بها؟ من الواضح أن تلك خيانة صارخة، فإذا كان هناك اليوم أشخاص (يقصد المعارضة) يسكتون عن تلك الخيانة فأدعوهم أن يراجعوا مواقفهم. يقولون إن طيب أردوغان فظ، نعم أنا فظ في هذه المواقف، وإذا كان هناك أشخاص منزعجين من ذلك فأنا سأبقى فظاً". وتابع أردوغان (في إشارة للكيان الموازي الذي تتهمه الحكومة بالتغلغل في الأجهزة الأمنية والقضائية): " إن هؤلاء لم يعملوا فقط على إخضاع السياسة والقضاء والأمن لصالحهم، بل ذهبوا لأبعد من ذلك من خلال سعيهم لإخضاع الأوساط المالية والتجارية عبر فرض أتاوات على رجال الأعمال، وأنا أدعو من هنا رجال الأعمال الذين تعرضوا للابتزاز أن يفضحوهم وألا يلتزموا الصمت حيال ذلك ". وأكد أردوغان أنه لن يكون هناك أي انحراف في سياسات تركيا الاقتصادية في حال انتخابه رئيساً للبلاد، مبيناً أن اقتصاد تركيا صمد أمام كافة الأزمات التي تشهدها المنطقة، وبخاصة الأزمة العالمية الأكبر في التاريخ (الأزمة المالية العالمية)، وأن اقتصادها بات ذو أرضية صلبة وقوية. ويتنافس في الانتخابات الرئاسية التركية ثلاثة مرشحين هم رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، و"أكمل الدين إحسان أوغلو"،المرشح التوافقي لعدد من أحزاب المعارضة أبرزها "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" أكبر حزبين معارضين، و"صلاح الدين دميرطاش" مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، وستجري الانتخابات داخل تركيا في العاشر من أغسطس الجاري. وفي حال لم يتمكن أيٌّ من المرشحين الثلاثة الحصول على الأغلبية المطلوبة من أصوات الناخبين، وحسمها في الجولة الأولى، فستكون هناك جولة ثانية يوم (24) من الشهر ذاته.