موقع "ديبكا" الاسرائيلي والقريب من استخبارات جيش الاحتلال يعترف أن بنيامين نتنياهو و موشيه يعالون قد إرتكبوا أربع أخطاء كبيرة في إدارتهم حرب غزة. وأوضح الموقع أنَّ الخطأ الأول هو الاعتماد على أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تستجدي وقفًا لإطلاق النار، فيما أخطأ نتنياهو ويعالون في القول إن عملية تحديد وتدمير الأنفاق الهجومية قد انتهت، ويتمثل الخطأ الثالث في الاعتقاد بأن حركة حماس سوف تستغرق وقتًا طويلا يصل لبعضة سنوات لإعادة بناء نفسها عسكريا، في حين قال الموقع إن الخطأ الرابع هو الجزم بتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد العملية على اعتبار أن حماس سوف ترى حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة. رجل الشعارات "ديبكا" أكد في تقرير له أن هذا هو السبب وراء تغيير شعارات الحرب بسرعة خلال أسابيعها الأربعة، فمن "الهدوء مقابل الهدوء" إلى " تصفية القوة العسكرية لحماس" ل" وقف إطلاق الصواريخ" مرورا ب " تدمير الأنفاق الهجومية" وصولاً ل " ضمان أمن سكان جنوب إسرائيل". ومضى يقول: "السبت 2-8 عندما اتضح أن هذه الأهداف تم تحقيقها بشكل جزئي فقط، بدأت محاولة لإيجاد شعارات جديدة "لا للتسوية نعم للردع" و" لتبحث حماس عنا"، وفي مساء السبت وبعد الظهور الصادم لأسرة الضابط المختطف هدار جولدين التي دعت نتنياهو ويعلون وجينتس إلى عدم إخراج قوات الجيش من القطاع دون العثور على الضابط المختطف، تولد لدى نتنياهو شعار جديد" سيعمل الجيش فقط وفقا لاعتبارات الأمن وليس انطلاقا من أية اعتبارات أخرى". أنفاق مستحيلة وتابع :"حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير الأنفاق الهجومية فعليه الوصول إلى نقطة بدايتها، السبب الأول لذلك أن حماس ومن خلال مهندسين إيرانيين ومن حزب الله، حفر الأنفاق بشكل يجعلها تتشعب بعد عشرات أو مئات الأمتار إلى أنفاق أخرى. وليست هناك إمكانية لأن تعرف الاستخبارات الإسرائيلية إلى أين تؤدي عشرات وربما مئات التشعبات هذه. صحيح أنه تم بذل جهد استخباري لاعتقال وإخضاع المتورطين في بناء الأنفاق للتحقيق، أو أولئك الذين قاموا بأعمال صيانتها، بهدف الحصول على هذه المعلومة منهم. لكن كانت المعلومات جزئية فقط وأحيانًا مضللة". الموقع المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية أكد مجددًا كذب الإدعاءات الإسرائيلية في تدمير الأنفاق الهجومية المؤدية لإسرائيل، لافتًا إلى أنَّ جيش الاحتلال قد دمَّر بالفعل ذيول الأنفاق القريبة من الحدود مع إسرائيل بينما ما زال باقي جسدها فاعلا وغير متضرر، متوقعًا أن يكون هناك المزيد من الأنفاق التي لم يكتشفها الجيش والتي قد تصل إلى ثلاثة أنفاق تقود مباشرة إلى داخل إسرائيل. صواريخ وافرة وتطرق "ديبكا" لمسألة صواريخ المقاومة مؤكدًا أنَّ حماس لاتزال بحوزتها 40 % من قدرتها الصاروخية، وليس كما زعمت مصادر رسمية في إسرائيل" العشرات من الصواريخ فقط"، مؤكدًا أنَّ حماس تملك الآن آلاف الصواريخ التي تجعل بإمكانها الاستمرار في قصف إسرائيل. وفي المقابل أشار الموقع إلى أن منظومة تصنيع الصواريخ التابعة لحماس قد تضررت بشكل كبير، لكن ومع ذلك فإن 20 % من تلك المنظومة لا يزال فاعلاً. الاستنزاف وزعم "ديبكا" أنه رغم المحاولات "الدؤوبة" للجيش المصري لتدمير كل أنفاق التهريب من سيناءلغزة، فإن حماس تتمكن أسبوعيًا رغم الحرب التي تواجهها من حفر نحو 15 نفقًا جديدًا، يتم من خلالها تهريب صواريخ بعضها تم تخبئتها في مخازن بسيناء، وبعضهاتتدفق عبر مهربين من ليبيا والسودان. "إحدى الفرضيات الرئيسية التي تعتمد عليها خطة الانسحاب الإسرائيلية الجديدة، هي الاعتقاد أنه لن يكون بإمكان حماس إعادة بناء قدراتها العسكرية إلا بعد مرور عدة سنوات. نتحدث بالطبع عن مقامرة سياسية وعسكرية، يمكن أن يتضح عدم صحتها، لاسيما وهناك توقعات مبدئية أن تقوم إيران وحزب الله بدحضها”. وختم الموقع قائلاً: "في كل مرة ينسحب فيها الجيش للوراء، ولا ينهي الحرب، ويحقق أهدافه بشكل جزئي فقط، يجد نفسه، مع مستوطنات محيط غزة، عسقلان، بئر سبع، أشدود، في ظل حرب استنزاف طويلة، تجبره على العودة والدخول بريًا إلى القطاع".