حمل يونادم كنا النائب المسيحي في البرلمان قوة في الجيش الحكومي تضم أكرادا بارتكاب 95 % من الجرائم التي طالت المسيحيين في مدينة الموصل، وأدت الى تهجير المئات منهم عن مناطقهم. ونفى كنا رئيس قائمة الرافدين مطالبته باستبدال جميع القوات الحكومية في الموصل، وأكد انه طالب بتغيير الفوج الذي يشرف على المناطق التي يوجد فيها المسيحيون في الموصل، وهي 9 حارات. وأضاف كنا أن أحد أفواج الفرقة الثانية "بيشمركة" التي توجد في الساحل الأيسر من المدينة تتحمل كامل المسؤولية عن 95 % من الجرائم التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية سواء من قتل او تهجير لا سيما وان المنطقة تلك كانت تحت حماية هذا الفوج. وطالب بمحاسبة هذا الفوج سواء من تقصير او اختراق او حتى تورط بالعمليات الإجرامية التي طالت العائلات المسيحية هناك؛ لانه هو من يتحمل المسؤولية كاملة، وكذلك محاسبة ضباط الشرطة هناك؛ لأنهم كانوا يساندون القوة العسكرية، وان على الجميع ان يخضع للتحقيق. وأكد كنا ان الفرقة الثانية المسئولة عن الأحياء المسيحية في مدينة الموصل كانت قد تشكلت مما يسمى "إقليم كردستان" إضافة إلى عناصر من داخل المدينة. قائد العمليات في الموصل يدافع عن البيشمركة من جهته أكد الفريق الركن رياض جلال توفيق قائد العمليات في الموصل أن الفرقة التي كانت مسؤوليتها حماية تلك المنطقة ثبت "عدم سيطرتها على الوضع"، وليس تورطها لا سيما وانها لم تتخذ إجراء سريعا حيال العمليات التي استهدفت المسيحيين في الموصل، حسب زعمه. وقال رياض - الذي يتهمه أهالي الموصل بالتواطؤ مع البيشمركة - إن لدى غرفة العمليات إجراءات سريعة بحق كل من ثبت تقاعسه في أداء واجبه سواء بإعادة التأهيل والتدريب. من جهة أخرى أدان الأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ما يتعرض له المسيحيون في العراق من قتل وتنكيل وعنف وتهجير وكأن هنالك مؤامرة لتصفية الوجود المسيحي في بلاد الرافدين. واعرب عن تعاطفه مع أبناء الشعب العراقي كافة، فيما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 400 نازح من مسيحيي الموصل وصلوا إلى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد الأب عطا الله في بيان: أن المسيحيين في العراق كما في فلسطين وفي كل أرجاء المشرق العربي هم جزء أساسي من النسيج الوطني لهذه المنطقة، فالمسيحية انطلقت من عندنا، وهي ليست مستوردة أو غريبة. وناشد المرجعيات الدينية الإسلامية أن يكون لها موقف واضح يدين عمليات تهجير المسيحيين في العراق، مؤكدا أن الإسلام دين لا يقبل أن يقتل الناس الأبرياء باسم الدين. وقال لنعمل معا وسويا مسلمين ومسيحيين من أجل وحدة أمتنا وأوطاننا وشعوبنا، فالوحدة مصدر قوة، وإذا ما كان للأمة العربية جناحان فالإسلام والمسيحية هما جناحا العروبة. من جانبها قالت ممثلة المفوضية في سوريا لورين جول إن نحو 400 من مسيحيي الموصل وصلوا إلى سوريا بعدما أصبحوا غير آمنين في مدينتهم، موضحة أن نحو 20 أسرة مسيحية وصلت إلى مدينة القامشلي السورية القريبة من الحدود العراقية خلال الأيام الماضية. وأضافت أن المفوضية تقوم حاليا بمساعدة مئات العراقيين المسيحيين الذين فروا من الموصل إلى سوريا، وبدأت في تسجيل أسماء القادمين. يذكر ان هيئة علماء المسلمين كانت سباقة إلى إدانة واستنكار كل ما يتعرض له المسيحيون العراقيون من أذى وتهجير أيا كانت الجهة التي تقف وراء ذلك، وعدته جريمة تخالف تعاليم الإسلام الحنيف ومبادئ الوحدة والتعايش الوطني الأمن في بلاد الرافدين. كما أنها تبرأت من أية جهة تسعى الى هذا المسعى الإجرامي مهما كان انتماؤها. وموقف هيئة علماء المسلمين في هذا الجانب واضح منذ اللحظات الأولى، وهو معلن ومثبت على موقعها هذا في شبكة الانترنت لا سيما في حقل البيانات والتصاريح كما هي مواقفها مع جميع الفئات والأطياف العراقية دون استثناء.