وصل جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، إلى أربيل بعد زيارته لبغداد، وهو يحمل أجندة ما وصفه بالتحدي الأكبر أمام العراقي، وهو تشكيل حكومة جديدة تضم جميع الأطياف. حثّ كيري قادة كردستان على المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة ، وذلك بعد إعلانه التزام بلاده معاهدة التحالف الإستراتيجي الموقعة مع بغداد شريطة إلتزام العراق بتشكيل حكومة وحدةٍ وطنية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي آخر حزيران/يوليو الجاري، حكومةٌ يرفض الكرد المشاركة فيها إن تزعمها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. محمد علي طه عضو برلمان كردستان والمتحدث باسم كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول "نواجه واقعاً جديداً وعلى الساسة فهم هذا الواقع، فما قبل أحداث نينوى ليس كما بعده ولا يمكن القبول بولاية ثالثة للمالكي بعد أن أوصل العراق إلى هذه الحالة نتيجة سياساته الخاطئة". كيري وصل الى كردستان فيما تدخل الاشتباكات أسبوعها الثالث، اشتباكاتٌ لم تنأى بنيرانها عن قوات البيشمركة الكردية، التي أشاد وزير الخارجية الأمريكي بدورها، واصفاً إياه بالحاسم في وقف تقدم مسلحي دولة العراق والشام (داعش)، لكن بعيداً عن ملفي الحكومة والأوضاع الأمنية سمع كيري من القادة الكرد الذين اجتمعوا على الرغم من خلافاتهم على قلب رجلٍ واحد أنه آن الأوان ليقرر الشعب الكردي مصيره بنفسه. برهان رشيد غولان محامي وعضو سابق في برلمان كردستان يقول "زيارة جون كيري إلى كردستان تحمل الكثير من المؤشرات، المؤشر الأبرز هو أن العراق في طريق التقسيم لا مفر منه، قبل شهر ونصف عندما تم رفع الرقابة الأمريكية الحكومية عن صندوق عائدات النفط في نيويورك هذا مؤشر أن الأمريكيين يؤيدون تقسيم العراق". كلامٌ يعيد إلى الذاكرة اقتراح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ عام 2006 بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذات استقلالٍ شبه ذاتي للشيعة والسنة والأكراد. ومعلوم أن أكراد العراق البالغ عددهم اكثر من خمسة ملايين نسمة استغلوا حال الفوضى التي عمت البلاد لتوسيع اراضيهم والسيطرة على مكامن غنية بالنفط. وبعد يومين من بدء المقاتلين السنة هجومهم بالسيطرة على الموصل كبرى المدن في شمال العراق سيطرت القوات الكردية على كركوك التي يعتبرها الأكراد عاصمتهم التاريخية وفرت منها قوات الجيش العراقي. ومن شأن السيطرة على كركوك الواقعة خارج منطقتهم مباشرة إلغاء الحافز الرئيسي لاستمرار كردستان جزءا من العراق، إذ ان احتياطات النفط في المدينة ستدر دخلا يفوق كثيرا ما يحصل عليه الاكراد بموجب اتفاقهم مع بغداد الذي يمنعهم من اعلان الاستقلال. وأشار عدد من المسؤولين الأكراد الكبار إلى ان إلتزامهم حيال العراق لم يعد قائما وأنهم يتحينون الفرصة للسعي إلى الاستقلال. وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون جدد البارزاني تهديده باجراء استفتاء على الانفصال عن باقي البلاد. وقال إن الوقت حان ليقرر الشعب الكردي مصيره. رابط مقابلة البارزاني مع الشبكة http://arabic.cnn.com/middleeast/2014/06/24/me-240614-amanpour-barzani ومن ناحية أخرى أعربت صحف اسرائيلية عن سعادتها لاتجاه كردستان للاستقلال باعتباره نصرا لاستراتيجية إسرائيل التى تحالفت مع السلطة الكردية وحزبيها الرئيسيين منذ عشرات السنين . وكانت دولة كردستان المستقلة فعليا قد بدأت في تصدير البترول لاسرائيل عبر تركيا .