جاء قرار الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بإغلاق معتقل جوانتانامو ليثير نوعًا من الارتياح لدى الكثيرين تجاه ولاية الرئيس الأمريكي الجديد، ومنحهم الأمل بأن تلك الولاية ستكون أفضل من ولاياتي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إلا أن صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية اعتبرت أنه بالقدر الذي قد يريح هذا القرار البعض، فان هناك من هم قلقون تجاهه. وتقول الصحيفة الأمريكية: إن قرار الرئيس الأمريكي أوباما بإغلاق المعتقل الأكثر إثارة للسخط العالمي، أثار قلقًا كبيرًا للحكومات في أفغانستانوباكستان، والتي تورطت مع إدارة الرئيس بوش في أسلوب التعامل القاسي مع المشتبه بهم في قضايا ما يسمى الإرهاب. وتشير الصحيفة إلى أن قرار الرئيس أوباما بإغلاق جوانتانامو وتعديل قوانين الاعتقال والاستجواب قد لاقى ترحيبًا كبيرًا من قادة كابول وإسلام آباد، كذلك لاقى ترحيبًا واسعًا من قبل المهتمين بحقوق الإنسان، إضافة إلى المعتقلين السابقين. ولكن الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في كل من باكستانوأفغانستان يطالبون بمحاسبة المسؤولين في باكستانوأفغانستان الذين وافقوا أو شاركوا بشكل مباشر في تجاوزات سابقة، مثل الاعتقال بدون تهمة أو محاكمة، وكذلك التعذيب أثناء الاعتقال، وهو الأمر الذي تقول الصحيفة الأمريكية أنه يثير قلق حكومتي البلدين. وتقول "لوس أنجلس تايمز": إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت الولاياتالمتحدة، حولت كلا من باكستانوأفغانستان إلى حلفاء أساسيين لإدارة الرئيس بوش فيما أسماه "الحرب على الإرهاب"، ولم يبال قادة تلك الدول بالاحتجاج الشعبي في بلدانهم على الوحشية الأمريكية تجاه المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، بل إن التقارير التي كشفت ما يحدث داخل تلك المعتقلات من تعذيب ساعدت على التعبئة العامة ضد الولاياتالمتحدة في كل من باكستانوأفغانستان، وهو الأمر الذي صب في صالح التعاطف والدعم الشعبيين. وتنقل الصحيفة الأمريكية عن أمينة مسعود، مديرة جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في باكستان، والتي اختفى زوجها عام 2005 بشكل غامض قولها: "ما قام به الرئيس الأمريكي يجب أن يكون رسالة إلى حكومتنا". كذلك تنقل الصحيفة عن بعض المحللين الباكستانيين قولهم: إن زرداري لا يتمتع بالسلطة والاستعداد السياسي الكافي لمواجهة أجهزة الاستخبارات التي قامت بعمليات اعتقال سرية لحساب الولاياتالمتحدةوباكستان. أما في أفغانستان، فتشير الصحيفة نفسها إلى أن الرئيس كرزاي، الذي يخشى أن تؤثر شعبيته المتدنية على فرص إعادة انتخابه، قرر الابتعاد بنفسه عن الأفعال الأمريكية وكذلك المسؤولين الغربيين في أفغانستان، فمعارضوه السياسيون يتهمونه بالتساهل تجاه منع تعذيب المعتقلين في أفغانستان. وتقول الصحيفة الأمريكية: إن قرار أوباما ربما يكون له تأثيرات أخرى غير مباشرة على معتقلات أمريكية في أماكن أخرى، أحدها هو معتقل باجرام الذي يقع في قاعدة جوية خارج العاصمة الأفغانية كابول، وتضيف الصحيفة أن بعض جماعات حقوق الإنسان والمعتقلين السابقين أكدوا أن المعتقلين داخل ذلك المعتقل يعانون من تعذيب منظم وانتهاك لحقوقهم الإنسانية أكثر من معاناة أقرانهم في معتقل جوانتانامو.