عندما تحدث الزيادة في المرتبات والأجور لقطاعات عديدة بالدولة ، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 ألف ومائتي جنيه ، وبعد أن كان خطيب الجمعة بالمكافأة يتقاضى حوالي 140 مائة وأربعون جنيها على الخطب الشهرية بواقع 35 خمسة وثلاثون جنيها عن خطبة الجمعة الواحدة ، علماً بأن هذا لا يتناسب مع الجهد المبذول ولا أهمية الرسالة التي يؤديها خطيب الجمعة ولا مع أهم شعيرة من شعائر المسلمين . كل هذا قد يكون مقبولا في ظل أزمة البلاد الاقتصادية وعدم توفر الامكانيات المادية لدعم خطباء المكافأة بالمساجد المصرية ، لكن أن يتم التضييق على الخطباء ويتم التجديد للترخيص مرة تلو الأخرى وعقد امتحانات وتقديم الموافقات ومراحعات الملفات ( أمنياً ) بهدف تصفية وتقليص عدد الخطباء فيتم إغلاق الكثير من المساجد ، ثم يحدث التمادى والإمعان من الأوقاف في تطفيش الخطباء وذلك بتخفيض أجر خطيب المكافأة ليصبح 70 فقط سبعون جنيهاً عن اربعة خطب إضافة لدرسين أسبوعيين ، أي أن الخطبة أو الدرس تكون بقيمة 5،83 خمسة جنيهات وثلاثة وثمانون قرشاً ؟!!! هذه القيمة لا تساوى أجرة المواصلات التي يستخدمها الخطيب ذهاباً أو إياباً للمسجد ؟!! هذه القيمة تعتبر إهانة للخطيب وللخطبة ؛ بل وإهانة للمصلين.
هذه القيمة تهدف لتجفيف المنابر وتخريب المساجد ، قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة:114) والخراب منه ما هو حسي كالغلق أو الهدم أو التدنيس أو منع المصلين من الوصول للمسجد . ومنه ما هو معنوي كترهيب المصلين وإخافتهم أو التضييق عليهم . وبالجملة فإنَّ كل ما هو من شأنه تعطيل المساجد و تجفيف المنابر والتضييق على الأئمة والخطباء أو منع المصلين عن الصلاة وإظهار شعائر الإسلام في المساجد هو خراب لها .