هل هي مصادفة ان يأتي ذكر السجن في القرآن الكريم .... وبمشتقات الكلمة نحو عشر مرات وجاء ذكر السجن في سورة يوسف إلا في موضع واحد في سورة الشعراء الآية 29 عندما قال فرعون لموسي : " قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " . فالمسجونان نبيان أحدهما موسى في سجن الفرعون ...... والأخر يوسف في حكم تحت قيادة الملوك الرعاة القادمين من آسيا وهم مايعرفون بالهكسوس " حق – ها – خسوس "... أما المكان فهو في مصر .... فما السر أن يأتي ذكر السجن في القرآن مرتبطا بمصر دون غيرها من باقي البلدان .... هل هذا يدل على بشاعة السجون منذ هذه الايام ... ؟؟ نحن نؤمن أن القرآن يصلح لكل مكان وزمان .... هل يدلل القرآن أنذاك على ماسوف يحدث في السجون أيضا في الوقت الحالي ؟؟ وإليكم نماذج من القرآن الكريم: 1- (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) يوسف 25 2- (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِين) يوسف 32 3- (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا) يوسف 33 4- (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ) يوسف 35 5- (ودَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ ...) يوسف 36 6- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) ... يوسف 39 7- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ ) يوسف 41 8- (فلبث في السجن بضع سنين) يوسف 42 9- (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو) يوسف 100 10 - (قال لئن اتخذت إلهًا غيري لأجعلنَّك من المسجونين) الشعراء29 قالها فرعون لموسي . الأمر الغريب أن للسجن علاقة وطيدة مع القرآن الكريم فما من سجين إلا وله حظ من القرآن فما سر هذه العلاقة ؟ تعليق بسيط على سياق الآيات التي ذكر فيه السجن في سورة يوسف 1- ليسجننه: السجن هو أول عقوبة يفكر فيها الدكتاتور لستر وحجب كل ما من شأنه أن يعكر ويشوش على صورته النمطية التي رسمتها وسائل إعلامه لدى الرأي العام. 2 - السجن فتيان يستفاد منها أن الزنزانة التي حبس فيها يوسف لم تكن إنفرادي وأيضا العلاقة الواضحة بين السجن والفتوة فغالب من يدخلون السجن من سن الفتوة والشباب . 3- يا صاحبي السجن يبدو أن صحبة السجن لها أثر في النفس وحيز في الذاكرة ولولا أن الشيطان عمل على أن ينسى هذا السجين صاحبه يوسف لكان أول من يتذكرهم فالواحد منا يقضي بضع سنوات في غرفة الجامعة مع بعض الزملاء فلايكاد يفارق طيفهم خياله فكيف بمن رافقهم في السجن. 4- ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجُنُنَّه حتى حين.... ألا ترون ؟ بعدما اتضحت الحقيقة أمامهم وجذبته من الخلف وقطعت له قميصه كما شهد الشهود ... أيضا أمروا أن يسجنوه حتى يخفون السر معه .. والسر : هو ان امراة العزيز كانت قد راودته عن نفسه ....؟ ياصاحبيي السجن... هذا التعبير يدل على الحميمية بين المساجين في نفس القضية الواحدة، فالكل برئ ... ومشفق على زميله ... وفي العصر الحديث ....قيل لمن سجن من الإسلاميين مع الجنائيين بأن الجنائيين بعد خروجهم تعلموا الصلاة ، وتغيرت حياتهم إلى الأفضل نظرا لسجنهم مع الاسلاميين. يبقى هنا أن أشير إلى أن يوسف قال لصاحبيه ما يأتيكما طعاما إلا نبأتكما بتاويله قبل أن ياتيكما .... هذا هو الفارق بين السجن أنذاك والسجن الآن .... فالسجن أنذاك كبير المساحة غير مزدحم لأن معه صاحبين فقط .... أما الآن فيتكدس بالسبعين في غرفة 3 أمتار في 4 أمتار..... ثانيا كانت وجبة الطعام محترمة ومتغيرة في كل مرة ... دل ذلك يوسف في كلامه لهم أنه سوف يقول لهم ما نوع الوجبة القادمة ... أما الآن فنوع الطعام واحد وهو لا يقدم للحيوانات أصلا فهو مليء بالحشرات .. إلى أخره ... اخيرا ان مايحدث في مصر الآن من إصدار أحكام تتراوح بالآف السنين والإعدامات إنما تستدعي عندي حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول : " قاضي في الجنة وقاضيان في النار " ... واعتقد انه لو كان موجودا بين ظهرانينا الان في الجزيرة العربية لارسل الينا قائلا : " قاضي في الجنة وقاضيان من مصر " أنا لا أتقول على الرسول، صلى الله عليه وسلم، بل تفسير حديثه ذاته ينطبق علي ما يحدث الآن في مصر.. أخيرا أريد ان أبشر المسجون المعتقل ظلما بأن الله سيكون فرجه قريبا عاجلا وسيقتص ممن ظلمك ... ولنا في الآية الأتية سلوى "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو" .... هذه هي آيه النصر والفرج التي لابد لها أن تظهر للمظلوم ويقتص الله من الظالم ... فيوسف يذكر ربه الذي أحسن إليه وأخرجه من السجن .. وأنا أبشر المظلومين المسجونين بأن فرج الله قريب جدا ....